محتويات
ما هي المخترعات الحديثة؟
إنّ الحياة في تطور دائمٍ واختلاف مستمر، وهذه سنةُ الله تعالى هذه الأرضِ فما هو موجود في وقتنا الحاضرلم يكن موجودًا قبل مائة سنة، لأنّ سنّة الحياة: التغييروالتقدّم، فما زال الإنسان يكتشف أشياء جديدة، ديدنه الاختراع والتعلُّم.
كم سمعت من جدتي مقولة ترددها، معَ مغيب كل شمسٍ وشروقها إذ تذك: "لم يكنْ ذلك موجودًا وقتنا، الأيام اختلفت يا ابنتي كل، شيء بات سريعًا"، لم أكن أفهم قولها، إذ كنت صغيرة آنذاك، كنت أسأل نفسي: ما معنى اختلاف الأيّام؟ ها أنا اليومَ أعيش الأيام نفسَها منذ أن وُلدت حتى هذه اللحظة، ولكن لما كبرت قليلًا فهمت أن قصدها بالاختلاف هو: فحوى الأيام وما تحملُه إلى العالم من العجائب، كانت تقول جدتي إنّهم لم يعرفواالثلاجة مثلًا، وكانت تجمع الطعام تحت قطعةٍ من الحديد المثقب الذي يسمح بدخول الهواءِ ويمنع دخول الحشراتِ وسواها من الأشياء ا لضّارّة. إن المخترعات الحديثة سببت نقلة نوعيةً للعالم حتى بات كل شيءٍ فيها غريبًا.
مَن يصدق قبلَ عشر سنوات كان بإمكان الإنسان أن يكلّم أخاه في النصف الثاني من الكرة الأرضيّة صوت وصورة وكأنه يقطنُ إلى جانبه، إنّ الهاتف المحمولَ وما انفرد به من ميزاتٍ قد شكّل ثورة حقيقيةً في العالم؛ فلم يعد ثمّة إنسانٌ إلا ويحمل هاتفًا، يل أكثر من ذلك، بات يستبدله كل عام من أجل الحصولِ على الميزات الأعلى. إنّ المخترعات الحديثة هي التي بدّلت وجهَ العالم القديم الذي كان يعتمد على الدّواب وسيلةً للتنقل، فلم يكن هناك طائرات أو سيّارات تمنح الإنسان فرصةً للتنقّل بين المدن والبلدان، أمّا الآن: يمكن للإنسان الوصول إلى النصف الثاني من الأرض ببضع ساعاتٍ.
نعم إنّ كل شيءٍ الآن بات يختلف ويتبدل تبعًا للتطورات الحديثة المتلاحقة، لكن هل كل التطوراتِ تعدّ نقطة إيجابيةً في حياة الإنسان؟ لا بدّ لكل امرئ أن يسأل نفسه هذا السؤال، وعليه أن يعمل فكره في كيفية استخدام هذه المخترعات الحديثةِ؛ لأنّها سيف ذو حدّين.
كيف نستخدم المخترعات الحديثة في حياتنا؟
إنّ الاختراعات الحديثةَ مرآة التقدم العلميّ ، والابتكارات والاختراعات التكنولوجيّة باتت تغزو كل بيتٍ حتى غدا الناس يتسابقون في اقتناء تلك الأدواتِ الحديثة من الشركات المصنّعة.
ثمّة سؤال يدور في رأسي: كيف يمكن للإنسان أن يستخدم المخترعاتِ الحديثة في حياته دونَ أن يؤدي به ذلك إلى الوصول للخمول والكسل؟ حقيقة إنّ بعض الاختراعات الحديثة قد استطاعت أن تحسن من وضع الإنسانِ بشكل عام فسهلت له الكثيرَ من الأمور التي كانت تأخذ منه جهدًا ووقتًا طويلًا، مثل الغسالة الحديثة مثلًا التي لا تتطلبُ من المرأة غير وضع الثياب في الغسّالة وضبطها بحسب توقيت معين، أمّا قبل ذلك فقد كانت المرأة تعتمد على الغسيل اليدوي التقليدي.
