موضوع إنشاء عن العمل للصف السادس
عند كتابة موضوع إنشاء عن العمل للصف السادس، يجدر بالذكر أنّ العمل قيمة إنسانية عظيمة، ويعني العمل أن ينشغلَ الإنسان بشغل معين خلال يومه، قد يكون هذا الشغل عملًا فكريًّا مثل الدراسة أو التعلم، وقد يكون عملًا يدويًا مثل الخياطة أو الزراعة، أو عملًا وظيفيًا كالعمل في مهنة من المهن مثل التدريس أو الطب أو التجارة، المهم أن يجد الإنسان ما يشغل وقت فراغه، فإن لم يجد شيئًا مما سبق فعليه أن يبحث داخل نفسه عن هواية أو مهارة يرغب في تعلمها، أو عمل تطوعي ينخرط فيه ويساعد الآخرين، المهم أن يجد الإنسان ما يحارب به وقت الفراغ.
والعمل هو الحلّ الوحيد للقضاء على الملل الذي يتولّد من الفراغ، وقد حث الإسلام على العمل النافع الذي يرجع بالخير على الإنسان وعلى مجتمعه وعلى أمته، فقد قال تعالى في سورة التوبة: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[١]، وقد جاء التأكيد على ضرورة العمل من خطورة الفراغ، فالفراغ يقتل كل إبداع لدى الإنسان، ويحوّله إلى كائن كسول لا خير فيه ولا نفع، وهناك فرق بين من ينتهي يومه وقد أنجز عملًا، وبين من قضى يومه جالسًا أو نائمًا دون بذل أي جهد فكري أو يدوي، والفراغ قادر على جلب الأفكار السلبية إلى الإنسان وشده إلى الماضي، فالإنسان المشغول أكثر قدرة على تجاوز أحزانه وعقباته من الإنسان الفارغ الذي ترك عقله فريسة للماضي، ونسي حاضره ومستقبله.
وقد يميل بعض الناس إلى تصنيف الأعمال في مراتب، من الأفضل والأحسن إلى الأقل منزلة، فبعضهم يرى أن الطب والهندسة والإدارة وظائف مرموقة، في حين أن العمل في قطاع التعليم مثلًا أقل منزلة، وهكذا، والحقيقة أن العمل يكتسب قيمته الحقيقية من تأثيره على الآخرين ونفعه، وليس بالتصنيفات الاجتماعية التي أطلقها الناس، فالإسلام مثلًا أكد أهمية العمل في الأعمال الحلال، والابتعاد عن كسب القوت بطرق حرام وغير مشروعه، وجعل الكسب الحلال، ومراعاة الضوابط الشرعية أهم ما يلتفت إليه الإنسان عند رغبته في العمل، بعيدًا عن التشريعات البشرية التي قدّمت أعمال على أخرى، ورفعت منزلة أشخاص على حساب آخرين.
وللعمل فوائد كثيرة منها، منح الإنسان النشاط وطرد الكسل وتعوده على روتين نشيط بدلًا من الاستيقاظ متأخرًا، إضافة إلى الكسب المادي والكسب المعنوي فالإنسان العامل يشعر بالراحة النفسية، كلما آوى إلى فراشه وقد أنجز عملًا ما ولم يستسلم للكسل، والعمل أيضًا يسهم في تطور الأمة، وبالعمل يجد الإنسان قيمة للعلم الذي تعلمه، فقد قال الشاعر:
في ازديادِ العِلمِ إرْغامُ العِدا
- وجمالُ العِلمِ إصلاحُ العملْ
لا تَقُلْ قد ذهبَتْ أربابُهُ
- كلُّ مَن سارَ على الدّرْبِ وَصَلْ
المراجع
- ↑ سورة التوبة ، آية: 105.