موضوع تعبير عن جمال الريف

كتابة:
موضوع تعبير عن جمال الريف

الريف موطن النقاء والصفاء

الريف عالمٌ ساحرٌ، مليءٌ بالمناظر الخلابة، هواؤه نقيٌ لا شوائب فيه، إنه المكان المناسب للحصول على الصفاء الذهني، حيث ينأى عن دخان مصانع، وضجيج المدن، وملوثات البيئة، ويحظى بمناظر خلابة تبعثُ السرور بالنفس، فالهدوء فيه يدخل الطمأنينة إلى القلب، إنه موطنُ النقاء، وكل شيءٍ جميل، وتعكس بهجة النظر إليه في نفوسنا لونًا أخضرًا يحيي القلوب، وينعش الأبدان، ويطرد الكآبة والملل بعيدًا.

ما أجملَ الأشجار التي تتناثر في أرضه، والعصافير التي تطيرُ من غصنٍ لتحط على آخر، وتطرب الأسماع بزقزقتها العذبة، فللريفِ بهجةٌ كبيرةٌ بكل ما فيه من جمال الحقول، ورقة الأنهار التي تجري منسابة في أرضه، وبساطة أهله وطيبة قلوبهم، وكل معاني الحياة الريفية البسيطة بكل تفصيلٍ فيها.

الريف مستودع الخيرات والبركات

في الريف ترى الخيرات في كل مكان، فأرضه خصبة صالحة للزراعة، وأهله يسارعون للاعتناء بها، فينثرون مختلف أنواع البذور في الأماكن التي يمكنهم الزراعة فيها، ويستطيعون الاعتماد على ما تنتجه أرضهم من ثمارٍ يزرعون ويأكلون من عمل أيديهم، فتطمئن قلوبهم بلذة الكسب الحلال.

في كل ما ينتجونه تجد بركةً فهم يستيقظون باكرًا على صياح الديك، ويبدأ يومهم منذ طلوع الفجر، فيحظون ببركة اليوم والوقت الطويل الكافي للقيام بكل الأعمال، ثم يخبزون الخبز بأيديهم ويجلبون البيض من تحت الدجاجات التي يربونها، ويحلبون الأبقار، فبذلك يمكنهم الاكتفاء بما عندهم من ماشية يربونها ويحلبونها ويستفيدون من منتجاتها الوفيرة.

كما تجد أهل الريف يربون الدجاج، وأنواع الطيور، ويستفيدون من بيضها ولحمها، ويرعون البهائم والسوائم وكلّ ما يمكن الاستفادة منه، لتحقيق الاكتفاء الذاتي، لذلك فأنت ترى لديهم الخير والبركة كيفما نظرت، كيف لا وهم أنشط من العصافير يقضون جلّ يومهم في العمل، وهم أبعد ما يكون عن الكسل وعمَّن يقضي يومه في النوم، وفي أعمالٍ لا نفع منها ولا فائدة، وإنّما هي تمضية للوقت، وضياع للأيام من دون جدوى أو غاية.

شعب الريف شعب طيّب يتمنى كلّ واحد منهم الخير لأخيه كما يتمنّاه لنفسه، فبعد كلّ ذلك كيف لا ترى الخير والبركة في أرزاقهم، الناس في الريف بسطاء لا يعرفون سوى العمل والطيبة والمحبة، إنهم كالجسد الواحد لا يتركون واحدًا منهم لتنهشه الأيّام والظروف، بل يساعد الواحد منهم الآخر بكلّ ما أوتي من أسباب تعين على صروف الدهر ونوائبه، لو نظرت إليهم ستكتشف حبهم لأرضهم، فالأرض عندما تحبها، وتهتم بها، وتعطيها، ستعطيك الكثير، وتجني منها ما لذَّ وطاب؛ لأنّ الإنسان يحصد ما زرعه، فليس أمرًا غريبًا أن ترى الكثير من الخيرات والبركات تعم الريف.

الريف منشِّط للشعر والشعراء

الريف ملهمٌ للشعراء، ينشط مخيلتهم، إنه كالمنهل الذي يروي ظمأ الشعراء، فهو مهبط الشعر ونبضه، ففي الريف يبتعد الشاعر عن ضجيج المدينة، وهمومها، ودخانها، وكل ما يثقل عليه من أمورٍ سلبيةٍ غير موجودة في الريف، فيصفو ذهنه وتعمل مخيلته بشكلٍ جيدٍ ليبدع صورًا رائعةً، وينظم أجمل القصائد التي تنعش القلوب، وتأسرها بجمال فنها وحبكتها.

إنَّ الريف هو المكان الأمثل الذي يمكن للشاعر أن يقصده إذا أراد أن يكتب، فمن الأسباب التي يحتاجها أي كاتبٍ ليبدع في ما يفعله: الهدوء والسكينة، وهذا ما يجده إذا اتجه للريف، إن رؤية المناظر الخلابة من أشجارٍ، وأنهارٍ، وعصافير تتراقص على الأغصان، وتغني أجمل الأغاني، ينشط الشعر في المخيلة، ويبدع  صورًا وتشابيهات تنم عن عاطفة جياشة تجاه هذه الريف وما يحويه من تفاصيل عظيمة.

لذلك ترى الكثير من الشعراء يتغنون بالريف، والمناظر التي لفتت أنظارهم فيه وألهمتهم، ففي الريف يمكنك الطيران بمخيلتك نحو السماء النقية الصافية وإبداع أروع القصائد وألطفها، فهذه البيئة ملائمة لولادة أبيات شعرٍ تغني القارئ بأحلى الصور والألفاظ التي يبقي أثرها في ذهنه فلا ينساها ويستحضرها في كثيرٍ من المواقف.

الريفُ ملجأ عظيمٌ للشعراء عندما تتدفق في مخيلتهم المعاني التي لا يستطيعون التعبير عنها، وملهمٌ كبيرٌ لأبهى الكلمات الشعرية؛ إذ إنّه هو بحد ذاته قصيدة بهية، وملحمة شعرية بكل ما فيه من جمالٍ ونقاءٍ يبقي في النفس أثرًا لا يمحى.

الريف محل أهل الكرم والوفاء

وأخيرًا فأهل الريف كرماءٌ بطبعهم، الكرم يجري مجرى الدم في شرايينهم، فيفضّلون الآخر على أنفسهم، إنهم يُعرفون بأنه إن جاءهم ضيفٌ أو زائرٌ كان واجبهم أن يكرموه ويطعموه من أفضل ما عندهم، وإن لم يكن عندهم ما يكفي فإنّهم يبذلون له ما كان باستطاعتهم.

فهم أهل الوفاء، يهرع أحدهم لمساعدة من هو بحاجة إلى المساعدة مهما كلفه الأمر، كما يدافع بعضهم عن بعض، وإذا واجهت أحدهم مشكلةً فعل الآخرون كل ما بوسعهم ليقفوا إلى جانبه ويعملوا على حلها والتخلص منها، إنّهم أوفياءٌ لا يتخلون عن بعضهم بأي محنةٍ، فهم يتناصرون، ويتصاهرون، وتجمعهم علاقات متينة، ولا يستغنون عن بعضهم في الشدة، إنهم بالفعل عظماء، وكرماء، وأوفياء.

4588 مشاهدة
للأعلى للسفل
×