على أنّ هناك اختراعات حديثة أدت في بعض الأحيان إلى هلاك البشر، مثل الصواريخ التي كانت في بداية الأمروسيلةً لاستكشاف الفضاءِ ثم تحولت فيما بعد إلى أداة يُقتل بها الأبرياءُ والأطفال وتستخدم في الحروب وإبادة الإنسان، إنّ المخترعات الحديثة تكون نافعة في بعض الأحيان وضارة في أحيان أخرى، فمثلًا الهواتف الحديثة التي مكّنت الإنسان من التواصل مع أهله وأقاربه وإن كانوا في النصف الثاني من الكرة الأرضية يراهم صوتًا وصورة كأنّهم ماثلون أمامه فما أجمله من اختراع! لكن إن أسيء استخدام الهاتف المحمول فإنّه سيكون أخطر على البشرية من الصواريخ الفتاكة؛ إذ يُمكن أن ينهي وجود حامله .
لقد وصلت بعض الاختراعات الحديثةِ بالإنسان إلى الكسل والخمول مثل الأدوات التي تعمل فقط بصوت الإنسانِ كأن يقول الشخص لصنبور الماء افتح فيفتح وحده، فهذا الاختراعُ لا يبدو مفيدًا بل يؤدي قطعّا للخمول، إنّ الاختراعات الحديثة هي سلاح ذو حدّين، ولا بدّ للإنسان أن يعتدل في استخدامها.
تحدث عن زيارتك لمعرض المخترعات الحديثة
إنّ الاختراعات الحديثة باتت هي الجاذب الأولُ للإنسان فكلّما جلس مجموعة من الناس معًا، تحدّثوا عن الاختراعات الحديثة المهمّة التي يقدمها العالم باستمرار، ومدى فائدة تلك الاختراعات للحياة البشرية.
في عطلة الربيع اقترحتُ على والدي أن يأخذني والعائلة في زيارة إلى معرِض المخترعات الحديثة؛ فأنا في شوق دائم لمعرفة كل ما هو جديٌد في ذلك المجال، سيّما أنّ الأمر بات في تطورحقيقي مدهش، وافق والدي على اقتراحي هذا وذهبنا برفقة أمي وأختي إلى معرض الاختراعات الحديثة، وحين دخلت المعرض كم كانت دهشتي من كمية الأشياء الموجودة فيه.
وأكثر ما لفت نظري هو الروبوت الطبي الذي كان يشبه قليلًا أجزاء الإنسان، اقتربت قليلًا لأقرأ الورقة المعلقةَ عليه وما الفائدة منه، وكم أدهشتني هذه الآلة، إذ يشرف هذا الروبورت أهم العمليات الخطرة التي تحتاج إلى دقة عالية ويُقدم التعليمات للأطباء في أثناء العملية، للتقليل من نسبة الخطأ، أمّا في الركن الأيمن فقد وجدت طابعة ضخمة ثلاثية الأبعاد أي أنّها تعطي جسمًا للشيء الذي تطبعه، وقد كتب في الورقة التعريفية لهذا الاختراع أنها تستخدم في طباعة الأعضاء الاصطناعيّة وهياكل الطيارات والسيارات.
التفتّ إلى الناحية الأخرى، إذ بطائرة عظيمة ضخمة بيضاء قد خُطّ عليها بضعة خطوط ملونة، اقتربت منها وإذ بورقة معلقة على بلّور شفّاف كتب عليها بضع معلومات عنها، الطائرة الحديثة التي اخترعتها فرنسا والتي يُمكن أن تطير من دون طيّار ويتحكم فيها من خلال شبكة الواي فاي وقد حققت نجاحّا هائلًا في عالم التكنولوجيا وقامت الدول الحديثة بشرائها، وغالبًا ما تستخدم مثل هذه الطائرة في الحروب والحملات العسكرية من أجل التقليل من الخسائر البشرية.
