محتويات
التلوث آفة حياتنا الخطيرة
التلوث من المظاهر الخطيرة التي تدمّر البيئة، وتؤدي إلى حدوث الكثير من المخاطر التي تُدمّر المعيشة على كوكب الأرض، وهذا يُسبب الأمراض للإنسان والحيوان والنبات، كما يؤثر على التنوع الحيوي في الطبيعة ويدمره، ويُسبّب انقراض العديد من الحيوانات والنباتات، والقضاء على بيئاتها الطبيعية، خاصة إذا كان التلوث كبيرًا ويحتاج إلى سنوات كثيرة كي تتعامل الطبيعة معه.
في الوقت الحاضر تتسبّب الملوثات الكيميائية الخطيرة سواء أكانت صلبة أم سائلة في تغيير خصائص عناصر البيئة بدرجة كبيرة ومؤذية للجميع، وهذا في حدّ ذاته يجعل من التلوث كارثة بيئة حقيقية يجب الوقوف عندها، والحدّ من تأثيرها على الجميع، وعدم السماح للتلوث بالامتداد أكثر في البيئة.
آفة التلوث خطيرة لأنّها تمس حياة الإنسان وغذاءه وصحته بشكلٍ مباشر، وقد يُسبّب التلوث الإصابة بالأمراض الخطرة سواء أكانت أمراضًا عضوية ناتجة عن الطفيليات والعفن والميكروبات التي تتكاثر بسبب التلوث الحيوي، أم أمراضًا مزمنة ناتجة عن الملوثات الكيميائية والمعادن الثقيلة التي تترسب في جسم الإنسان وتُسبّب له أعراضًا صحية ليس لها علاج في كثير من الأحيان.
المؤسف أنّ التلوث اليوم أصبح ظاهرة عالمية تُعاني منها معظم دول العالم، وتؤثر على الجميع لأنّ الطبيعة تشكل سلسلة مترابطة، وأي تلوث يمس مكانًا معينًا ينتقل بالضرورة إلى الأماكن الثانية.
الملوثات حولنا في كل مكان
الملوثات تنتشر في كلّ مكان من حولنا، حتى إنّ رؤيتها في الشوارع والأماكن العامة والحدائق ومصادر المياه أصبح شيئًا مألوفًا لا يُمكن السيطرة عليه في بعض الأحيان، وربما يعود هذا لعدم إدراك البعض لخطورة التلوث وتأثيره على حياتهم، سواء على المدى القريب أم البعيد، فالتلوث يعطينا طاقة سلبية تؤثر علينا نفسيًا وجسديًا ويوقعنا في العديد من الخسائر التي نحن في غنى عنها.
تُسبّب الملوثات العضوية من روث الحيوانات ومخلفات النباتات والمخلفات البشرية تلوث التربة ومصادر المياه، خاصة المياه العادمة الناتجة عن مخلفات البشر؛ إذ إنّ من الممكن أن تسبب تلوثًا ظاهريًا وتلوثًا للمياه الجوفية، مما يتسبب بنقل الكثير من الأمراض للناس.
ومن الملوثات التي يُمكن ملاحظتها بكثرة انتشار المواد البلاستيكية من أكياس وغيرها في الأماكن العامة من حدائق وشوارع وبيوت، والبيئة غير مهيأة للتعامل مع هذا النوع من المخلفات، مما يُسبب بقاءها في البيئة لمئات السنوات.
أما تلوث مياه البحار والمحيطات بالمواد السائلة التي تقذفها فيها المصانع والمحطات وناقلات الوقود فهي من أكثر الأسباب التي تدمر البيئة البحرية وتقضي على الكائنات الحية البحرية، ومن الممكن أن يتسبب تناول الكائنات البحرية وخاصة الأسماك للمواد الملوثة في تسمم جسم الإنسان بالمعادن الثقيلة مثل: الزئبق والرصاص، وهذا يحدث عندما يتناول الإنسان أسماكًا ملوثة، أما تلوث الجو بالأبخرة والدخان فهو من الظواهر التي تتم ملاحظتها بسهولة عندما يحجب الدخان والهواء الملوث الأفق.
