موضوع تعبير عن المعلم للصف الخامس
رجلٌ اختار عمله مع الإنسان، يبنيه ويثقفه ويرفعه إلى العلياء يقطِّب حاجبَيه عند الخطأ ويُبدي بشاشةً في وجهه عند الصواب، رجلٌ أفنى حياته ليبني حياة الآخرين هو الوحيد الذي يشارك الأبوان في التربية والتعليم هو الوحيد الذي يُسمح له بوضع بصمته في تلك الشخصية التي تكبرُ وتكبرُ متطلعةً إلى الأمام إن هذا الشخص هو المعلم، ونظرًا لأهميته في بناء العالم بأسره سيتحدَّث هذا المقال عن موضوع تعبير عن المعلم للصف الخامس مبدوءًا بأبيات شعريّة لناظمِها، فقد كان للمعلم دورٌ كبيرٌ في إنشاء الأجيال وقد نُسجت له الأشعار وخُطَّت له الكلمات.
يا صـانع المجد يا روحًا مطهَّرةً
- لكَ التحيات والإكبار والقُبَل
يا واقـــفًا فــوق هام العز شامــخة
- أركانه نهضت من وعيك الدول
يا شمعة في ظلام الليل ما فتِئت
- تنيـر دربًا لمن ضلوا ومن جهـلوا
أنت السـراج وأنت النور مؤتلق
- مهما تصـاغرت الحساد والعذل
يا أيّها الرجل الميمـون مطــلعَهُ
- بوركت من رجل رفَّت لـه المُقَل
إنّ المعلم هو حجر الأساس في الدولة التي يقيم فيها فهو يُخّرِّج الطبيب والمهندس والقاضي والعامل وشرائح المجتمع كافّةً تمرُّ عليه، يدخل إلى صفِّه بابتسامةٍ مشرقةٍ وعينٍ نافذةٍ وقلبٍ متوقِّدٍ وروح صافية، فيسمع إجابة هذا ويقوِّم إجابة ذاك هو الذي يحمل في قلبه ثلاثين حجرةً أو يزيدون فكلُّ طالبٍ يحتلُّ حجرته بنفسه وينعم بين أحضان حب معلِّمه فيحسب نفسه وحيدًا متفرِّدًا والويل كلَّ الويل إن لاحظ من معلِّمه ابتسامةً لغيره فستشبُّ حروبٌ عظيمةٌ لا يُعلمُ لها نهاية وربما لحقت بحروب داحس والغبراء.
إن المعلِّم الناجح هو الذي يستطيع تغيير الطالب السيئ إلى الجيد بحبه وحنانه وملاطفته لتلاميذه هو لا يمتلك فقط مهمة التعليم والتحفيظ والتدريس بل يمتلك خيوط التربية جميعها ليصنع منه إنسانًا قبل كلِّ شيء، فما أحوج العالم إلى الإنسانية لأنها إن وُجِدَت فسيصلح العالم بأسره، إنَّ إصلاح المجتمع يقع على عاتق المعلمين ورجال الدين بالمشاركة مع الوالدين ففي مرحلةٍ من المراحل سيكون الطفل متأثرًا بمعلميه قبل والديه.
يا شمعةً تنيرُ درب السالكين في ظلمهم، يا قلبًا يخفق ليزرع النبض في وجوه سامعيه، يا شمسًا تشرق على الظلمات فتقلبها نور مبين، يا ضياءً يسطع على العالمين، أيها المعلم دمت شرفًا وعزًّا لبلادك دمت وضَّاءً لا تخفت، دمت بصمةً في هذا العالم العظيم، إن هذه الكلمات لا تمثل فقط موضوع تعبير عن المعلم للصف الخامس، بل هي تذكيرٌ بفضائله وأهميته وتأثيره على المجتمع فلو قُبِّلت يده ووضعت فوق الجبين لكان حقًّا له؛ لأنّه صانع كلِّ إنسانٍ في هذه الحياة.