موضوع إنشاء عن الصداقة
الصداقة كنزٌ عظيم لا يُقدّر بثمن، وهي مثل الغيمة التي تمطر على الأصدقاء الكثير من الخير والمحبّة والوفاء، وتمنحهم كلّ مشاعر الحب والصدق، وتساعدهم في أن يكونوا أكثر حيويةً وتقاعلًا في حياتهم؛ لأن الصداقة مرسالٌ بين القلوب الوفية، وجسرٌ من المحبة لا يتغير ولا يتبدل مهما كانت الظروف، بشرط أن تكون هذه الصداقة صداقةً حقيقية مبنية على أسسٍ متينة من الأخلاق الفضيلة، وأن تكون بنية خالصة لله تعالى، وأن تكون المحبة بين الأصدقاء مبنية على حبهم الخير لبعضهم البعض والإيثار وتنمي الخير للآخر دون أي مصلحة، وأن لا تُبنى هذه الصداقة على أهدافٍ خارج أطار الخير، لأنّ المصالح عندما تدخل بين الأصدقاء فإنها تُفسد العلاقة بينهم.
قالوا كلماتٍ كثيرة عن الصداقة، ورغم هذا فإنّ الكلمات والحروف تقف عاجزةً عن وصف مقدار المحبة الصافية بين الأصدقاء، فالصديق هو الأخ والسّند، وهو الذي يُدافع عن صديقه في حضوره وغيابه، ويدلّه على الخير والحق، ويقف إلى صفه دومًا، لهذا يصفون الصديق بأنه يظهر في وقت الضيق، فيخفف مصائب صديقه، ويمنحه الحلول التي تجعله يتجاوز جميع أحزانه، فالصداقة تربط حبال الود وتقوّيها وتجعل منها أقوى، كما تبسط يدها للجميع كي يكونوا يدًا واحدة في وجه الحياة.
الصداقة هي الوردة المتفتحة التي يفوح عبيرها الطيب في الأرجاءن وهي الشجرة التي تضرب جذورها في الأعماق، وتمدّ أغصانها في السماء، وتفرد ظلّها على جميع الأصدقاء ليرتاحوا في رحابها من وعثاء دروب الحياة، لهذا الذي يعيش بلا صداقة يعيش وحيدًا تائهًا في الحياة، لا يجد من يُشاركه لحظاته الممتعة، ولا يجد من يُشاركه لحظاته الجميلة، وليس غريبًا أن يسعى الجميع للتمسك بروابط الصادقة؛ لأنها عروة وثقى لا تنقطع ولا تلين، بل إنّ الأصدقاء مستمرون معًا غلى المالانهاية، ويدخلون الجنة معًا إن كانت محبتهم في الله، وخير مثالٍ على الصداقة الحقيقية هي صداقة الرسول الأعظم محمد -عليه الصلاة والسلام- بصاحبه أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- الذي لم يُكذّب الرسول يومًا، ولم يتخلَّ عنه أبدًا، وصدّق دعوته عندما كذبه جميع الناس، فإن لم تكن الصداقة مثل هذه الصداقة فلا يُعوّل عليها أبدًا، لأنذ الصداقة مثل الذهب الذي لا تنقص قيمته أبدًا مهما علا عليه الغبار ومهما تعرض للضغوطات، لذلك يجب على كل شخص أن يختار أصدقاءه بعناية، كي تكون صداقتهم نموذجًا ناجحًا مثمرًا في الحياة، وأن تكون صداقة أساسها الخير دائمًا.