محتويات
ماذا تعني الصداقة بالنسبة لي؟
الصّداقة هي أجمل الكلمات وأسماها على الوجود، وصديقي هو سندي وعَوْني بعد الله سبحانه وتعالى، وهو أخي الذي لم تلده أمي، وتعتبر الصداقة رزق علينا أن نشكر الله تعالى عليه، ومن يملك صديق حقيقي فهو يمتلك كنزًا ثمينًا لا يُقَدَّر بالمال، ومن بين الأشياء الكثيرة التي لا يمكنني الاستغناء عنها هي صديقي، فالدنيا بلا صديق لا خير فيها، فسَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا صديقٌ صدوقٌ صادق الوعد مُنصفا.[١]
فالصّداقة الحقيقيّة هي علاقة مودّة ومحبة صادقة وإخلاص بين شخصين فأكثر، فيبادل كل واحد المشاعر نفسها لصديقه، ويُحب له الخير، ومفهوم الصّداقة يختلف في كل مرحلة عمريّة عن المرحلة التي سبقتها، فصداقة الطّفولة تختلف عن صداقة المراهقة، وصداقة المدرسة تختلف عن صداقة الجامعة، فالمهارات والأفكار وحتى الأذواق والمزاج والاهتمامات تختلف، وصديقي الوفيّ هو صديقي الذي يفرح لفرحي، ويحزن لحزني، ويتألم لألمي، ويَفهمني دون أن أتكلّم، واختيار الصديق هو انعكاس لذاتنا وحياتنا، فنحن من يختار: إما طريق السعادة أو طريق المشاكل والعثرات من خلال اختيار الصّديق، فالصّداقة هي بيت الأسرار، وهي ملجأنا للشعور بالرّاحة والأمان، فلا تصنّع ولا تكلّف في الحديث أو المشاعر والكلام، وصديقي الوفي هو شريكي الدائم في في ذكرياتي السعيدة والحزينة وجميع أوقاتي.
فالصّداقة الحقيقيّة هي الصّداقة التي تدوم وتُزهر على مدى الأيام والسنين، وهي التي تحميك من شعور الوحدة والملل، فمع صديقي وبه أتجاوز شعوري بالضّيق والحزن، ومعه تعتريني مشاعر السعادة المُفعمة بالرّاحة والحب، وصديقي هو شريكي في ذكرياتي الحزينة والسعيدة دون استثناء.
كيف أختار صديقي الحقيقي؟
اختياري لصديقي ينبغي أن يكون بطريقة حذرة جدًا، فالصّديق قد يحلّ محل العائلة والأهل في بعض الأحيان، وقد يكون لك بمثابة الأخ والقريب والحبيب والطبيب، وهناك بعض المعايير التي ينبغي أن يتصف بها الصديق، وإلا سيصبح عبئًا عليك ومصدرًا للهم والحزن والمشاكل.
ويمكنك اختيار صديقك باختباره ، فأنت قد تعتقد أنك تملك أفضل صديق في العالم، لكن عند أول اختبار له يفشل، فالمواقف هي التي تحدد لك صديقك الحقيقي الوفي الذي تأتمنه على أسرارك، واختبارك لصديقك يبيّن مدى قدرته على مساعدتك عند الحاجة إليه، وكيفيّة تصرّفه بوجودك وغيابك، ومدى قدرته على حفظ أسرارك، وصديقي الذي أختاره هو الذي ألقاه في الشدائد والأوقات الصّعبة، فإذا لم تجد هذا الصّديق وقت الشدائد والمِحن فلا حاجة لك به، واختياري لصديقي بمراقبته عند الغضب، راقب تصرّفاته عند غضبه، هل يفقد السيطرة على نفسه وأعصابه، إن كان الجواب نعم، فهذا الشخص غالبًا لن يكون الصّديق الوفي الذي تبحث عنه، ومن معايير اختيارك لصديقك اختبار مدى قدرته على الصّبر، فعندما تمرّ باوقات ومواقف صعبة تتوقّع من صديقك أن يكون إلى جانبك ليدعمك، فعند اختيارك لصديقك ينبغي أن تعرف إذا كان بإمكانه تحمّلك والصبر عليك أم لا، فالصّبر من أهم المميزات التي يجب على الصّديق الوفي التمتّع بها، وهي من الفضائل المهمة للحفاظ على نمو وبقاء العلاقة. ومن المعايير الأخرى التي يمكنني من خلالها اختيار صديقي هو: التوافق الكامل في العُمر والظروف الاجتماعية والأخلاق والتربية كي لا يحدث خلل عند اتخاذ قرار مشترك أو عند تبادل النصائح بينك وبينه، فالصّديق الوفي يجب أن تتوفر فيه عدد من الصفات الشخصّية مثل العقل، فيجب أن يكون صديقك ذا عقل رصين ومتزن لا يوقعك في المشاكل. ولا بد من اختيار الصديق صاحب الأخلاق الحميدة الذي يميّز بين الخير والشرّ، وأن يحبّك هذا الصديق وأن تكون علاقتكما مبنية على المحبة والصداقة والأخوّة بالله، فلا يتوانى صديقك الذي اخترته عن تقديم النّصح لك متى احتجت له، وصفة الإخلاص هي من الصفات المهمة التي ستجعل هذه الصداقة تدوم وتستمر.
