موضوع تعبير عن البطالة

كتابة:
موضوع تعبير عن البطالة

ماذا يعني مفهوم البطالة؟

الحصول على عمل هو حلم لكلّ الشباب بعد إنهاء مرحلة الدراسة، وأحيانًا يكون هذا الحلم مسيطرًا على تفكير الشباب حتى قبل إنهاء الدراسة، فكثير من الشباب قادرون على العمل وراغبون فيه، إلا أنهم يبحثون عنه ولا يجدون ما يناسبهم، وهذا ما يسمى بالبطالة، وهو مصطلح بدأ مع بداية ظهور الثورة الصناعية، وحلول الآلة مكان اليد العاملة في كثير من الأعمال والصناعات، ممّا زاد من عدد الشباب الذين يبحثون عن عمل لكنهم لا يجدونه.


أحيانًا تكون البطالة من خلال عدم التوافق بين فرص العمل المتاحة في الأسواق وبين الخبرات والمهارات المتوافرة لدى الشبان، وممّا يجدر ذكره أن معدل البطالة لكل مجتمع من المجتمعات هو عامل مهم من العوامل التي تؤثر في الاقتصاد العام لهذا المجتمع أو تلك الدولة، وبذلك يمكن القول إن البطالة ترتفع عندما يزداد الأشخاص العاطلون عن العمل في الدولة.

لا يمكن تعميم مصطلح العاطلين عن العمل ليشمل كل أفراد المجتمع، إذ يوجد شريحة في المجتمع عاطلة عن العمل ولكن بإراداتها، مثل الطلاب في المدارس والمتقاعدين وأصحاب الأموال الطائلة الذين لا يحتاجون للعمل، إنما يُقصد بالعاطل عن العمل هو الراغب فيه والباحث عنه ولكنه لا يجده، عندها يكون هذا الأمر مندرجًا تحت اسم البطالة، والتي تؤثر تأثير سلبيًا على المجتمعات والأفراد.


إن الشباب وهم في أوج اندفاعهم وحماسهم لمزاولة الأعمال التي تثبت وجودهم وتساعدهم في تحقيق ذواتهم، سيشعرون بكم كبير من الإحباط واليأس عندما تبوء كل محاولاتهم في البحث عن عمل يتناسب مع قدراتهم الفكرية والجسدية والعلمية بالفشل، مما يؤدي إلى تراجع الهمم وفتور القدرات وتثبيط العزيمة، فيذبل الشباب اليانع داخلهم كما تذبل أوراق الشجر في الخريف.


هذا التراجع في همم الشباب لا بد أنه سيؤثر بطريقة أو بأخرى على المجتمع الذي يعيش فيه هؤلاء الشباب، فإنه ومهما بلغ التطور مبلغه، ومهما صارت الآلة هي الركيزة والأساس في كثير من الصناعات، لا يمكن لأي مجتمع أو دولة أن تقوم دون همم الشباب وأحلامهم وطموحاتهم، ولذلك تأثير البطالة عام وشامل من الفرد إلى المجتمع، فالأفراد هم حجر الأساس في بناء المجتمعات والدول.


هذه البطالة لها أنواع كثيرة ومتعددة، منها ما يكون بسبب دورة رأس المال، ومنها ما يكون بسبب انتقال الإنسان من عمل لآخر، ومنها ما يكون بسبب النظرة الاجتماعية للقوى العاملة أو حتى للعمل نفسه، وغيرها من الأنواع التي تؤدي كلها إلى نتيجة واحدة، وهي تدهور الحالة الاقتصادية للمجتمعات ووصول الكثير من الأفراد إلى ما دون خط الفقر، والبحث عن حلول أخرى خارج هذه المجتمعات.


