الريف
- المظاهر الطبيعية للريف.
- فروق مهمة بين الريف والمدينة.
- سلبيات الحياة الريفية وإيجابياتها.
- تطور الريف ومظاهر تنميته.
المقدمة: معنى الريف
عند زيارتك للريف ستذهب إلى عالم ساحر مليء بالجمال والطبيعة الخضراء والمناظر الخلابة، فزيارة واحدة له تُخلّصك من همومك ومشاكلك وتزيل طاقتك السلبيّة، في الريف ستشاهد الجمال الساحر الذي لم تعبث به الشوارع الإسفلتيّة، ولم تصل له أيدي البناء، سترى العصافير تتقافز من غصنٍ إلى غصن فَرِحة تزقزق، سترى جداول المياه الممتدة بين الأودية وسفوح الجبال، سترى مناظر لم تشاهدها من قبل، ويمكننا تعريف الريف بأنه الأماكن المليئة بالزراعة، حيث الحقول بمختلف أشكالها والناس الذين يتّصفون بالبساطة، وهو عكس المدن والحضر المليئة بالضجيج وتعقيدات الحياة، فما تشاهده في الريف من مناظر جميلة لن تشاهدها في أي مكانٍ آخر، فالريف مبهج بكل ما فيه من هدوء وحياة ريفيّة بسيطة.
العرض: وصف الريف
إن مظاهرالحياة في الريف بسيطة جدًا وغير مُتكلّفة، بدءًا من البيوت التي تأخذ الطابع البسيط القديم غير المُكلف، والتي تختلف عن البيوت في المدن في تصميمها الدّاخلي وشكلها الخارجي، فهي تتناسب مع بساطة السكان في الريف، وفي الريف ترى الناس يتزاورون ويتسامرون أغلب الأوقات في الساحات وأمام البيوت والطّرقات، فلا يوجد هناك خصوصيّة لاندماج العائلات والجيران مع بعضهم البعض ولتشابههم في الظروف الحياتيّة والمعيشيّة، إذ تجمعهم الهموم والمشاكل نفسها، فتجدهم يتبادلون الزيارات في أي وقتٍ من النهار، وتراهم يتبادلون أصناف الطعام والشراب وما شابه من الاحتياجات اليوميّة، فالقلوب قريبة من بعضها وليست فقط البيوت.
في الريف تسهم المرأة في العمل والإنتاج كما يسهم الرجل، فتجدها تقف جنبًا إلى جنب مع الرجل سواء أكان أبًا أم أخًا أم زوجًا، وتشاركه الأعمال اليوميّة من الذهاب للحقل وقطف المحاصيل والزراعة، فالمرأة الريفيّة هي شريكة الرجل في كل أعماله وأشغاله اليوميّة التي يقوم بها، فهي بسيطة بساطة الريف نفسه، فلا نراها تظهر بمظهر مبالغ فيه من لبس الملابس الفاخرة، ووضع الكثير من المساحيق على وجهها، فهي لا تعيش برفاهيّة كبيرة كالنساء التي لا تعيش في الريف، وعلى الرغم من ذلك فهي محبّة للريف وغير قادرة على التخلي عنه أو تركه حتى لو سنحت لها الفرصة بذلك.
يتم إنتاج العديد من المحاصيل الزراعيّة والمنتجات التي لا نستطيع الاستغناء عنها في حياتنا اليوميّة، لأنّ الفلاح يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأرضه مثل ارتباط الأم بابنها، وهو ينتظر ببالغ الشوق والأمل دخول موسم زراعي لحصاد ما جَناه طوال العام، فالريف هو المصدر الأساسي لإنتاج الألبان والأجبان والبيض والحليب وغيرها من السلع الأساسيّة المهمة، عدا عن إنتاج جميع أنواع الخضار والفاكهة والتي تغنيينا وتسدّ حاجتنا ربما لأشهر وسنوات طويلة، فهي مساند أساسي وحقيقي لاقتصاد الدولة.
