ما هي الحيوانات الأليفة؟
الحيوانات الأليفة هي الحيوانات التي تعيش مع الإنسان ويُربيها في بيته أو في المزارع بهدف الاستفادة منها أو التسلية، وقد بدأ الإنسان بتربية الحيوانات الأليفة منذ القدم، وقد استخدمها الإنسان بداية لتكون أنيسة له ومرافقة له في الغابات والمزارع أو بهدف الاستفادة من حليبها أو جلودها، أو بهدف التنقل عليها والسير لمسافات طويلة مثل الأحصنة والحمير، وبعض الحيوانات الأليفة يتم الاحتفاظ بها للحراسة وحماية البيوت والمزارع أو حراسة الحيوانات الأخرى، وبعضها يُستخدم لأعمال الزراعة مثل الحراثة، ومن أكثر الناس الذين يحتفظون بالحيوانات الأليفة هو الراعي الذي يرعى الغنم ويسرح بها في البراري، ويركب عادة على الحمار بصفته حيوانًا أليفًا أيضًا ليحمله بين الجبال والوديان، بالإضافة إلى الكلب الذي يحرس الأغنام.
من أهم صفات الحيوان الأليف أنه يتعايش مع الإنسان بكل وئام ولا يكون مفترسًا ولا يُسبب له الأذى، ومن أراد أن يُربّي حيوانًا أليفًا عليه أن يلتزم بالقواعد الأساسية التي تنطبق على تربية الحيوانات في الإسلام، سواء كان الهدف من التربية الاستفادة منها أم الاستمتاع بشكلها أو صوتها الجميل، لهذا عليه أن يقوم بواجبه كاملًًا تجاهها كأن يُطعمها ويسقيها، وأن يعاملها بلطف ولا يضربها أو يؤذيها، وألّا يُحمل الحيوانات فوق طاقتها، وأن يعالجها ويُريحها إذا أُصيبت بالمرض، وتربية الحيوانات الأليفة من الممارسات الجميلة التي يُقبل عليها الكثير من الناس.
من ضمن الحيوانات الأليفة التي لها الحصة الأكبر بالاهتمام كحيوانات تعيش مع الإنسان في البيوت والمزارع الكلاب ويوجد اعتقاد سائد أن أوّل حيوان أليف اقتناه الإنسان واحتفظ به رفيقًا له هو الكلب، وفي الوقت الحالي يستخدمه الناس في الحراسة أو للمشي في الحدائق والشوارع، خاصة أن الكلب يمنح صاحبه إحساسًا بأنّه محمي من أي هجمات من شخص غريب، أما أكثر الحيوانات التي دجنها الإنسان وجعلها أليفة فهو يربيها لأجل الاستفادة من منتجاتها المختلفة، سواء الحليب أم الجلود أم اللحوم أم الريش أم البيض.
قبل أن يفكر الإنسان في تربية الحيوانات الأليفة عليه أن يهيئ لها جميع الظروف المناسبة للعيش، ومن أهم الإجراءات توفير مكان لنومها وتوفير الطعام المناسب لها، فلا ينبغي إطعام الحيوانات النباتية أي أنواع من اللحوم، أو إطعام الحيوانات التي تتناول اللحوم أيّ نوع من النباتات، ويجب العناية بصحتها وتطعيمها بشكل مستمر منعًا لإصابتها بالأمراض، وعرضها على الطبيب البيطري في حال مرضها، وعدم إيذائها أو السماح للأطفال بإيقاع الأذى بها أو ضربها أو حبسها، ومن الأفضل تربيتها على شكل أزواج للسماح لها بالتكاثر وحتى تشعر بأنها في بيئتها الطبيعية.
