موجبات الاغتسال من الجنابة

كتابة:
موجبات الاغتسال من الجنابة

الاغتسال من الجنابة

الجنابة

الجنابة في اللغة هي: البُعد والعُزلة،[١] أمّا في الاصطلاح الشرعي فهي: وصفٌ يُطلق على مَن وقع منه الجِماع أو أنزل المني،[٢] والمني هو: ماءٌ أبيض يخرج من الرجل أو المرأة عند الشهوة،[٣]فقد أجمع العلماء على وجوب الغسل على الرجل والمرأة بسبب الجِماع أو خروج المني عن شهوةٍ دفقاً.[٤]


الاغتسال

الاغتسال في اللغة هو: مصدرٌ من الفعل اغتسل، واغتسال البدن هو: تنظيفه بالماء،[٥] أمّا في الاصطلاح فيُقصد به: جريان الماء على أعضاء الجسد كلّها.[٦]


موجبات الاغتسال من الجنابة

موجبات الغُسل هي: الأسباب التي تُوجب الغسل على المسلم، والأسباب التي تُوجب الغُسل من الجنابة هي:[٧]


الجماع

يجب الغُسل على المسلم والمسلمة على حدٍ سواءٍ بسبب الجِماع؛ ويُراد به: ما يقع بين الزوَجين من تغييب العضو الذكري في فرج المرأة، فيجب الغُسل عليهما بسبب التقاء الختانين وإن لم يرافق ذلك إنزالٌ للمني، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي موسى الأشعريّ -رضي الله عنه-: (إذا جَلَسَ بيْنَ شُعَبِها الأرْبَعِ ومَسَّ الخِتانُ الخِتانَ فقَدْ وجَبَ الغُسْلُ).[٨][٧]


نزول المني

اتّفق العلماء من المذاهب الفقهية الأربعة؛ الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، على وجوب الغُسل بسبب نزول المني سواءً نزل حال النوم أو حال اليقظة، ونُقل إجماعهم على ذلك، لا فرق في ذلك بين المرأة والرجل، استدلالاً بقول الله -تعالى-: (وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا)،[٩] واستدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيدٍ الخدريّ -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّما المَاءُ مِنَ المَاءِ)،[١٠] أي أنّه يجب الغُسل بالماء بسبب نزول الماء؛ أي المني، وأخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أمّ المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها-: (جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ امْرَأَةُ أبِي طَلْحَةَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَتْ يا رَسولَ اللَّهِ: إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، هلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا هي احْتَلَمَتْ؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نَعَمْ إذَا رَأَتِ المَاءَ).[١١][٧]


كيفية الاغتسال من الجنابة

يُغتسل من الجنابة بكيفيتين بيانهما آتياً:[١٢]

  • الكيفية المجزئة والواجبة: وتقتصر بعقد النية على الاغتسال، ثمّ التسمية بالله، ثمّ تعميم كامل الجسد بالماء الطاهر.
  • الكيفية الكاملة والمسنونة: وتكون بالنيّة ثمّ التسمية ثمّ غسل الكفيّن ثلاث مراتٍ ثمّ الوضوء وضوءاً كاملاً كوضوء الصلاة، ثمّ غسل الرأس ثلاث مراتٍ مع الحرص على إيصال الماء إلى كلّ أجزاء الرأس، ثمّ تعميم الماء على كلّ الجسد مع تدليكه، أخرج البخاري عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، بَدَأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ كما يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يُدْخِلُ أصَابِعَهُ في المَاءِ، فيُخَلِّلُ بهَا أُصُولَ شَعَرِهِ، ثُمَّ يَصُبُّ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ غُرَفٍ بيَدَيْهِ، ثُمَّ يُفِيضُ المَاءَ علَى جِلْدِهِ كُلِّهِ).[١٣]

المراجع

  1. "تعريف ومعنى جنابة في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 1/2/2022. بتصرّف.
  2. محمود عبد اللطيف عويضة، الجامع لأحكام الصلاة، صفحة 266. بتصرّف.
  3. "تعريف ومعنى المني في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 1/2/2022. بتصرّف.
  4. دبيان الدبيان، موسوعة أحكام الطهارة، صفحة 11. بتصرّف.
  5. "تعريف ومعنى الاغتسال في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 1/2/2022. بتصرّف.
  6. محمود عبد اللطيف عويضة، الجامع لأحكام الصلاة، صفحة 248. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 104-110. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:349، صحيح.
  9. سورة المائدة، آية:6
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:343، صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:282، صحيح.
  12. عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 125. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة لأم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:248، صحيح.
10573 مشاهدة
للأعلى للسفل
×