موضوعات الأدب المقارن

كتابة:
موضوعات الأدب المقارن

موضوعات الأدب المقارن 

  • الحب المحرم في الآداب العالمية.
  • الغيرة أو الانتقام أو التضحية.
  • النماذج الأسطوية الخيالية.
  • شخصية البخيل في الآداب الغربية والعربية
  • الموشحات والتروبادور.
  • ألف ليلة وليلة والآداب الأوروبية.
  • الترجمة والأدب.


الحب المحرم في الآداب العالمية 

كيف استطاع الكتاب توظيف قضية الحب المحرم؟

إنّ موضوع الحب المحرم وتوظيفه بين جميع الآداب العالمية هو من أهم المواضيع التي تناولها الأدب المقارن، وذُكرت قضية الحب الحرام وارتكابها وما يصاحبها من العواطف والمشاعر غير البريئة في العديد من المسرحيات العالمية، فمسرحية هيبوليت ليوربيدس من الممكن أن تعد البداية لهذا الموضوع وتلتها العديد من المسرحيات كمسرحية فيدر لراسين ومسرحية تحت أشجار الدردار لأونيل، إلّا أنّ أونيل في هذه المسرحية قام بتغيير واضح للأدوار عن شخصياتها في المسرحيات التي سبقتها، وقد نقلت هذه الفكرة إلى الأدب العربي على يد الكاتب المسرحي توفيق الحكيم في مسرحيته اللص.[١]


الغيرة أو الانتقام أو التضحية

لمن كانت الأسبقية في الحديث عن الغيرة والانتقام في الأدب العالمي؟

قد اتّسع الأدب المقارن بفضل دارسيه ليُضمّنوا في طيّات أبحاثهم ودراساتهم الحديث عن الغيرة وما تؤدي إليه من انتقام والحديث عن التضحية والفداء كرمة للعادات والتقاليد والمعتقدات وحتى الأخلاق والقيم.[٢]


إذا تحدثنا عن موضوع الغيرة والانتقام لا يسعنا إلا الحديث عن مسرحية فاوست لفون، فالشخصية الرئيسية في المسرحية فاوست عاشت مفارقة كبيرة بين شخصيته في بداية المسرحية ونهايتها، فقد تحول فاوست من كونه فتىً مهملًا كئيبًا يُعاني الكثير من الهموم، حتى أنه كان قد فكّر في الاجرام في حق نفسه -أي أن ينتحر- إلا أنّ فجر الأمل والطموح نحو حياة جديدة قد أطلّ باتجاه فاوست وزرع فيه حب الحياة والشغف تجاه القادم واستشرافه وتنتقل الأحداث إلى الحديث عن معاناة مارغريت معه، ومن ثم هيلين التي تهدي روحه إلى مواطن الخير والجمال والوفاء.[٣]


يبدو تأثير مسرحية فاوست واضحًا جليًا على نتاج الأدب العربي، خاصة لدى توفيق الحكيم في مسرحيته شهرزاد التي عنيت بالحديث عن التحول الذي قد يعرض للبشر والصراع الأزلي بين الخير والشر.[٣]


النماذج الأسطورية الخيالية

هل استطاع الأدباء العرب توظيف الشخصيات الأسطورية؟

يُقصد بها تلك القصص والحكايات التي عرضت للكتاب المسرحيين في سياق بحثهم ودراساتهم في التراث القديم للشعوب المختلفة، إلا أنّ هذه القصص قد خلطت فيها الحقيقة بالخيال والوهم، وأضيف إليها من الخرافات أضعاف الأحداث الأصلية للحكاية أو القصة، ومن أشهرها شخصية الشيطان الذي هبط من الجنة والتي تحدث عنها جوته ولبرون والساحرة الشريرة والأشباح التي تحدّث عنهما شكسبير، وقد نقلت هذه التجربة مع الاختلافات إلى الأدب العربي على يد توفيق الحكيم الذي استعان بشخصيات الآلهة الإغريقية واليونانية في توظيفها في ثنايا مسرحياته.[٤]


شخصية البخيل في الآداب الغربية والعربية

ما هي أشهر المسرحيات التي استعانت بشخصية البخيل؟

شخصية البخيل هي من الشخصيات التي اتّخذها الكتاب والمسرحيون كنموذج، دار حولها عدّة مسرحيات واستخدمها الكتاب كشخصية رئيسية تدور حولها الأحداث والوقائع، وقد تكون الشخصية هي ذاتها المحركة للأحداث بكونها محور الصراع في العمل المسرحي أو غيره، ومسرحية ميناندرز وإن لم تصل إلينا شكّلت النص الأول الذي استخدم شخصية البخيل، وحذا حذوه الكثير من الكتاب والمسرحيين كان أولهم بلاوتوس الروماني في مسرحيته أولولاريا، وتبعه في هذا الكتاب الأوروبيون في مسرح أوروبا الحديث، وكانت مسرحية البخيل لكارلوجولدوني الشاعر الإيطالي أولها ثم تلاه موليير في فرنسا، إلا أن وصلت الأدب العربي الحديث وأثرت في نتاجه الفني حول هذه الشخصية.[٥]


