الصباح يحمل نكهة البدايات
الصباح أجمل أوقات اليوم، لأنه البداية التي يعتمد عليها مزاج الإنسان، وخاصة لمن لا يفوته الاستيقاظ المبكر والسعي إلى الرزق والحياة بكلّ ما فيها من جمال، لهذا فإنّ الصباح مرهونٌ بما يتخيله كل شخصٍ عنه، فمن قرر أن يبدأ يومه بالتفاؤل والحماسة والاندفاع كان صباحه جميلًا ومتألقًا.
من أراد أن يحقق النجاح بدأ يومه مع أول خيوط الصباح، يُراقب قطرات الندى وهي تداعب بتلات الورد وأوراق الشجر، ويستمع لسيمفونية البدايات التي تعزفها العصافير وهي تستقبل يومها الجديد بكلّ حب، ويراقب تفتح الورد وهو يعانق أشعة الشمس الذهبية ويملأ رئتيه بهواء الصباح النقي.
الصباح يعقد صُلحًا يوميًا مع رائحة القهوة وعطر الورد وصوت الأغنيات الهادئة وهي تتغلغل إلى مسمع كل شخص قرر أن ينفض عنه النعاس ويفتح ذراعيه للصباح بكلّ أملٍ بأن القادم دومًا أجمل، وأن الحياة تحتضن كلّ من يستقبلها بروحٍ جميلة مفعمة بالعطاء.
الصباح مفتاح الحياة
الصباح مفتاح السعي إلى الحياة بكلّ ما فيها من اندفاع، لأنّ أصدقاء الصباح يدركون جيدًا أهمية أن يبدأوا يومهم بروحٍ مقبلة على الحياة تتعشم الخيرالكثير فيها، حتى أن الصباح يرسم ملامحه على وجوه الناس باكرًا، فتندمج الكثير من الكلمات وتختبئ خلف ستار الحياة وهي تبدأ في كلّ يوم.
الصباح مسكونٌ دومًا بالأمنيات الغالية والجميلة التي يعلقها كل شخصٍ يستيقظ باكرًا في ساعات يومه الأولى، ويرجو أن يمضي يومه وقد حققها، الأجمل من هذا كله أن للصباحات نكهات مختلفة، فهي متجددة لا تبعث في النفس الملل أبدًا، وهذا هو السرّ الكامن في أنّ الصباح دومًا جميل حتى في أصعب الأوقات.
كلّ الناجحين يستيقظون باكرًا ويبدأون صباحهم بالكثير من الكلمات التي يقولونها لأنفسهم، ويعقدون العزم على أن يتركوا لهم بصمة خاصة في يومهم فلا يمضي الصباح إلا وقد وضعوا جدولًا يلزمون أنفسهم بتحقيقه، ليشعروا بالامتنان لأنفسهم على ما بذلوه منذ أن استيقظوا صباحًا، وسعوا إلى باقي يومهم في العمل والاجتهاد وبذل كل ما يستطيعون لتحقيق طموحاتهم.
معظم الأشخاص الناجحين نجحوا لأنهم كانوا يستغلون ساعات الصباح الباكر في حفظ وترسيخ المعلومات، فالذاكرة في الصباح تكون مثل الإسفنجة التي تلتقط أيّ معلومة، لهذا فإن للصباح فضلٌ كبير على الكثيرين، وهذا الفضل لأنهم عرفوا قيمة الصباح كما ينبغي، وقرروا أن يصونوا هذه القيمة ويستغلون فوائد الصباح التي تزيد من قدرة الإنسان على التأمل والتنفس بعمق.
الكثير من الأعمال الصباحية التي يمارسها الأشخاص تجعل لهم حضورًا بارزًا، وأهم هذه الأعمال إلقاء تحية الصباح على الأهل والأحبة ليكون صباحهم جميلًا ومختلفًا، وتبادل الرسائل الصباحية الجميلة المفعمة بالأمل معهم، وتوطيد العلاقة بهم بحجة بدء يومٍ جديد وصباحٍ جديد، وبهذا يكون لدى كل شخص حجة رائعة كي ينتظر الصباح لأجلها.
كل الخواطر والقصائد والأبيات الشعرية التي تتحدث عن جمال الصباح لا تستطيع أن تصف روعة بدايته، خاصة لمن يبدأ يومه بالكثير من التجلّي ويمارس طقوسه الصباحية بالكثير من الحب المغلف بالقدسية والجمال الرائع.
الصباح عنوان النشاط
في الختام، سيبقى الصباح هو الوقت الأمثل للتخطيط والتفكير، لأنه عنوان النشاط والحيوية والانطلاق نحو الإنجاز، ومن أراد أن يصنع لنفسه تاريخًا حافلًا بالخير فعليه أن يعقد صلحًا مع الصباح ويحافظ على استيقاظه اليومي في موعدٍ مبكر كي لا يعتب عليه الصباح، وأن يكون دومًا عند حسن الظن، لهذا على كل شخص أن يفتح ذراعيه للصباح ويستقبله بحب كبير.
الصباح سيرة رائعة وجميلة يقرأها الكون بهدوء بالغٍ كي يستوعب؛ لأن الصباح يحتفل بالنشيطين الأقوياء الذين ينفضون عن أجسادهم الكسل كما ينفض الصباح عن الدنيا غبار الروح، فخيوط الشمس وقطرات الندى الوجوه الناعسة والقلوب التي قررت أن تبدأ من جديد، والإشارات الصباحية اللطيفة كلها قناديل مضيئة يُشعلها نسيم الصباح الجميل في عقل الجميع كي يكون يومهم سعيدًا.
جمال الصباح يكمن في أنه ينفض الغبار عن العقل والجسد والتفكير، ويكون فيه التفكير نقيًا والمزاج هادئًا، ويكون الإنسان مستعدًا لاتخاذ قراراته المنطقية فيه، وهذا ما يجعله الوقت المثالي للبداية، لهذا فإنّ أجمل الكلمات التي قالها الشعراء والأدباء في وصف الصباح كلها لا تفيه حقه، لأنّ هذا الوقت الرائع فرصة ثمينة كي يشعر فيها الإنسان بالانتعاش الكبير المتجدد.