جُلت بنظري في المعرِض وتنقلت بين أشيائه، كان شيئًا يصعب وصفه بل كان لا مثيل له، ثمّ فكرت، هل يمكنني في يوم من الأيام تقديم اختراع حديثٍ مفيد للبشرية؟! لا بدّ أنني أستطيع، إذ كل ما رأيته من صنع بشر مثلي، ولكن يحتاج الأمر إلى مزيد من العمل والاجتهاد والصبر.
أهمية المخترعات الحديثة في حياتنا
لماذا نحرص على اقتناء المخترعات الحديثة في حياتنا؟ وما هي أهميتها؟ أسئلة كنت أبحث دائمًا عن إجابة لها، مع البحث الطويل والنظر في الكتب أظن أنني استطعت أن أصل تقريبًا إلى الإجابة.
إنّ الاختراعات الحديثة سهّلت على الإنسان بشكل كبي، فقد كان هناك الكثير من الأمور التي تحتاج إلى وقت طويل، وبذل الجهد الكبير، لكن بفضل الاختراعات الحديثة باتت تتطلّب وقتًا أقل بكثير من ذي قبل، فلمّا كنت أرى في أفلام الكرتون كيف كان السجاد يُنسج قديمًا على النّول وكيف كانت حياكة السجادة الواحدة تأخذ وقتًا طويلًا تصل في بعض الأحيان إلى السنة، أدركت أهمية معامل السجّاد وقدرتها على توفير المنتجات المطلوبة بجهد أقل ووقت أقصر.
لا يخفى على أحد ما قدّمته الاختراعات الحديثة للإنسان، من توفيرالجهد والمال وغيرذلك من الأمو، فقديمًا احتاج الإنسان مدة طويلة من أجل التنقل من مكان إلى آخر، وكان يتعرض لمخاطر كبيرة في الطرق، فكثيرهم الأشخاص الذين كانوا يفقدون حياتهم لا سيّما مع تعذر الإسعافات الأولية في ذلك الوقت، لكن الآن بات الإنسان يسافر في رحلة جوية غير متعبة.
إنّ الاختراعات الحديثة مكّنت الإنسان من الخروج من حيّزه الضيق والانفتاح على العالم كلّه، فقديمًا كان الإنسان يسافر من مكان إلى آخر ويتكبّد المشاق العظيمة من أجل الوقوف على معلومة أومن أجل رجل سمع عن علمه في بلاد أخرى، أمّا الأمر الآن فقد بات أسهل من ذلك كثيرًا فيكفي للإنسان أن يضغط في هاتفه زرًا واحدًا حتى تخرج له المعلومات التي يريدها وليس من مصدر واحد، بل من مصدر كثيرة متعددة بل وأكثر من ذلك إذ يمكنه أن يصل إلى الآراء حول تلك المعلومة: صدقها مَن كذبها وما الرأي الموضوعي فيها مما يهتم به الباحث العلمي. لعلّ من أغرب الاختراعات التي يمكن أن يتصورها البشر، إنّها المخترعات المستقبليّة مثل: الهاتف السوار، والهاتف الحاسوب.
إنّ الاختراعات الحديثة نقطة تحوّل هائلة في الحياة البشرية إذ لولاها لما كانت الأبنية العظيمة، لكن على الإنسان أن يتذكر دائمًا كيفية التعامل مع الاختراعات كافّة بحذ دائم ووعي عظيم، وألّا يتحوّل في نهاية المطاف إلى سلعة تباع وتُشترى في سبيل تلك الاختراعات التي استطاع أن يعيش دونها قبل قرنٍ واحد أو قرن ونصف. ولا أحد ينكرأنّ : وجود المخترعات في حياتنا سهّل أمورنا أيّما تسهيل، ممّا يتوجب علينا شكر الله تعالى على نعمه .