موضوع تعبير عن العمل وأهميته للصف الخامس

كتابة:
موضوع تعبير عن العمل وأهميته للصف الخامس

موضوع تعبير عن العمل وأهميته للصف الخامس

منذُ أن خلق الله الخليقة، وبَسَط الأرض، جعلَ العملَ من القوانين الأساسيَّة لهذه الحياة، ونظرًا لأهميته فسيتحدَّث هذا المقال عن موضوع تعبيرٍ عن العمل، وتأثيره في هذه الحياة، قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ }[١] إذًا فالعمل هو من المسائل التي حضَّ الله عليها، وأمَرَ بها؛ فالإسلام دينٌ يمقت الكسل والاتكالية، والتَّأخر، بل هو دين المثابرة، والاجتهاد.

إنَّ العملَ هو الذي يحدّد للشَّخص مستواه الاقتصاديّ والاجتماعيّ؛ فالمجتمع كلعبةِ الأوراق المتراكبة، إذا سقطت ورقةٌ منها ستفسد هذه اللوحة بأكملها، فلا يصحّ أن يكونَ الجميع أطبّاء، بل المجتمع يحتاج إلى الطبيب، والمهندس كما يحتاج إلى عامل البناء والنجَّار والحدّاد، فلا فرقَ بين المهن إذ كلٌ يعمل لإكمال تلك الصُّورة، لا معنى للوقت إن لم يعملْ به الإنسان فيفيد الأمَّة والبشريّة بأكملها، إنَّ الإحساس بأهميّة العمل، هو ما يعطي للإنسان إحساسه بأهميَّة الوقت فهما معادلةٌ متوازنةٌ فيما بينها، ولم تخلُ السنةُّ النبويَّة الشريفة من الحديث عن هذا الموضوع، فعن عبدِ اللهِ بنِ عُمرَ، أنَّ عبدَ العزيزِ بنَ مَرْوانَ كَتَب إليهِ أنِ ارفَعْ إليَّ حاجتَكَ، فكَتَب إليهِ عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ يَقولُ: "إنِّي سمِعتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يَقولُ: اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ مِنَ اليدِ السُّفْلَى، وابْدَأْ بمَن تَعُولُ، وإنِّي لا أَحسِبُ اليدَ العُلْيَا إلَّا المُعْطِيَةَ، ولا السُّفْلَى إلَّا السَّائِلةَ، وإنِّي غيرُ سائِلِكَ شيئًا، ولا رادٍّ رزقًا ساقَهُ اللهُ إليَّ مِنكَ، والسَّلامُ".[٢]

إذًا فقد حدَّث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن هذا الأمر مبيِّنًا فضل اليد التي تُعطي بأنَّها خيرٌ، وأحبُّ إلى الله من اليد التي تأخذ، إنَّ العمل يقوِّي المجتمع الإسلاميّ مادِّيًّا وسياسيًّا، فلا تكون دولةً فقيرةً، ولقمةً سائغة، فالعمل يكفُّ وجه الرَّجل عن سؤال النّاس، أعطوه أو منعوه، فما أصعب أن يقف الرَّجلُ كسير النفس، قد امتهن كرامته، وهو يمدُّ يدًا لو سخَّرها في العمل لَكفاها الله مؤنة سؤال النَّاس أموالهم.

وهناك بعض النَّاس ممّن يخطِئون في فَهم الاتكال، فيظنُّون إن جلسوا في ديارهم يدعون الله ولا يعملون، سينزَّل عليهم الطَّعام بسلالٍ من السماء، وهذا صلب الخطأ وعينه؛ لأنَّ هذا ما يسمّى بالتَّواكل والتَّفريط بالنّفس، ورميها بالمهلكات، فعندما خلق الله -عزّ وجلّ- هذه الحياة، جعل لكل شيءٍ سببًا، وذلك كي لا يعوِّد المسلم نفسه على التَّقاعس، والكسل، هذا موضوع تعبير عن العمل ليبيِّن آثاره، وفوائده وحجم الخسارة التي يعرِّض الإنسان لها على نفسه ومجتمعه ودينه ودنياه، إن هو فرَّط بقوَّته التي رصدها له الله كي يعمل بها، فالعمل جوهرةٌ ثمينةٌ في هذه الحياة.

المراجع

  1. سورة التوبة، آية: 105.
  2. رواه ابن عبدالبر ، في التمهيد، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 15/250، صحيح .
4709 مشاهدة
للأعلى للسفل
×