حب الله نورٌ في القلب
حب الله نورٌ على نور، يجعل القلب وكأنه سارحٌ في ملكوت الله ويهتدي إلى ما يُريد، وحب الله يجلب الخير والعطاء والمحبة الصافية النقية التي تتغلغل في أعماق الروح وتمنح القلب الأمان الكبير، لهذا من أراد أن يسير على الدرب الصحيح والنور البديع عليه أن يحب الله كأنه يراه، وحتى إن لم يكن يرى الله حقًا فالله تعالى يرى كلّ شيء ولا يخفى عليه ولو مثقال حبة من خردل، لهذا فإنّ حب الله يجعل الحياة أكثر رحابة وجمالًا.
حب الله هو العطر الذي يجعل الروح تنتشي فتؤمن به بشكلٍ تلقائي، وهو الغيث الذي يهطل من سحابة نقية بيضاء فترتوي القلوب من عطشها، ويصبح للحياة والأشياء معنى أجمل، خاصة أن حب الله تعالى هو رأس مال العبد المؤمن، وهو مالٌ لا يخسر وتجارة رابحة لأنها تعود بالخير والعطاء اللامحدود.
حب الله منارة المؤمن
حب الله في قلب المؤمن الحقيقي تمامًا مثل المنارة التي تأخذ بيده في الظلام والعواصف، وهذا بحدّ ذاته يحمله إلى الكثير من الجمال والسكون والطمأنينة، مما يجعل الإحساس الإيماني أعمق وأكثر رحابة، لأنّ حب الله يختلف عن حب البشر والأشياء، والعبودية لله حرية تامة لأن الله يحب من يحبه ويهدي قلبه، لأن حب الله يحيي الروح ويجعل القلب متصلًا دائمًا بالله، ويجعل العبد يجتنب المعاصي ويبتعد عن المحرمات، لأن من يحب الله يطلب رضاه.
حين يحب العبد الله بكل نقاء وصفاء، لا بد أن ينعكس هذا على جوارحه كلها، ويشعر بمراقبة الله له فلا يفعل ما يغضبه، ومن يحب الله يحب رسوله وأولياءه الصالحين، ولا يؤذي عباد الله ولا يتأخر عن صلاته ويفعل ما يرضي الله دائمًا، لأن هذا أمرٌ أساسي فيمن يحب ربه بصدق، كما تكون نيته صادقة لله تعالى في جميع تصرفاته، وأن يرضى بالقضاء والقدر ويسترجع عند المصيبة ولا يشعر بالسخط، فحب الله تعالى يحتاج إلى روحانية كبيرة.
حب الله بابٌ للجنة
في الختام، حب الله بابٌ من أبواب الجنة؛ لأنه مفتاح لكل خير في حياة العبد، ويجعله موصولًا دومًا بالله، كما أن حب العبد لله يجعل دعوته مستجابة لأنه يدعوه دائمًا تضرعًا وخفية ويخشع في صلاته ودعائه، كما أن من علامات حب العبد لله تدبر القرآن الكريم وقراءته وفهم معانيه للعمل به، بالإضافة للالتزام بالأعمال الحسنة في كلّ وقت، وتجنب الأعمال السيئة، والإخلاص في توحيد الله تعالى دائمًا.
من حب العبد لله تعالى أنه يتلذذ بطاعته ومحبته، وأن يفعل ما يرضي الله دومًا ويتقرب إليه بالنوافل دائمًا، والإحساس بالحزن والحسرة إذا فاتت طاعة ولم يقم بها، لهذا فإن حب العبد لله يُدخله الجنة ويجعل قلبه دائمًا معلقًا بخالقه، كما أن من يحب الله تعالى تكون لديه غيرة على حُرمات الله، فيغضب إذا انتهكت.