الموشحات والتروبادور

أيهما تأثر بالآخر الموشح أم التروبادور؟

نشأت الموشحات في الأندلس مع أواخر القرن الثالث الهجري، وكانت ذات طابع شعبي فيما ينظم فيها من أغراض أهمها الغزل، وأوّل مَن ابتكر هذا الفن هو محمد القبري، وارتبطت نشأة الموشحات بالغناء والأغاني الشعبية التي لم تكن عربية فحسب، وإنما استمدت من الأشعار الإسبانية، وأخذت كثيرًا من المخرجات والتعابير، ثم اكتملت على يد عبادة بن ماء السماء.[٦]


أما التروبادور فقد ظهر في أواخر القرن الحادي عشرالميلادي كنوع من أنواع الشعر الغنائي في مقاطعة بروفانس جنوبي فرنسا، أُطلق عليه الشعر البروفنسالي، ولم يلبث أن انتشر في في بعض البلدان الأوروبية، وأنتج شعراء التروبادور أعلى الأجناس الشعرية وهو أغاني الحب، وكان هذا الشعر يتطلب دقة في الألفاظ ومهارة في الصنعة، ولهم أغراض تقليدية، كالمديح والهجاء والرثاء.[٧]


كان شعر التروبادور جديدًا شكلًا وموضوعًا، كالموشحات والأزجال الأندلسية، ممّا يدلّ على تمازج بين العرب والإفرنج في جنوبي فرنسا وشمالي الأندلس، ودليل ذلك إسراف شعر التروبادور في الافتتان بالموسيقى والقوافي، ومن المرجح أن يكون هذا الشعر معتمدًا على الشعر العربي في الأندلس، لما فيه من وفرة الخيال وتأنق أدبي وعاطفة متأججة.[٨]


إنّ الموشحات والأزجال الأندلسية انتقلت إلى المناطق المحيطة بها، وتأثر بها شعر التروبادور بوسائط عدة، منها: انتشار الموسيقى العربية الأندلسية، تردُّد بعض المغنيين الإسبانيين إلى الأندلس لأسباب ثقافية أو عائلية، أمّا أشكال التأثر فهو على قسمين من حيث الشكل ومن حيث المضمون، أمّا من حيث الشكل: فالغصن في الموشحة يقابله في التروبادور ميدوزا، والقفل في الموشح يقابله التروناد، كما أن نظام القوافي في شعر التروبادور يشبه نظام القوافي في الموشحات والأزجال، أمّا من حيث المضمون؛ فالشخصيات والمغني الجوال والكُنى والتصريحات متشابهة إلى حد كبير بين التروبادور والموشح.[٩]


ألف ليلة وليلة والآداب الأوروبية

كيف ظهر تأثير كتاب ألف ليلة وليلة في الآداب العالمية؟

ألف ليلة وليلة هي مجموعة قصص وحكايات أسطورية، مجهولة المؤلف، ذات أصول متعددة فارسية وعربية، وقد كتبت في عصور متباعدة، ومن أشهر هذه الحكايات علي بابا والأربعين حرامي، ورحلات السندباد البحري، والفانوس السحري، وقد طبع الكتاب لأول مرة بالهند سنة 1814م.[١٠]


تأخذ حكايات ألف ليلة وليلة إطارًا فنيًا شاملًا ومتكاملًا، بدءًا من الحكاية الأولى وانتهاءً بالحكاية الأخيرة، فالملك شهريار قتل زوجته بعد أن خانته، وعزم على اتخاذ زوجة جديدة له كل ليلة، على أن يقتلها في الصباح، وتتقدّم شهرزاد ابنة وزيرة فتطلب من أبيها يرشحها للزواج من الملك، وفي ليلة العرس أخذت شهرزاد تقص على شهريار قصة مثيرة تستدعي انتباهه، ويستغرق في الاستماع إلى حديثها، ولكنها عند الصباح كانت تتوقف عن إكمال القصة قبل أن تُنهيها ويمهلها الملك إلى الليلة التالية حتى تكمل القصة، وتستمر الحيلة ليالي كثيرة، وهذه الحكايات في الواقع لا تتجاوز 264 حكاية، وإنّما أريد بعدد الألف التكثير لا التحديد.[١١]


