موضوعات سورة الفيل

كتابة:
موضوعات سورة الفيل

موضوعات سورة الفيل

جاءت سورة الفيل للتّحدّث عن موضوع رئيس، وهو: بيان قصة أصحاب الفيل الذين تمردّوا وتجبّروا، وأخذتهم العزة بأنفسهم وقدرتهم، وأرادوا التخريب والبطش بالكعبة المُشرّفة، فجاؤوا بجيشهم الذي يظنّون أنّه لا يُقهر، فكان المولى -جل وعلا- لهم بالمرصاد، وأحبط عملهم وأفشل خطتهم، وأبادهم جميعاً بقصفهم بحجارة صغيرة حملتها أرجل طيورصغيرة أيضاً.[١]

وأصبحوا كبقايا الحصاد والزرع المأكول الذي تجيء به الريح وتذهب به في كل مكان.[١] كما أنها بيّنت قدرة المولى -سبحانه وتعالى- على حماية الكعبة المشرفة، ولفتت النظر إلى أنّ سعي كل مُخرِّب حاقد زائل لا محالة، وستكون عاقبته الضياع والتدمير وكأنه لم يكن شيئاً، ولو كان الانتقام بأصغر الطيور وأهون الطرق.[٢]

التعريف بسورة الفيل

سورة الفيل سورة مكية، وتمّ الإجماع على أن عدد آياتها خمس آيات، وسمّيت بالفيل؛ لافتتاحها بقوله -سبحانه وتعالى-: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الفيل)،[٣] ولأنها بيّنت جزاء أصحاب الفيل، وردّ مكرهم عليهم، وإظهار عقوبتهم.[٤]

قصة سورة الفيل

لقد بلغت قصة أصحاب الفيل عند العرب مَبلغاً، حتّى أصبحوا يُسمّون العام الذي وقعت فيه بعام الفيل، فصاروا من بعدها يُؤرّخون وينسبون المناسبات باسمه، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان قد ولد في هذا العام.[٥]

بناء أبرهة للكنيسة

جميع الروايات المشهورة في هذه القصة تبيّن أنه كان لليمن حاكماً حبشيّاً بعد سيطرة الأحباش عليها، ويسمى أبرهة الأشرم، وكان أبرهة قد بنى كنيسة عنده في اليمن، وسمّاها باسم ملك الحبشة، وأعدّ لها جميع الأسباب التي تساعده في جمع الناس عليها، لتحويلهم من الحج إلى الكعبة المشرفة في مكة المكرمة إلى الحج عنده في اليمن.[٥]

خروج أبرهة لهدم الكعبة المشرّفة

قيل إن ناراً أحرقت بيت الحج عند أبرهة، فغضب لذلك غضباً شديداً، وأقسم بهدم الكعبة المشرفة، فخرج معتدّاً بجيشه، وفي المقدمة فيل كبير شديد القوة، ومعه عدد من الفيلة الأخرى، فسار حتى وصل الكعبة المشرفة، وأثناء طريقه إليها لم يتمكّن أحدٌ من ردعه، وأرسل إلى أهالي المدينة أنّه لم يأتِ لقتالهم وإنما لهدم الكعبة، فهربوا إلى الجبال ينتظرون ما هو فاعل.[٥]

أرسل أبرهة في طلب سيّد القوم، وقد كان آنذاك عبد المطلب، وكان صاحب شأن في قومه، فلما رآه أبرهة أجلّ احترامه، ثم جرى بينهما كلامٌ بخصوص بعيرٍ كانت لعبد المطلب أهْلكها أبرهة، فتعجّب ملك الحبشة أبرهة من ذلك؛ فهو قادم ليهدم الكعبة المُشرّفة رمز الدين عند العرب، وهو يُخاصمه في عددٍ من البعير، فردّ عليه عبد المطلب بأن للبيت ربٌّ يحميه، واتّجه عند الكعبة ومعه جماعة من قريش.[٥]

سوء عاقبة أبرهة ومَن معه

لما أراد أبرهة التقدّم بجيشة جلس الفيل دون رغبةٍ في السَّير، فاجتهدوا في تحريكه وحثِّه على دخول مكة المكرمة، فلم ينجح ذلك، ثم كان أمر الله -سبحانه- نافذاً، فأرسل عليهم جماعاتٍ من الطيور الصغيرة التي تحمل حجارةً من الطين.[٥]

وألقتْ الطّيور الحجارة عليهم حتى أصبحوا كأوراق الشجر المأكولة المُتمزّقة، وأُصيب قائدهم أبرهة، وقيل إنه مات بأسوأ حال، وكان ذلك قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- بنحو أربعين سنة ونيّف، واشتهرت هذه القصة وتواترت حتى وصلت إلينا جيلاً بعد جيل.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب وهبة الزحيلي، تفسير المنير، صفحة 403-404. بتصرّف.
  2. جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 189. بتصرّف.
  3. سورة الفيل، آية:1
  4. الفيروزآبادي، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، صفحة 544. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 185-186. بتصرّف.
4588 مشاهدة
للأعلى للسفل
×