مواقف الصحابة مع القرآن

كتابة:
مواقف الصحابة مع القرآن

مواقف الصحابة من القرآن الكريم

لقد كان الصحابةُ -رضوان الله عليهم- خير مثالٍ يُحتذى بهِ بعد رسول الله -صلى الله عليهِ وسلم-؛ فهم قد تعلّموا بين يدي معلّمهم الأول -عليه الصلاة والسلام-، وآمنوا بهِ ونصروه وصبروا على الأذى، وكافحوا في سبيل نصرةِ هذا الدين، ليس هذا فحسب بل حملوا لواء الإسلام؛ حتى فتحوا بهِ قلوب العباد والبلاد، في مختلف أرجاءِ المعمورة.

والجديرُ بالذكر أن عناية الصحابة -رضوان الله عليهم- بالقرآن الكريم كان لها النصيب الأكبر في نصرةِ هذا الدين؛ فهم قد حفظوهُ في السطور والصدور، وتنبّهوا إلى ما به من معانٍ جزلة، وقصص وعبر ومواعظ؛ كانت تدفعهم إلى الحرص على هدايةِ جميع الناس إلى دين الإسلام.

موقف الصحابة عند نزول القرآن

لقد عكفَ الصحابة منذ بداية نزول القرآن الكريم إلى المسارعةِ بحفظهِ، وقد شجّعهم الرسول -عليه الصلاة والسلام- على ذلك، فقاموا بحفظ القرآن على طريقتين، وهما:

  • حفظه في الصدور

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أول من حفظ القرآن الكريمَ غيبًا، ثم أخذ يعلِّمُ أصحابه -رضوان الله عليهم- القرآن الكريم، فكانوا يتسابقون فور نزوله، ويحفظونهُ غيبًا، ويتلونهُ أمامه؛ ليتثبّتوا من حفظه، وليعملوا به، وقد حفظهُ عدد كبير منهم الخلفاء الراشدون؛ وزيد بن ثابت، وعائشة، وحفصة -رضوان الله عليهم-، وكانوا يعلمونه لأهليهم وغيرهم من الصحابة.[١]

  • كتابته في السطور

كلّف الرسول -صلى الله عليه وسلم- عددًا من الصحابة ممن يُتقنون الكتابة بكتابة القرآن الكريم فور نزوله عليه، وسمّي هؤلاء كتاب الوحي؛ ومنهم الخلفاء الراشدون، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب، وكانوا يكتبون السور القرآنية بكل دقة وأمانة، على ما تيسّر لهم أدوات كجلود الحيوانات، وأوراق الشجر، والحجارة الرقيقة.[١]

موقف الصحابة من آيات القرآن الكريم

إن الصحابة هم أكثر من أدركوا معاني القرآن الكريم، وأكثر من تدبّروا آياته؛ وذلك لأنهم سمعوه من الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وقد تنوعت مواقفهم مع القرآن الكريم؛ فذُكِرَ عنهم ما يأتي:

  • تنزّل السكينة عند قراءتهم للقرآن

فقد ثبتَ في صحيح البخاري أن هنالك: (رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الْكَهْفِ، وَإِلَى جَانِبِهِ حِصَانٌ مَرْبُوطٌ بِشَطَنَيْنِ؛ فَتَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ فَجَعَلَتْ تَدْنُو وَتَدْنُو، وَجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ بِالْقُرْآنِ).[٢]

  • تفاعل الصحابة مع القرآن

لقد كان الصحابة من أصحاب الفهم العميق للآيات الكريمة، وكان خشوعهم محققًا عند تلاوتهم للقرآن؛ فقد ذُكرَ عن التابعي عبد الله بن شداد أنه سمع نشيج عمر بن الخطاب في صلاة الصبح، وكان يقرأ من سورة يوسف: (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ)،[٣]وهو في آخر الصفوف.[٤]

فضل الصحابة في القرآن الكريم

لقد أثبت الله -تعالى- فضل الصحابةِ في القرآن الكريم بما قدّموه من جهودٍ وتضحياتٍ وأعمال؛ قد ساهمت في نصرة هذا الدين، وانتشارهِ انتشارًا واسعًا، وبدفاعهم عن رسول الله -صلى الله عليهِ وسلّم-، ومن الآيات التي سجّلت فضل الصحابة ما يأتي:[٥]

  • قوله -تعالى-: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ).[٦]
  • قوله -تعالى-: (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رؤوف رَحِيمٌ).[٧]
  • قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).[٨]
  • قوله -تعالى-: (لقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا).[٩]

المراجع

  1. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب التعريف بالإسلام، صفحة 29. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:5011.
  3. سورة يوسف، آية:86
  4. احمد الزومان، "الصحابة والقرآن"، الألوكة. بتصرّف.
  5. اسلام ويب، "جواب شبهة حول موقف الصحابة من القرآن الكريم"، اسلام ويب. بتصرّف.
  6. سورة التوبة، آية:100
  7. سورة التوبة، آية:117
  8. سورة الأنفال، آية:64
  9. سورة الفتح، آية:18
6621 مشاهدة
للأعلى للسفل
×