لذا عليك التأنّي كثيرًا قبل البحث عن صديقك الوفي الذي يحفظ لك أسرارك ويُضحّي لأجلك وتكون صداقته لك خالصة لوجه الله تعالى دون أيّ مصالح، فالصّداقة الحقيقيّة هي التي تبقى وتدوم على مرّ السنين والأيام فقط إذا أحسنت اختيار الصديق المخلص الوفيّ المُحب لك والذي لا يخذلك عند الشدائد.
كيف أكتسب أصدقاء جددًا؟
نسعى جميعا لأن نكون محبوبين وأن يكون لدينا أصدقاء حقيقيين ودائمين، إلا أنّ الكثيرين لا يعرفون ما هي الطريقة التي توصلهم إلى محبة الناس وكسب الأصدقاء الجُدد المخلصين والدّائمين، سنذكر لك عددًا من الوسائل المهمة التي ستساعدك على اكتساب صديقك الوفي المُحب والمخلص لك والذي يحفظ أسرارك ويبقى معك إلى الأبد.
من أهم الطّرق التي ستحصل من خلالها على صديق هي التواجد بين الناس، والبحث عن أماكن التجمعات، مثل الولائم والحفلات والعمل التطوعي في المدرسة أو الجامعة أو المجتمع، والجلوس مع الناس وبينهم وتجنّب الجلوس بعيدًا أو وحيدًا، لأن جلوسك وحيدًا وبعيدًا عن الآخرين يُعطي الآخرين شعورًا أنك لا تريد التعرّف على أحد أو مجالسة أحد أو الكلام معه. إنّ الانضمام إلى الدّورات التعليميّة والجمعيات والنوادي الخطوة من شأنها لأن تجمعك بأشخاص من عمرك واهتماماتك وبيئتك الاجتماعية، فلا بدّ أن تجد رابطًا مشتركًا يجمعك بهؤلاء، فالانضمام مثلّا إلى النوادي الرياضيّة التي تقدّم دورات مثل دورات السباحة أو الكراتييه وغيرها من النشاطات، تعرفك على أصدقاء جدد وتكسبك مهارة جديدة تساعدك في حياتك.
إنّ ابتسامتك الدائمة ووجهك البشوش يوحي بالتفاؤل والإيجابيّة، فالناس يحبّون هذه الوجوه البشوشة المتسامحة ويتقرّبون منها، أما أصحاب الوجوه العابسة المتشائمة فإنها تُنفّر الناس من حولها. كم أنّ المبادرة في الحديث مع الشخص ومجاذبته المواضيع المختلفة التي تهمكما مثل الدراسة والاختبارات وغيرها من المواضيع، ويعدّ الاهتمام بالآخرين والإنصات لهم جيّدًا سببًا مهمًّا يساعد على اكتساب الأصدقاء، فالناس يحبّون مَن يشاركهم تفاصيل حياتهم ويشاركهم أفراحهم وهمومهم.
