موضوع تعبير عن أحب أن أكون طبيبًا

كتابة:
موضوع تعبير عن أحب أن أكون طبيبًا


أحبّ أن أكون طبيبًا

إنّ الطبّ مهنة سامِيَة، جاءت للتخفيف عن أوجاع الناس وآلامهم التي باتت تؤرّقهم وتقُضّ مضاجعهم، وتجعل من حياة البشر صحيّةً، وحتى تُقلّل من الأمراض التي باتت تُودي بحياة الكثيرين من الناس لطالما كان حُلمي أن أُصبح طبيبًا لأُساهم في علاج الأجداد والجَدّات الذين نراهم يُعانون في كلّ يوم، ولا يبيتون اللّيل ساهرين على آلامهم المُستعصية، وحتى أُعين الآباء الذين أفنوا حياتهم من أجل أبنائهم وسعادتهم وتوفير لقمة العيش لهم بكرامة.



أريد أن أكون طبيبًا من أجل أن أجعل الأمّهات الّلاتي يمضِيْن الّليل ساهراتٍ على راحة أطفالهنً أقلّ تعبًا وخوفًا، من خلال المُساهمة في توفير اللقاحات والعلاجات للأطفال الذين يُولدون بأمراض كثيرة، منها تلك التي تحتاج إلى علاجٍ دوائيّ، وأخرى تحتاج إلى علاجٍ جراحيّ على أيدي جرّاحين مَاهرين.



أُريدُ أن أكون طبيبًا لأنّ الطبّ مهنة إنسانيّة عظيمة، حيث أنَّك في مُساعدتك للآخرين تكسب رضا الله وتحصل على الأجر العظيم، فقد قال الله تعالى في كتابه: "ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعًا"[١]، ومن ثمّ تكسب محبّة النّاس التي لا تقدّر بثمن، فقد أُطلِقَ  على الأطباء ملائكة الرحمة، إذ إنّهم يجعلون من حياتهم دربًا لكسب العلم والمعرفة التي تؤهّلهم لنيْل هذا الشّرف في خدمة الناس وتقديم يد العون لهم.



أريد أن أكون طبيبًا لأغدو بين الناس مُخفّفًا عنهم مُطمئِنًّا لهم وباعثًا في قلوبهم السَّكينة والطُّمأنينة التي ينشدونها، وحتى أرتدي ذلك الزّي الأبيض الذي ما إن تراه حتّى تجد في نفسك الهدوء بأنّك وصلت للشخص المناسب الذي سيعتني بك ولن يتركك لتذهب من عنده إلا وقد تبدّلت أحوالك إلى خيرٍ بإذن المولى عزّ وجلّ، الذي أعطى الطبيب علمًا يُؤهّله إلى فكّ شيفرة الأمراض والاعتلالات البدنيّة والاضطرابات النفسيّة التي تُذهب عن عين المرضى النوم والاستقرار، وحتى أحصل على تلك الدّعوات التي تدخل الراحة إلى قلبي لأحصل على الطاقة الدافعة للاستمرار في مدّ يد العون لكل من يحتاجها.



مُميّزات مهنة الطب

إنّ لمهنة الطبّ مُميّزات عدّة تدفع الكثيرين من الشباب والشابّات إلى السّعي للانضمام لنخبة الأطباء، فعلى الصعيد الشخصّي: إنّ لمهنة الطبّ تأثير كبير على حياة الأطباء، حيثُ تُساهم في توسُّع مداركهم والتعرُّف على إبداع الله في الخلق، فلكلّ جهاز في الجسم قصّةً وحكاية تكشف لهم الأبحاث والمراجع والكتب عن دقّة علمها، وكيف لهذا الجسد أن يكون كيانًا واحدًا مُترابطًا كقطعة واحدة يعتلّ إذا أصيب أيّ طرفٍ مِنه، ويصِحُّ بسلامة بقيّة الأطراف.



يؤثّر الطبّ على حياة الأطباء فيفتح لهم بابًا من التعامل مع العقول الأفذاذ من زملائهم ومُعلّميهم، وإلى العالم الخارجيّ أيضاّ، حيث تُفتح لهم أبواب المِنَح والبعثات السّفر لإكمال اختصاصاتهم في كلّ البلاد التي تُعنى بتطوير الطب واستحداث طُرُقٍ جديدةٍ للعلاج.



