محتويات
البيئة أمانة في أعناقنا
البيئة هبة الله -سبحانه وتعالى- للإنسان، فهي الطبيعة التي نعيش فيها ونستفيد منها، وهي الكائنات الحية والماء والهواء والتربة، وقد سخّر الله -سبحانه وتعالى- البيئة وكلّ ما فيها لخدمة الإنسان، وجعلها مهيّأةً له، فهي أمانةٌ في عنقه، والمحافظة عليها ومنع المساس بها أمرٌ من الضروريات، ومسؤولية المجتمع بأكمله، خصوصاً أنّها أصبحت تتعرض مؤخرًا للكثير من أعمال التخريب والتلويث، مما زاد من اختلال التوازن البيئي، وتفاقم المشكلات البيئية التي تُسبّب الضرر للإنسان على نحو مباشر أو غير مباشرٍ، ومن هذا المنطلق، يُعتبر المحافظة على البيئة من الأشياء التي يجب أن توضع في سلم الأولويات، لتلافي جميع الأخطار الناتجة عن تلوثها.
سويًّا نعمّر البيئة
البيئة المحيطة بنا هي المنزل الكبير الذي يحتضننا، وهي المكان الذي أودعنا الله تعالى فيه لكي نعمره ونسعى للحفاظ عليه، فلماذا نقوم بالأفعال التي تضر بها وتدمرها؟
إنّ جميع عناصر البيئة تتأثر وتؤثر في بعضها، وأيّ اختلالٍ أو تدميرٍ يلحق في عنصرٍ من هذه العناصر يؤثّر فوراً على باقي العناصر الأخرى، أي إنّ المحافظة على البيئة يجب أن تتم بشكلٍ شاملِ وكاملٍِ، دون التغاضي عن أيٍ من مكوناتها الرئيسية والفرعية.
يجب إيجاد الحلول المناسبة التي تضمن عدم تضرر البيئة، وتُلزم الناس بالحفاظ عليها، ووضع ضوابط وأحكام تشكل رادعاً لكل شخصٍ يتسبب في طرح الملوثات في البيئة.
البيئة مسؤوليتنا جميعًا
الحفاظ على البيئة أمر نادت به الشرائع السماوية كلها، خاصة الإسلام، فهو أمر محمود، وواجب على كل إنسان يعيش بين أحضان هذه البيئة المحيطة بنا، ويكون ذلك بالحرص على عدم رمي المواد الكيميائية في الماء والهواء والتربة، وعدم رمي النفايات، وعدم قطع الأشجار، وتجنب الصيد الجائر، والحرص على اتباع الإرشادات التي تجعل البيئة أكثر حيوية وأكثر صحة ونظافة.
إن المحافظة على البيئة تُكسب العالم صورةً أجمل وأبهى، وتجعله مكاناً أفضل للعيش، كما أنّ المحافظة عليها نظيفةً يجعل الإصابة بالأمراض أقل، ويحافظ على حق الأجيال القادمة في العيش في بيئةٍ نظيفةٍ وصالحةٍ، ويحافظ على أنواع النباتات والحيوانات من الانقراض.
المحافظة على البيئة خطوة.. فلنقم بها
إذا أردنا أن نحافظ على البيئة، فإن علينا أن نعلم أن الأمر ليس مجرد كلمة نقولها ولا نلقي لها بالًا، إنما هي وعد ومسؤولية وأمانة، فمثلما تعد البيئة منزلنا الكبير، فإن علينا أن نكون أكثر حرصًا تجاه هذا المنزل، ليظهر بأجمل صورة، وأنظف وأرتب مظهر.
إن المحافظة على البيئة وعد يقطعه الإنسان على نفسه، فلا يعود بعده يفكر برمي أصغر الأشياء على الأرض، ولا يهدر أية قطرة من الماء، فكل هذه الأمور حتى وإن ظننا أنها صغيرة، ولا تؤدي إلى المحافظة على البيئة، إلا أنها كبيرة جدًا إن تكاتف الجميع، وتعاون على تحقيقها وعملها.