أنواع الحيوانات الأليفة
يوجد العديد من أنواع الحيوانات الأيفة، ومن أكثر الأنواع شهرةً وتربية من قبل الناس: القطط والكلاب والأحصنة والأرانب، ومن المعروف أنّ أكثر الناس يقبلون على تربية الكلاب والقطط في بيوتهم نظرًا لما هو مخزون في الذاكرة الشعبية عن هذه الحيوانات لكونها تمنحهم الرفقة الجيدة في ساعات العزلة، والكلاب كانت تُستخدم بشكلٍ كبير في الصيد، ومما يجدر ذكره أنّ بعض أنواع الكلاب تكون مفترسة ولا تصلح بأن تكون حيوانات أليفة، لهذا يربي الناس أنواعًا معينة منها، أما القطط فهي بشكل عام أليفة جميعها، ومن أشهر الحيوانات الأليفة الأحصنة التي يستخدمها الناس في الركوب وفي الفروسية وفي أعمال الزراعة.
تُعد الخراف والماعز والأبقار من أنواع الحيوانات الأليفة التي يُربيها الناس لأجل الحصول على حليبها، بالإضافة إلى الحصول على صوف الخراف وجلد الماعز، كما يستخدم البعض الأبقار لجرّ المياه وأعمال الحراثة، ويُربي البعض هذه الحيوانات للحصول على لحومها، ومن أنواع الحيوانات الأليفة الأسماك التي يُربيها الناس في أحواض مائية، وهي ما تُعرف بأسماك الزينة، كما يوجد أنواع يُربيها الناس لحبّهم للحيوانات بشكل عام رغم أنّها مفترسة، لكنهم يربونها ويدربونها لتصبح أنيسة وأليفة مثل: التماسيح والنمور والأسود والفهود والهامستر، والعديد من الأنواع الغريبة والنادرة من الحيوانات والتي قد تكون موجودة في أماكن معينة وغير متوفرة في أماكن أخرى.
يُربي البعض الأرانب لأجل لحومها أو لأجل فرائها أو لأجل اللعب معها والاستمتاع بحركتها، كما يُربي البعض الدجاج والنعام للحصول على البيض أو اللحوم، والبعض يربي أنواعًا معينة من الأفاعي ويعدّونها أليفة ويتسلون معها، وهي أنواع غير سامة وغير مؤذية للإنسان، ومن الأنواع الأخرى التي يُربيها البعض الجمل الذي يربيه أهل الصحراء بشكلٍ كبير للحصول على الحليب والوبر واللحوم والقدرة على التنقل من مكان إلى آخر، والبعض يربي حيوانات قد لا يعتبرها البعض اليفة لكنها لا تسبب الأذى مثل القرود المدربة التي تُشعرهم بالتسلية، وهناك من يربي الدببة والوشق والضفادع، ويختلف هذا باختلاف أذواق الناس.
من أشهر أنواع الطيور التي تعد من الحيوانات الأليفة: طير الببغاء والكناري وطيور الحب والطاووس والبط والإوز، والبعض يربي السلاحف الصغيرة والكبيرة، وبشكلٍ عام يتقبل الناس أنواعًا معينة من الحيوانات الأليفة أكثر من غيرها وخاصة الكلاب والقطط، ويعتمد هذا على ما تحتاجه الحيوانات من عناية ورعاية وظروف معينة، فالكلاب والقطط تستطيع العيش والتأقلم مع الناس بسرعة وتنسجم انسجامًا كبيرًا، كما يمكنها التأقلم مع المكان المخصص لها سواء كان في الداخل أم في الخارج، وتأكل أنواعًا عديدة من الطعام، ومن الأنواع الأخرى التي يربيها الناس السحالي والسناجب والفيلة في بعض المناطق الإفريقية، كما أنّ البعض يربي الفئران لأهداف معينة، والبعض يربي البغال.
أثر تربية الحيوانات الأليفة على الإنسان
من أهم فوائد تربية الحيوانات الأليفة أنّها تُعطي الإنسان شعورًا داخليًا جميلًا، فضلًا عن فوائدها الكثيرة، فهي تُساعده في العديد من الأعمال وتزيل عنه الشعور بالوحدة، كما أنّ الكثير من الحيوانات الأليفة وبخاصة الكلاب والقطط تكون بمثابة صديق للإنسان، وتُرافقه في حله وترحاله وتُساعده في الطريق وتُدافع عنه، والبعض منها يمكن أن يجلب المساعدة لصاحبه إذا شعرت أنّه بحاجتها، ولهذا تترك الحيوانات الأليفة أثرًا مليئًا بالحب والعطف والحنان، وتجعل الإنسان يشعر بإنسانيته بشكلٍ أكبر، ويعبر عنها من خلال عطفه على هذه الحيوانات والعناية بها.