على الصعيد الاجتماعيّ، فإنّ حياة الطّبيب مميّزة للغاية إذ يَجِدُ الطبيبُ نفسه على رأس الهرم الاجتماعي، حيث يُقابله الناس بالمحبّة والاحترام، فيقدّمونه في المجالس ويستمعون إلى رأيه بعناية فائقة لعلمهم بمدى الجهد والتّعب الذي يبذله الطبيب من أجل الحصول على هذه الشهادة العلمية المهمّة، وعلى الصعيد الاقتصاديّ ييتقاضى الطبيب راتبًا عاليًا يُؤهّله إلى الحصول على حياة كريمةٍ مُريحةٍ يُحقّق فيها ما كان يصبو إليه مكافئةً على اجتهاده على مدى أعوامٍ طوال في اكتساب العلم والمعرفة العلميّة والنظريّة.



تُعدّ مهنة الطبّ في غاية الأهمية للشُّعوب والدّول، فالبلاد التي تتمتّع بالصحة الجسدية والنفسيّة تنمو وتقوى وتُنافس دول العالم الأخرى، وتكون مثالًا يُحتذى به من الإنتاج والعمل، ويكون أبناؤها درعًا حاميًا لها من أيّ اعتداء وتسلّط من قبل الآخرين، فَيَهابُها القَاصِي والدّاني.



شرف مهنة الطّب

تُعدّ مهنة الطبّ أشرف المهن على الإطلاق، كيف لا وهي التي تُعنى بحياة الإنسان واستمراريته، ولقد كان لهذه المهنة دور كبير في حياة الأنبياء ودعوتهم، فقد كانت مُعجزة سيّدنا عيسى عليه السلام تتمثّلُ بشفاء الأعمى والأبرص بإذن الله تعالى، وقد دعا نبيُّنا الكريم محمد -عليه الصلاة والسلام- إلى التّداوي من الأمراض، ولقد شرّف الله الأطبّاء بالمُساهمة في علاج الأمراض، ومنحهم شيئًا من صنعته تعالى فهو الشافي من كلّ مرضٍ وسِقَم.



لقد كان لمهنة الطبّ شرف الحفاظ على صحّة العقل أيضًا، ذلك العضو الذي يُدير به الإنسان حياته ويصل به إلى مبتغاه في الدنيا والآخرة، وهو الذي بدونه يَسقُطُ التَّكليفُ عن الإنسان أمام الله عز وجل وأمام المجتمع أيضًا، وقد كان للطبِّ الذّراع الأطول في استدامة الحياة على الأرض، والحفاظ على استمرارية البشر في التكاثر من خلال استحداث الكثير من الطّرق لمُساعدة الأشخاص الذين يُعانون من مشاكل في الإنجاب، والمشاركة في تسهيل هذه العمليّة المعقّدة في كثير من الأحيان للحفاظ على حياة الأم والجنين.



إنّ لمهنة الطبّ ضرورة مهمّة في العمل على الوقاية من الأمراض التي باتت تفتك بمجتمعاتنا، من خلال القيام بالفحوصات الضرورية لاكتشاف هذه الأمراض، والقيام بالأبحاث التي تساعد على فهم مدى انتشار هذه الأوبئة في مجتمعٍ بعينه أو في بلادٍ أو جنسٍ محدد، وقد ظَهَرَ للأطباء شأن كبير في كلّ مجتمع، كيف لا وهِيَ مهنة النُّبلاء، فقد دخلوا بيوت النّاس جميعًا ورافقوا السّاسة وأهل التجارة والمال والاقتصاد ،ولأنّ للطبِّ فروعًا في كلّ المجالات فهو ممتدّ في جذور المجتمع كلّه، ولهُ المساهمة الكبرى في رِفعَةِ الأمم وتقدّمها.



إنّ طلب العلوم الطبيّة فرض كفايةٍ في الإسلام، أي أنّه على طائفة من المُسلمين القيام به حتّى يسقط الواجب عن الآخرين، وذلك لأنّ صَلاح الأبدان هو مطلب وضرورة لكل إنسان، وعلى كلّ فردٍ منّا أن يُحافظ على صحّته التي وهبه الله إيّاها، حتّى يتمكّن للقيام بما عليه من واجبات وحقوق تجاه الخالق وتجاه المخلوقات.