تُرجم كتاب ألف ليلة وليلة إلى معظم اللغات العالمية، وأوجزت حكاياته في لغات أخرى، واستوحى الكتاب من حكايات ألف ليلة وليلة بعض هذا الشكل مثل ألف سهرة وسهرة، وألف ساعة وساعة، في حين ظهرت مضامين هذه الحكايات وأساطيرها وحوادثها الخارقة في الأدب الغربي، وقد ساعد كتاب ألف ليلة وليلة على ظهور نوع جديد من الأدب في أوروبا هو أدب الهجاء، اعتقادًا منهم أنّ الكتاب صورة طبق الأصل عن الشرق، فصوروا ملك فرنسا على أنه خليفة في مجونه، يقصدون بذلك الخليفة هارون الرشيد المعروف بأنّه كان يرعى العلم والعلماء، وكان يحج عامًا ويغزو عامًا.[١٢]


الترجمة والأدب

ما أهمية الترجمة في حقل الأدب؟

الترجمة هي نقل نص من نظام لغوي إلى نظام لغوي آخر، أي من اللغة الأصلية إلى لغة ثانية، وتخضع الترجمة لقواعد خاصة، بحيث أصبحت علمًا قائمًا ووسيلة معتمدة في تبادل الثقافات بين الشعوب، ومهما تكن الترجمة فإنها تُؤمن الحد الأقصى من المطابقة إلى الأصل، ولكن لا يمكن أن تكون منافسًا للأصل إلا في حالات نادرة، كما هو الحال في ترجمة ابن المقفع لكليلة ودمنة التي اعتمدت في ترجمة الكتاب إلى مختلف لغات العالم، وكانت بمنزلة اللغة الأم، السنسكريتية ثم الفارسية.[١٣]


للترجمة دور مهم في الدراسات المقارنة ممكن إيجازها في: معرفة مكانة الأديب لدى الشعوب التي ترجمت لها أعماله الأدبية، معرفة مدى تأثر الكتاب الآخرين به في تلك الشعوب، والوقوف على أذواق كل عصر وبيان اتجاهاته العامة، فشكسبير مثلًا لم يقدر في عصره بقدر ما لقيه من تقدير في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، بالإضافة إلى نشر أذواق أدبية خاصة من لغة إلى أخرى، فقد أدّت ترجمة كليلة ودمنة من العربية إلى الفارسية إلى صبغه بروح إسلامية واضحة.[١٤]


تكشف الترجمة الاختلاف بين الترجمة والأصل عن اختلاف التقاليد الاجتماعية بين الشعوب، فمثلًا مسرحية عطيل لشكسبير إلى الفرنسية، لم يذكر بها منديل ديدمونة الذي ساقه الضابط ياجو دليلًا على خيانتها، واستبدلت به أسورة ثم شال، ثم عصابة؛ لأن التقاليد الاجتماعية الفرنسية لم تكن تسمح بعرض منديل امرأة على المسرح.[١٥]

المراجع

  1. محمد غنيمي هلال ، الأدب المقارن، صفحة 164. بتصرّف.
  2. حسام الخطيب ، أبحاث نقدية مقارنة، صفحة 155. بتصرّف.
  3. ^ أ ب [http:// "الماضي المشترك بين العرب والغرب "]، عالم المعارف ، 1999، العدد 241، صفحة 99. بتصرّف.
  4. عبد الدايم الشوا ، في الأدب المقارن، صفحة 62. بتصرّف.
  5. أحمد درويش، نظرية الأدب المقارن وتجلياتها في الأدب العربي، صفحة 117. بتصرّف.
  6. يوسف عز الدين ، أثر الأدب العربي في حنايا الأدب العربي، صفحة 44. بتصرّف.
  7. عز الدين المناصرة، النقد الثقافي المقارن، صفحة 615. بتصرّف.
  8. حسام الخطيب ، جوانب من الأدب والنقد في الغرب، صفحة 82. بتصرّف.
  9. محمد غنيمي هلال ، الأدب المقارن، صفحة 274. بتصرّف.
  10. جبور عبد المنعم ، المعجم الأدبي، صفحة 471. بتصرّف.
  11. سامي يوسف أبو زيد ، الأدب المقارن، صفحة 170-171. بتصرّف.
  12. يوسف عز الدين ، أثر الأدب العربي في حنايا الأدب الغربي، صفحة 37-38. بتصرّف.
  13. يوسف بكار، الأدب المقارن، صفحة 203. بتصرّف.
  14. بهاء الدين العاملي، الكشكول، صفحة 388. بتصرّف.
  15. محمد غنيمي هلال، الأدب المقارن، صفحة 126-127. بتصرّف.
5346 مشاهدة
للأعلى للسفل
×