موضوع تعبير عن الرسول قصير

كتابة:
موضوع تعبير عن الرسول قصير

أخلاق الرسول

عند الحديث عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الله تعالى حين مدحه في القرآن الكريم وصفه بأنّه صاحب خُلقٍ عظيم، إذ يقول تعالى عن نبيّه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[١]، فالرسول -عليه الصلاة والسلام- كان أعظم الناس خُلقًا حتى قبل أن يبعثه الله برسالة الإسلام، فقد كان معروفًا في قومه بالصادق الأمين كنايةً عن شدّة صدقه وأمانته، فلم يكذب في حياته قط ولم يؤذِ إنسانًا أو طيرًا أو شجرة، بل كان حُسن خلقه مثل الماء الصافي الذي لم يتلوّث بأي شائبة.


كان محمد -عليه السلام- أمينًا في كلّ شيء، ولهذا كانت قريش تحتفظ بأمانتها عنده لأنّه كان يردّ الوديعة ويوفي بالعهود، حتى أن أمّ المؤمنين خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- اختارته لتجارتها لما رأت فيه من شدّة أمانته، ثم اختارته زوجًا وهي فخورة به من شدّة صدقه وأمانته وأخلاقه الرفيعة، كان النبي -عليه الصلاة والسلام- مثالًا يُحتذى في كلّ شيء، لم يكن يغتاب أحدًا ولا يردّ الإساءة بإساءة ولم يكن يغضب إلا لله، بل كان هيّنًا ليّنًا طيب القلب رؤوفًا ورحيمًا بالجميع، وهذا من شدّة حسن خلقه الذي كان قدوة للجميع.


مكارم الأخلاق بالنسبة للنبي العظيم كانت علامة فارقة فيه جعلت الجميع ينظر إليه بإعجاب، ورغم أنّه أكثر من تعرض لأذى من قومه إلّا أنه لم يردّ الإساءة أبدًا، بل كان يلتمس العذر للجميع، ويدعو لهم بالهداية، وكان أيضًا ضحاكًا بسّامًا لا يعبس في وجه كبيرٍ ولا صغير، ولم يكذب في حياته حتى من باب المزاح بل كان حديثه كله صادقًا وصحيحًا، كما كان يفعل الخير في كلّ وقت ويتحلّى بالإيثار، وهو أكثر الناس إخلاصًا وحبًا لفعل الخير وإطعامًا للمحتاج وإغاثةً للملهوف، وكان كريمًا وجوادًا ومعطاءً في جميع الأوقات والأحوال.

تعامل الرسول مع أهل بيته

تعامل الرسول -عليه الصلاة والسلام- في بيته كان تعامل الأب الحنون مع أبنائه، إذ كان أشدّ الناس عطفًا على بناته وأبنائهنّ وخاصة الحسن والحسين ابنا فاطمة -رضي الله عنها- من زوجها علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وكان يلعب معهما ويسمح لهما بالجلوس في حجره، أمّا تعامله مع أزواجه أمهات المؤمنين -رضي الله عنهنّ- فكان تعامل الزوج الطيب الكريم المحب الذي يحكم بالعدل بين جميع زوجاته ولا يفضل واحدة على أخرى.


لم يكن الرسول -عليه السلام- يضرب ابنًا أو خادمًا أو يوبخ أحدًا، وكان يخدم نفسه بنفسه ويُصلح ما تمزق من ثيابه ونعاله بنفسه، ويُحضر ما يحتاجه بنفسه دون أن يلقي أوامره على أيّ أحد، فقد عامل بناته بالرحمة ودعاهنّ إلى الإسلام باللطف واللين، ويهتمّ بهنّ في كلّ وقت، ويُصلح أي خلاف بينهنّ وبين أزواجهنّ في حال حدوثه، كما كان يهتمّ بزوجاته عندما يمرضن، ويطلب منهنّ فعل الأشياء بالرحمة والعطف وليس بالإكراه، وكان -عليه السلام- حريصًا على إدخال الفرح والسرور إلى قلوب أ÷ل بيته، ويُطعمهم بيديه، ويفضلهم على نفسه.