عندما يبدأ الشباب بالبحث عن حلول بديلة خارج أوطانهم ومجتمعاتهم سيزداد الأمر سوءًا، ولا بد أن يُدق ناقوس الخطر الذي ينذر بدمار اقتصادي واجتماعي، ويؤدي إلى تحولات كبيرة وعظيمة وسلبية في بنية المجتمع الاقتصادية والاجتماعية، وللحد من هذه المشكلة لا بد من تحديد أسبابها بوضوح ومحاولة التفكير بطرق للتخلص من هذه الأسباب كل على حدة.


ما سبب ظهور مشكلة البطالة؟

إن الخطوة الأولى التي يجب أن يخطوها المجتمع لحل مشكلة البطالة هي أن يقف على أبرز أسباب البطالة والعوامل المؤدية إليها، ولعل أول الأسباب هو: انتشار ظاهرة الانتقال والهجرة من الريف إلى المدينة، فكثيرًا ما تغفو أجفان شباب الريف على حلم الانتقال إلى العيش في المدينة، والعمل والحصول على المال الوفير، والعيش بالرفاهية والراحة، إلا أنّ الواقع خلاف ذلك.


بعد تحقُّق الحلم والهجرة إلى المدينة سيُصدم الشباب أنهم لن يجدوا وقتًا لعيش الراحة والرفاهية والسعادة التي كانوا يرونها في أحلامهم، وتخدعهم مظاهرها البراقة واللامعة من الخارج فقط، فإنهم ينغمسون في حياة العمل والماديات والبحث عن لقمة العيش، وعندما تفاقمت هذه الهجرة وازدادت قلّت فرص العمل وصار العثور على عمل أمرًا صعبًا ويكاد يكون مستحيلًأ.


من الأسباب التي تؤدي إلى البطالة وانتشارها وجود بعض المشاكل الاقتصادية في البلد، فتُصبح فرص العمل نادرة ويُحاول أصحاب العمل الاستغناء عن الكثير من الموظفين لتوفير االمال، ويوكلون المهام التي كانت موزعة على ثلاثة موظفين إلى موظف واحد، ويتقاضى هو أجر موظف واحد ويبقى القسم الأكبر من الشباب عاطلًأ عن العمل بسبب الوضع الاقتصادي المتردي للبلد.


ازدياد عدد السكان في إحدى البلاد قد يؤدي أيضًا إلى البطالة، وهذه الزيادة قد تكون بسبب اللجوء من بعض البلدان المجاورة إلى هذا البلد، فيزداد الطلب على فرص العمل، وقد تكون أجور اليد العاملة الأجنبية أقل تكلفة من اليد العاملة التي تنتمي إلى البلد نفسه، ويستغل أرباب العمل الفرصة لتوفير بعض الأموال، وتحصيل كمية أكبر من الأرباح، فيختارون اليد العاملة الأجنبية وتنتشر البطالة بين أبناء البلد الأصليين.


من الأخطاء التي يقع فيها كثير من الشبان هي أنهم يهيئون أنفسهم للقيام بعمل واحد، ولا يكتسبون الخبرة في أي مجال آخر، وعندما لا يجدون فرصة عمل في الاختصاص الوحيد الذي تعلموه، يتحولون إلى شخص عاطل عن العمل، فلا يهتمون بالعلوم الحديثة، ولا يلتحقون بدورات تدريبية تساعدهم في التعرف إلى آخر التطورات في عصر السرعة والتكنولوجيا، ويظنون أنّ ما تعلموه يكفي للحصول على العمل.


يقع على عاتق بعض الشركات الكبرى والدولية جزء كبير من مسؤولية البطالة في المجتمعات، إذ إنها تطلب الكثير من المؤهلات، والتي لا تتوفر إلا في قلة قليلة من الأشخاص، لا سيما أولئك الذين ساعدتهم الظروف الاقتصادية والاجتماعية في متابعة دراستهم في جامعات خاصة باهظة التكاليف وتمكّنوا من الحصول على شهادات خبرة وتدريب متعددة، بينما بقية الشباب الذين لم تُتح لهم هذه الفرص يبقون دون عمل.