من الآثار الجميلة التي تتركها الحيوانات الأليفة في نفس الإنسان أنّها تقلل من التوتر والقلق والضغط النفسي بشكلٍ كبير، وتجعل الإنسان يتخلص من الطاقة السلبية ويجدد الطاقة الإيجابية في قلبه، كما تُساعده في الشعور بالمرح والمتعة والتسلية، وهذا يقلل الشعور بالملل، وتُساعد الحيوانات الأليفة في إشعار صاحبها بالتجدد والحياة، لهذا السبب يرغب الكثير من كبار السن في اقتناء الحيوانات الأليفة حتى تكون مؤنسًا لهم في وحدتهم، وحتى ترافقهم في التسوق والمشي.
تُشعر الحيوانات الأليفة أصحابها بأنّهم محبوبون وتزيد من ثقتهم بنفسهم، خاصة إذا كان الحيوان الأليف مطيعًا لصاحبه وينفذ أوامره ومروضًا بالشكل الصحيح، وخاصة أيضًا إذا كان الحيوان يبرز مهارات صاحبه مثل الحصان الذي يتفوق في مسابقات القفز عن الحواجز ورياضة الفروسية أو الجمل الذي يفوز في مسابقات الجري أو الأسود والنمور والتماسيح والفيلة التي تستعرض بعض الحركات في السيرك فتعجب الناس وينشدون لها، كما أن بعض الحيوانات الأليفة تكون عونًا لأصحابها الذين يعانون من ظروف خاصة، فالكلاب مثلًا تساعد العميان في معرفة الطريق.
تسهم الحيوانات الأليفة في زيادة مناعة جسم الإنسان للأمراض، خاصة إذا تربى معها منذ الصغر واكتسب منها المناعة ضد الأشياء المثيرة للتحسس والتي تُسبّب أمراض الربو والاحتقان، كما أنّها تُعزز شعور الإنسان بالمسؤولية ليس فقط تجاهها وإنما في الحياة بشكلٍ عام، وتُحسن شخصية الأطفال وتزيد من مهاراتهم في اللعب، وتجعلهم اجتماعيين أكثر، كما أنها تخفّف من عدوانية الأطفال تجاه أقرانهم وتقلل من عدوانية الكبار أيضًا وتحد من عصبيتهم وشعورهم بالغضب، وتزيد من قدرة الإنسان على التقبّل، ويتعلم منها الأطفال كيف تعتني بنفسها وتنظف مكانها وتعتني بأطفالها، مما يخلق في داخلهم الرغبة في التعلم والاكتشاف.
يُمكن للحيوانات الأليفة أن تُحسّن المزاج وتُعطي مظهرًا مليئًا بالحياة في البيت، كما أنّها تُلهي الأطفال وتجعلهم يلعبون، ونظرًا لأهمية الحيوانات وأثرها في سلوك الإنسان فهي تُستخدم في العلاج السلوكي في المدارس والمستشفيات، وتُسهم في تسريع العلاج بشكلٍ كبير، وللحيوانات الأليفة أثر رائع في البيئة حيث تحافظ على التوازن البيئي وتحمي الإنسان من الحشرات الضارة والقوارض، وتُسهم في تقليل انتشارها بشكلٍ كبير، فالقطط مثلًا تأكل السحالي والأفاعي والجرذان، وللتقليل من خطر تربية الحيوانات الأليفة يجب تطعيمها ضد الأمراض باستمرار حتى يستمر أثرها الإيجابي ولمنع أثرها السلبي على صحة الإنسان، خاصة أنّ بعض الحيوانات الأليفة قد تنقل الأمراض الناتجة عن الميكروبات والطفيليات.
لقراءة المزيد من الموضوعات، ننصحك الاطّلاع على هذا المقال: موضوع تعبير عن الحيوانات.