إنشاء عن مولد النبي
عند كتابة إنشاء عن مولد النبي -عليه الصلاة والسلام- تتجلّى المشاعر وتصبح أكثر قدسية، فميلاد سيّد البشريّة جمعاء هو إعلانٌ بولادة النور وانتهاء الظلام الذي كان العالم غارقًا فيه، ففي مولد النبي -عليه الصلاة والسلام- الكثير من الرحمات والعطايا التي منّ الله تعالى بها على عباده، وقد أشرقت شمس مولده في يوم الإثنين الموافق للثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل، وقد ولد -عليه السلام- يتيم الأب، إذ توفي والده وهو في بطن أمه، ورغم هذا فقد عاش -عليه السلام- كريمًاـ وتحلّى بأكمل الصفات وأمثلها وأكمل الأخلاق، وكان يُعرف في قومه بالصادق الأمين.
عند كتابة إنشاء عن مولد النبي -عليه السلام- لا بُدّ من الإشارة إلى عظمة هذا الحدث الذي غيّر وجه العالم، هو ولادة خاتم الأنبياء والمرسلين، وبداية لبعثة سيّد البشرية الذي أرسله الله تعالى للبشرية جمعاء برسالة الإسلام الخالدة، وقد استبشر الكون بميلاده، وهلّت البشائر والرحمات، فميلاده -عليه السلام- هو الشمس التي أضاءت الكون، وهو المطر الذي أغاث الأرض من جفافها بعد أن غرقت في جهالة الكفر والضلالة، فميلاد سيّد البشرية مليءٌ بالعبر والدروس، خصوصًا أنّ الله تعالى قد تعهده بالرعاية والعناية، وعوّضه عن فقد الأب ثم فقد الأم.
كانت ولادة النبي -عليه السلام- مليئة بالمعجزات، فعندما جاء المخاض لوالدته السيدة آمنة، شعرت بأنّ نورًا يخرج منها ويملأ الغرفة، لأنّ مولده كان نورًا على نور، حتى أنّ اسمه محمّد اختصّ به دون غيره، ليكون محمودًا في الدّنيا والآخرة، وبولادته -عليه السلام- بدأ عهدٌ جديد وتاريخٌ جديد غيّر وجه العالم إلى الأبد، واقترب الوعد الحق وفجر الإسلام العظيم الذي حمل رسالته هذا النبي الأمّي الذي اصطفاه الله وفضّله على العالمين، وقد قيلت في ولادته -عليه السلام- قصائد وأشعار لا تُعد، وفي هذا يقول الشاعر:
وُلد الهدى فالكائناتُ ضياءُ
- وفمُ الزمانِ تبسُّمٌ وثناءُ
بك بشّر الله الزمان فزُيّنت
- وتضوّعت مِسكًا به الغبراءُ
عند كتابة إنشاء عن مولد النبي -عليه السلام-، لا يمكن إغفال الحديث عن أخلاقه العظيمة، حتى أن الله -تعالى- وصفه في القرآن الكريم بانّه صاحب خلقٍ عظيم، فقد كان -عليه السلام- جوادًا وكريمًا وصادق اللسان والأفعال، لا يظلم ولا يسرق ولا يمشي بالفاحشة، كما كان يحمل أطهر الصفات وأنقاها، ويعطف على الصغير ويحترم الكبير، حتى أنّ مجرّد وجوده في المكان كان يُعطي المكان هيبة وبركة، اللهم صلّي وسلّم وبارك عليه.