كيف نحل مشكلة البطالة؟

من خلال ما ذُكر يتبيّن أنّ أسباب البطالة متعددة وكثيرة وكلها تؤدي في نهاية المطاف إلى تدهور اقتصادي على صعيد الفرد والمجتمع، ولكن إذا ما تمكنت الدول وقادتها والمؤسسات المسؤولة عن الاقتصاد فيها من حل هذه الأسباب وتجاوزها فإنّ نسبة لا بأس بها من معدلات البطالة ستنخفض وسيزدهر اقتصاد الدول وتنتعش حياة الأفراد الاقتصادية والاجتماعية والنفسية.


من حلول البطالة المقترحة أن تُحاول كل دولة تنظيم عملية الهجرة من الريف إلى المدينة، وتوفير فرص العمل للشباب كلٌّ في مكان سكنه سواء كان في الريف أم المدينة، وبذلك يتحقق تكافؤ الفرص ويُقضى على البطالة المدمرة لاقتصاد الدولة ولمعيشة الأفراد فيها.


إنّ أبرز سلبيات البطالة أنّها تؤدّي إلى تدور اقتصاد الدولة التي تنتشر فيها، فكيف إذا كان الوضع الاقتصادي للدولة يُعاني من مشاكل أساسًا، فإن ارتفاع معدل البطالة فيه سيؤدي إلى تفاقم سوء الوضع الاقتصادي، ومن الحلول المقترحة في مثل هذه الحال أن تحاول المؤسسات المعنية بتطوير الاقتصاد وإنعاشه، وضع خطط إسعافية، تساعد في تحسين اقتصاد البلد، وإيجاد فرص عمل للشباب، ولا سيما إذا ما وُجّهت طاقات الشباب إلى القطاعات التي تحسن اقتصاد البلد.


من المهم أن يتم وضع قوانين تحدد لأصحاب الشركات والمؤسسات عددًا معينًا من العمال الأجانب في مؤسسساتهم وشركاتهم، وبذلك يقل معدل البطالة في الدولة، وتتاح فرص عمل كثيرة أمام شباب البلد الأصليين، وتذهب من عقولهم فكرة الهجرة والبحث عن عمل في بلد آخرغير بلدهم الأم، مما يؤدي بالضرورة إلى انتعاش في الاقتصاد وانخفاض في معدل البطالة.


من الضرورة لكل الشباب أن يكونوا ممن يأخذون بكل علم بطرف، وأن يكونوا مواكبين ومعاصرين لكل ما هو حديث ومتطور، ولا سيما في عصر السرعة والتكنولوجيا والثورات الصناعية، وبذلك تصبح أمامهم فرص عمل كثيرة متاحة، ولا يرتبطون بنوع واحد من الأعمال قد ينقرض بعد مدة في ظل هذه التطورات الحديثة، فكلما ازداد اطلاع الشباب على العلوم والمعارف وتطوير الذات كلما زادت فرصهم في الحصول على عمل.


من المهم أيضًا أن تكون الشركات مقاربة للواقع المحيط في متطلباتها وشروطها، وبذلك تستقطب أكبر عدد ممكن من الشباب، وتغنى هي بتنوع الخبرات الموجودة عندها، وتسهم في الوقت نفسه بتشغيل عدد أكبر من اليد العاملة، وتساعد في انخفاض معدل البطالة في المجتمع، ممّا يؤدي حكمًا إلى رفع السوية الاقتصادية وتسريع عجلة الاقتصاد في البلد.


بذلك يكون القضاء على البطالة وتقليل معدلاتها أمرًا تقع مسؤوليته على عاتق الجميع، سواء كانوا أفرادًا أم مؤسسات أم وزارات، وكلما كان التعاون والتكاتف أكبر كلما كان حل مشكلة البطالة أسرع وأكثر قوة ومتانة، فلا يُمكن لدولة أن تبقى صامدة في ظل التحديات الحديثة إذا كانت تُعاني من معدلات مرتفعة في البطالة.

4340 مشاهدة
للأعلى للسفل
×