كان الرسول -عليه السلام- يُساعد زوجاته في الأعمال المنزلية، وخاصة إذا ظهر على إحداهنّ التعب، وكان يُحافظ على صلتهنّ مع أهاليهنّ، حتى أنّه كان يخصّ صديقات خديجة -رضي الله عنها- بالخير حتى بعد أن توفيت، كما كان يسهر مع زوجاته في الليل ويدخل البهجة إليهنّ، ويوصلهنّ إلى حجراتهنّ ويحمل عنهنّ الأعباء المختلفة، فلم يكن أحد يتعامل معه -عليه السلام- إلّا أصبح فرحًا مبتهجًا مرتاح البال، كما كان يتقبل مناقشة زوجاته له ويصبر عليهنّ.

مواقف الرسول مع الصحابة

كان النبي -عليه الصلاة والسلام- خير مُرشدٍ لصحابته -رضوان الله عليهم- حيث كان يُعلمهم أصول دينهم ويحثهم على الإيمان والجهاد والتزوّد من الخير، كما كان يُنبّههم عند الخطأ ويعينهم على دينهم ويدلّهم على الطريق الصحيح في جميع شؤون حياتهم، كما لم يكن يسمح بأن يكون هناك ضغينة بين أصحابه بل كان يحثهم على التعاطف والمحبة والتكافل فيما بينهم حتى يكونوا قدوة لجميع المسلمين، وفي الغزوات كان يُحارب معهم المشركين جنبًا إلى جنب ويحرص على أن يكون في مقدمتهم، وأقرب صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليه هو أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- الذي تولّى خلافة المسلمين من بعده.


كان النبي -عليه السلام- يُلاطف أصحابه ويبتسم في وجوههم ويقدم لهم النصيحة التي تنفعهم في دينهم ودنياهم، وله الكثير من المواقف معه تدلّ على تواضع النبي -عليه السلام- في تعامله معهم، وبعد الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة لم يكن يفرق بين المهاجرين والأنصار ولم يتحيز لأحدٍ منهم، بل آخى بينهم وجعل كلمتهم واحدة في جميع المواقف حتى لا تحصل بينهم أي ضغينة أو سوء فهم، فقد كان الرسول -عليه السلام- نعم الصاحب ونعم الرفيق الذي لا يزلّ أبدًا ولا يحكم بين صحابته إلّا بالعدل، ولا يميل قلبه إلّا للأكثر إيمانًا وتقوى، وهذا كلّه من فيض كرم أخلاقه التي ميزه الله بها.


كان النبي يُدافع عن أصحابه ويدعو المسلمين والتابعين من بعدهم أن يحذو حذوهم ويتخذوهم قدوةً في دينهم وصلاتهم ودفاعهم عن رسالة السلام السمحة، وأعلى مكانتهم وجعل لهم قيمة في قلوب المسلمين، وشبّههم بأنهم القناديل التي تهتدي بها الأمة الإٍسلامية، ويكفي أنهم لازموا النبي -عليه السلام- في أوّل أيام الدعوة الإسلامية وكانوا له السند والعون في الوقت الذي تخلّى عنه قومه فيه، كما كان يروي الأحاديث الشريفة لأصحابه ليحفظوها وينقلوها عنه للمسلمين حتى يتعلموا أصول دينهم ويميّزوا بين ما هو صحيح وخاطئ، ستظلّ سيرة النبي -عليه السلام- هي المنارة التي تهتدي بها أمة الإسلام أبد الدهر.



لقراءة المزيد، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: كلمات في مدح الرسول.

المراجع

  1. سورة القلم، آية:4
3821 مشاهدة
للأعلى للسفل
×