ومن خلال هذه الطّرق ستكتسب صديقًا يبقى معك ويساندك طوال الوقت، إذا أحسنت الاختيار، وستساعدك الطّرق التي ذكرناها على تقرّب الآخرين منك والتقرّب إليك، وبالتالي الحصول على صداقة حقيقيّة دائمة، فحب الأصدقاء والبحث عنهم هو غريزة موجودة في جميع البشر ليجدوا مَن يساندهم ويقف إلى جانبهم عند حاجتهم لذلك.
كيف أحافظ على علاقتي مع أصدقائي؟
اكتساب الصّديق قد يكون أمرًا سهلاً في بعض الأحيان، لكن المشكلة الحقيقيّة التي تواجهك لاحقًا هي كيفيّة الحفاظ على هذه الصّداقة التي اكتسبتها لتبقى وتُزهر على طول الوقت والسنين، فعلاقتك بأصدقائك تحتاج إلى بعض المجهود والاهتمام منك لضمان بقاء العلاقة، فالصّداقة من العلاقات التي تحتاج للتواصل والاتصال والمُراعاة لتبقى على قيد الحياة.
من أهم الطّرق التي ستساعدك على الحفاظ على علاقتك بأصدقائك هي التواصل معهم بشكل دائم ، فلا تكتف بمشاهدة صديقك في المدرسة، بل حاول التواصل معه عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وفي العطلات الرسميّة اتصل معه لتطمئن على أحواله وأوضاعه وصحته، وقم بزيارته في بيته وتناول معه كوبًا من الشاي واجلسا معًا بعض الوقت إذا تغيّب عن المدرسة، وقم بمشاركة صديقك بعض النشاطات خارج المدرسة مثل الذهاب للنادي، وحفلات الأصدقاء في المدرسة، هذه النشاطات ستبقيكما على تواصل مستمر ودائم، ويمكنك تخصيص وقت أسبوعيًا أو شهريًا للقاء صديقك خارج المدرسة للحديقة أو للعب والتنزّه أو الذهاب للمكتبة القريبة من البيت، عبّر عن حبّك لصديقك، فعندما تجد صديقك المقرّب حزينًا أو في ضيق أو منعزلاً، عبّر له عن مدى حبّك واهتمامك به ومدى تفهّمك لمشاعره، ويمكنك تقديم الهدايا البسيطة لصديقك في مناسباته المهمة مثل: كتابة الكلام الجميل في عيد ميلاده، ويمكنك أيضًا تقديم باقة من الورود، مع قطع من الشوكولاتة التي يحبها، أو حتى بطاقة معايدة تشرح له مدى حبّك وفخرك بأنه صديق مُخلص، كن على طبيعتك، وتحدّث بكل صراحة ووضوح عن كل المواضيع التي تُقلقك سواء في البيت أو المدرسة، فتصنّع شخصيّة لا تُشبهك لن يساعد على استمرار العلاقة بينكما، والصّدق من أكثر الأمور التي تحتاجها الصّداقة كي تنمو وتستمر، وقد يكون لكذبك على صديقك تأثيرات كبيرة على هذه الصداقة، فابتعد عن الكذب سيما الأمور الشخصيّة مثل تقديرك المدرسي، مشاكل أسرتك، عمل والدك، وغيرها من الأمور التي تُشكّل حجر الأساس لعلاقة الصّداقة، وامنح أصدقائك مساحة خاصة بهم بين الحين والآخر، واجلسا سويًا وتحدثا عن كل الأمور التي تجمعكما، ولا تنسَ احترام الحدود بينكما ولا تتطفّل على حياته خاصة إذا كان قريبًا من منزلك، فكثرة التطفّل والزيارات قد تُحدث بعض المشاكل والخلافات لكما.
إذا قمت بكل ما ذكرنا سابقًا ستكون لديك علاقة صداقة قوية وصديق وفيّ، فالصّديق كالوردة يُزهر ويُثْمر بالحب والرعاية والاهتمام والإخلاص، وهي أمور بسيطة لكنها ضروريّة لبقاء الودّ والحب بين الأصدقاء.
للاطلاع على نماذج أخرى من مواضيع التعبير، انقر هنا: موضوع تعبير عن الصداقة.
المراجع
- ↑ "محمد بن إدريس الشافعي "، القراءة الجيّدة، اطّلع عليه بتاريخ 15/6/2021. بتصرّف.