التلوث لا يقتصر على شكل واحد
لا يقتصر التلوث على شكلٍ واحدٍ فقط، بل يوجد أشكال كثيرة منه، وكل شكل يحتاج إلى الكثير من الحلول للتخلص منه وإيجاد الحلول المناسبة له كي نتجنب تأثيره علينا، ومن أبرز أشكال التلوث: تلوث الماء وتلوث الهواء والتربة والتلوث الضوضائي.
فتلوث الهواء يتسبب بكوارث بيئية بارزة تعاني منها العديد من الدول، وأهمها: ظاهرة الضباب الدخاني، وظاهرة المطر الحمضي الذي يقضي على الغطاء النباتي ويُسبب تلوث مياه البحار والمحيطات وتغير خصائصها، كما يقضي على المنشآت الجيرية ويسبب تشوهها وتلفها.
ومن أشكال التلوث أيضًا التلوث الضوئي بسبب الأضواء العالية التي تحجب رؤية السماء ونجومها وتسبب أعراضًا نفسية للإنسان، لهذا لا بدّ من أن نقف جميعًا صفًا واحدًا لإيجاد حلول جذرية للتلوث.
ومن أشكال التلوث الشائعة أيضًا تلوث التربة والهواء بالمبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية، ممّا يسبب القضاء على الكثير من الكائنات الحية والبكتيريا المفيدة التي تعيش بالتربة، وهذا يغير خصائصها ويسبب انتشار آفات لها مقاومة لجميع المبيدات، أما تلوث الماء بمخلفات المصانع السائلة ينتج عنه أيضًا تلوثًا حراريًا بسبب دخول ماء ذي حرارة مرتفعة إلى المسطحات المائية ونقص أكسجين الماء نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
أما التلوث الضوضائي فينتشر في المدن نتيجة ارتفاع الأصوات بشكلٍ كبير والتسبب العديد من الأعراض النفسية والجسدية للإنسان نتيجة الضوضاء، وبالتالي فإنّ أشكال التلوث متشابكة معًا ومعقدة وكلها تحتاج إلى أن يكون لها حلول وقوانين رادعة تمنع استمرارها.
معًا نقي بلادنا من التلوث
وفي الختام، علينا أن نعي جيدًا أهمية منع التلوث، أو إيقافه على أقل تقدير حتى تكون الحياة على كوكب الأرض أكثر أمانًا واستقرارًا، وكي نضمن عدم استمرار التلوث وتفاقمه وحفظًا لحق الأجيال القادمة في حياة صحية مستقرة، خاصة أنّ التلوث أصبح له أبعادًا خطيرة جدًا تمس الحياة الطبيعية مثل: حدوث ظاهرة الاحترار العالمي، والانقلاب المناخي، وانتشار موجات الجفاف في أماكن معينة من كوكب الأرض، وحدوث فيضانات في أماكن أخرى.
إضافة إلى ظاهرة انصهار الثلوج في القطبين، مما يعني تغيرًا جذريًا وكبيرًا في الأرض، وهذا يؤثر على الإنسان والحيوان والنبات، لذا يجب أن تقف جميع الدول والحكومات للحد من ظاهرة التلوث.
ومن أفضل الحلول التي يُمكن من خلالها مواجهة ظاهرة التلوث هو التوجه إلى استخدام بدائل الطاقة النظيفة والمتجددة مثل: الطاقة الشمسية، وطاقة المياه، وطاقة الرياح، والتخلص من النفايات بطرق آمنة، والاتجاه إلى الزراعة العضوية، واستخدام هندسة الجينات لإنتاج نباتات مقاومة للآفات الزراعية دون الحاجة للإكثار من المبيدات الحشرية.
كما يمكن سن القوانين الرادعة التي تلزم الأفراد والمؤسسات والمصانع باستخدام طرق معينة للتخلص من النفايات بدلًا من طرحها في البيئة، وصناعة الآلات التي تعتمد على الطاقة المتجددة النظيفة التي لا تلوث البيئة وخاصة فيما يتعلق بوسائط النقل العام، واستخدام الطاقة الشمسية فيها بدلًا من استخدام الوقود الملوث للبيئة.