تعبير عن الرياض
الرياضُ مدينةٌ تزخرُ بالحياة، وهي عاصمةُ المملكة العربية السعودية، وواحدة من المدن العربيّة الكبرى نسبةً إلى عدد السكّان والمساحة، وهي بهذا تُعدُّ من المدن العربية المهمة ذات التطوّر الحيويّ الكبير، والازدهار الذي ينتشر في جميع أركانها، وتشهد على هذا التطور ما تضمّه هذه المدينة العريقة من أبنيةٍ ومصانع ومنشآتٍ وحدائق وجامعات، كما تتميّزُ هذه المدينة بأنّها واقعة على هضبة رسوبيّة بارتفاع ما يُقارب ستّمئة مترٍ فوق سطح البحر، ممّا أضفى عليها طبيعة مُناخية خاصّة، علمًا أنّ مدينة الرياض هي الواجهة الأولى للمملكة العربيّة السعوديّة، باعتبارها العاصمة الإداريّة والسياسية لها، وبهذا تُشكّل هذه المدينة بالنسبة للملكة العربية السعودية مكانة الرأس من الجسد.
تضمُّ مدينة الرياض جميعَ الهيئات الحكومية المركزيّة، كما أنّها مقرُّ رئاسة مجلس الوزراء، ومقرّ الديوان الملكي السعودي ومختلف الوزارات، كما تضمّ هذه المدينة الصاخبة معظم المؤسّسات الكبرى سواء العالمية أم المحليّة، بالإضافة إلى الهيئات الحكومية المدنية والعسكرية والهيئات المستقلة، مما جعل منها قوة اقتصاديّة كبرى يُحسب لها حسابًا في أسواق المال والاقتصاد، وذلك لوجود كبرى الشركات الاقتصاديّة فيها، بالإضافة إلى عددٍ كبيرٍ من البنوك، وهي بهذا تُعدّ واحدةً من أكبر المدن المالية الكبرى في العالم أجمع.
تنمو مدينة الرياض نموّا متسارعًا، وهي مدينة متعدّدة الجنسيات، إذ يوجد فيها عشرات الجنسيات المختلفة من دول العالم كافة، ممّا أضفى عليها تنوعًا كبيرًا في نمط المعيشة واللهجات واللغات وأسلوب الحياة العامة فيها، وتُشكّل الجالية الهندية فيها أكبر الجاليات على الإطلاق، تليها عدّة جاليات أخرى مثل الباكستانية واليمنية والمصرية والسورية، إذ أنّها تحتضن الكثير من الكفاءات العربية والعالمية وتستفيد من خبراتها وتجاربها، وهذا أيضًا يُعدّ ميزة لهذه المدينة التي تُشعّ بالحياة والحيوية، كما تضمّ عددًا كبيرًا من الجامعات مثل: جامعة الملك سعد وجامعة الأمير سلطان وجامعة الأميرة نورة وجامعة اليمامة وغيرها من الكليات الجامعية ومراكز التدريب.
بالإضافة إلى حاضرِ مدينة الرياض الزاخر بالحضارة والإنجازات، فإنّ لهذه المدينةِ العريقة جذورًا تاريخيّة راسخة، فقد كانت موطنًا للعديد من القبائل العربيّة العريقة التي تركت بصماتٍ واضحة عبرَ تاريخها الطويل منها قبيلتا: طسم وجديس، حيث بقي تاريخُها ممتدًّا منذ القرون الميلادية الأولى إلى اليوم، وها هي تُواكبُ تطوّرها في كل لحظة، وتُسابق مدن العالم في الإنجازات العلميّة والصناعية والاقتصادية، إذ إنّ هذه المدينة الكبيرة بتاريخها تُعدّ بمثابة خليّة نحلٍ لا تنام ولا تهدأ، بل تظلّ مستيقظةّ ترعى نجوم السماء ليلًا، وتُداري خيوط الشمس الذهبيّة في النهار.