إنّ جمال الريف لا يعني عدم وجود بعض صعوبات العيش فيه، فهناك سلبيات عدة، منها: عدم توافر بعض الخدمات مثل البنوك والمستشفيات والجامعات والطّرق المُعبّدة، ومراكز الأشعة، كما تنتشر البطالة بشكل كبير، إذ إنّ العمل يتركّز بشكل أساسي على الإنتاج والزراعة بأنواعها، فيضطر هؤلاء الشباب اللذين لا يجدون فرصة عمل لهم في الريف إلى الهجرة إلى المدينة على أمل الحصول على فرصة عمل تناسب طموحاتهم وشهاداتهم، وقد يكون انعدام الخصوصيّة هو أيضًا من سلبيات الريف، فلا حواجز بين العائلات والجيران، إذ يعرفون عن بعضهم أدق التفاصيل الصغيرة، فالعديد من أهل الريف غادروه بحثًا عن القليل من الخصوصيّة الأمر التي جعلهم يلجؤون إلى المدينة، وهذا لا يعني أنّ المدينة ليس لها سلبياتها، إنّما لها سلبيات لا يمكن التغاضي عنها.
إذا أردنا المقارنة بين الريف والمدينة سنجد عددًا كبيرًا من الفروق والاختلافات، فالمدينة هي حياة اجتماعيّة واسعة النطاق ومعقدّة التفاصيل، حيث ستجد المنشآت الضخمة والمباني الشاهقة والعمارات الفخمة، على عكس الريف الذي يمتاز بوجود المجتمع البسيط والبيوت الجميلة غير المُكلفة والتي تتشابه مع بعضها البعض في الكثير من الأحيان، في المدينة ستجد مجالًا واسعًا للعمل وإدارة المال والأعمال في جميع المجالات الصناعيّة والتجاريّة، بينما في الريف مجال العمل محدود ويكون فقط في الزراعة، في المدينة ستجد تطورًا تكنولوجيًا كبيرًا ومواكبة لأحدث التقنيات، بينما في الريف ستجد القليل من مواكبة أمور العصر من وسائل التكنولوجيا.
بالنسبة للمرأة الريفيّة فإنّ حياتها غالبًا تعتمد على الزراعة وقد تعمل في بعض المجالات كالتعليم، وأما المرأة في المدينة متحررة وموجودة في الأعمال والمصالح الاجتماعيّة كافّة، في المدينة ستجد ضجيجًا لا متناهي من صوت الآلآت وزوامير السيارات وغيرها من الأصوات المزعجة، بينما في الريف ستجد هدوءًا يحيط بك من كل النواحي والأرجاء، وربما أكثر ضجيج ستسمعه هو صوت باعة الخضار في الشارع، والسكان في الريف شديدو التّمسك بعاداتهم وتقاليدهم ولباسهم، بينما في المدينة ستجد أشكالًا وألوانًا مختلفة من العادات والتقاليد في الطعام والملابس وحتى في الزواج، وعلى الرغم من كل الفوارق فالريف والمدينة كلٌ منهما مكملٌ للآخر ولا يمكننا العيش بأي واحد منهما وترك الآخر.
الخاتمة: تطور الريف
على الرّغم من اعتقاد البعض بأنّ حياة الريف هي حياة بدائيّة لا تصلها أنواع التكنولوجيا، إلا أنّ ما نشاهده مؤخرًا من نهضة عمرانيّة وبيوت شبيهة بتلك الموجودة بالمدن، وعمل للمرأة خارج المنزل وربما لساعات طويلة من النهار، وابتعاد عن العمل في الزراعة في بعض الأحيان، بل ومواكبة لأحدث أدوات التكنولوجيا من شراء لآخر إصدارت الهواتف المحمولة وأفخم السيارات، واهتمام بالصحة والرشاقة واتباع الحميات الغذائيّة للوصول لجسد رشيق، واختلاف في العادات والتقاليد السابقة التي تربّى عليها أهل الريف، يجعلنا نقول إنّ الريف في تطوّرٍ وتنمية مستمرة في كافة مناحي ومجالات الحياة لمواكبة العالم الخارجيّ، ويعود ذلك لوسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا التي سهّلت وقرّبت الكثير من الأمور والأفكار والأشخاص وجعلت العالم قرية صغيرة لا فرق بين الريف والمدينة.