أخلاقيّات مهنة الطبّ

إنّ على الطبيب أن يتمتّع بأخلاقيات مهنة الطبّ التي تُؤهّله لعلاج المرضى والتعامُل معهم على النّحو الصحيح، من خلال الالتزام بأخلاقٍ سامية تحفظ كرامة المرضى وتُقدّم له الرعاية الّلازمة، ولذلك كان هُناك قَسم أبي قراط وهو أبو الطبّ، بالإضافة إلى القوانين التي تكفل للمريض حقّه وترسم الخطوط العريضة لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الطبيب والمريض.



مِن أهمّ هذه الأخلاقيّات هي الحكمة التي تتمثّل بجودة التفكير ودقّة التعبير وسلامة التدبير، أمّا جودة التفكير، فهي قُدرة الطبيب على طلب و قراءة الفحوصات والاختبارات التي تلزم لتشخيص المريض وكشف علّته، وأمّا عن دقّة التعبير، فهي استخدام الكلمات والأسلوب المُلائم للتعبير للمريض عن حالته، فلا يهوّل عليه إن كانت حالته بسيطة، ولا يستسخف ما كان خطيرًا، ثمّ يلي ذلك سلامة التدبير من خلال إعطاء العلاج الّلازم الذي سيُساعد المريض على الشّفاء من مرضه.



يُعَدّ الرّفقُ واللين من أهمّ الأخلاقيّات التي يجب أن يتمتّع بها الطّبيب في علاج مرضاه والتّعامل معهم، وعليه أن يتّسم بالحلم فلا يصُبّ غضبه على مرضاه الذين أتوه في أضعف حالاتهم، آملين أن يروا الخير والشفاء على يديه، وأن يرفق بهم فلا يحمّلهم ما لا طاقة لهم به من الأعباء كالانقطاع عن الأكل والمشي لمسافات طويلة، فيكون مُعتدلًا ولا يقوم بهذه الإجراءات إلّا بالحدود التي تحدِّدُها له العلم والبروتوكولات الصّحيّة.



تعدّ المرونة عاملًا وصفةً مُهمّة لكل طبيب، فلكلّ مريضٍ وضعه وظروفه الخاصّة التي يجب على الطبيب أخذها بعين الإعتبار، خاصّة أولئك الذين يُعانون من الأمراض المُزمنة كارتفاع ضغط الدم والسُّكّري وغيرِها، حيثُ تحتاج هذه الأمراض إلى المُتابعة المُستمرّة، فيمتدح الطبيب مريضه تارةً على التزامه ومثابرته على العلاج، ويخوّفه تارة أخرى من أجل حثّه على أخذ الدّواء بالوقت والهيئة الملائمَيْن، من خلال متابعة حالته بالفحوصات الدّوريّة والاهتمام لأوضاع مرضاه الاجتماعيّة التي تُؤثر غالبًا على التزامهم بالعلاج والإرشادات الصحيّة.



في نهاية الحديث عن أخلاقيّات مهنة الطب، هناك صِفَةٍ محوريّة لا بدّ لكلّ طبيب من الانتباه إليها والتخلُّق بها ألا وهي الصّدق؛ حيثُ لا بُدّ للطبيب أن يُخبر مريضه ويُصارحه بشأن حالته الصحيّة ويُحافظ على خصوصيّته أيضًا، ويكون ذلك بأسلوبٍ هادئٍ حتى لا يفقد المريض الأمل فتزداد حالته سوءًا، فمعرفة المريض لحالته تُعينه على القيام بالأمور الضرورية المتعلّقة بحياته.



على الطّبيب أن يكون صادقًا مع نفسه أوّلًا، فلا يقع فريسة للكبر والخجل من الاعتراف بعدم المعرفة أحيانًا، إذ إنّ المرحلة التعليميّة في حياته لن تنتهي أبدًا، لذلك عليه مُطاردة التطوّرات والأبحاث دائمًا حتى يبقى مستعدًّا لتقديم العلاج الأفضل لمرضاه، وأن يقوم بتحويل كلَّ مريضٍ لا يعرف سبب علّته لمن هو أكثر منه اختصاصًا ومعرفةً من زملائه الأطبّاء، لتكون أولويّته هي تقديم العلاج الأمثل للمرضى.

المراجع

  1. سورة المائدة، آية:32
2171 مشاهدة
للأعلى للسفل
×