قال الشاعر:
إذا أنا أكبرت شأن الشباب
- فإنّ الشباب أبو المعجزات
حصون البلاد وأسوارها
- إذا نام حرّاسها والحماة
الشباب هو مرحلة القوة التي تتوسط مرحلتي الطفولة والكهولة بضعفيهما، وهي المرحلة الأكثر امتداداً في حياة الإنسان، وفي هذه المرحلة يتميّز الفرد بالطموح والحماسة والإرادة الفتيّة، فلا تقف في وجهه حواجز ولا تثنيه صعاب، فهي مرحلة العطاء وتحقيق الأهداف ومدّ يد العون للآخرين.
الشباب هم عماد التقدم ومستقبل الدول، والسبيل إلى نهضة المجتمعات، والعنصر الأهم فيها، كيف لا وقد أخذ سيدنا يحيى الرسالة وهو شاب، وقاد زيد بن حارثة رضي الله عنه أعظم الجيوش وهو على أعتاب هذه المرحلة، وهل صاحَب سيدنا عيسى عليه السلام في رحلته إلّا الشباب؟! فللشباب دور عظيم يتحقق عند إدراكهم لما خلقهم الله من أجله، فيسعون لاكتساب العلم النافع الذي يرقى بالوطن ويحقق الفائدة للمجتمع، وينتشرون في هذه الأرض لإعمارها ونشر الخير فيها من قول وفعل، ويسعون لمساعدة كبار السن والمحتاجين، كما يسعون إلى الإبداع والتميُّز بكل ما يقومون به من أعمال، ويستغلون ما يملكونه من حقوق سياسية وديموقراطية للتأثير بشكل إيجابي في المجتمع، ويخططون لتدوير عجلة بلادهم الاقتصادية بإنشاء النافع من المشاريع، ويقومون بالمبادرات وينظمون الحملات التوعوية عند الحاجة.
فعلى كل منّا أن يستغل هذه المرحلة العمرية بما يفيده في الدنيا والآخرة، ويكسبه رضا الله عز وجل فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: وعدّ منهم: وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ.) (حديث صحيح)، ولنكن متوهجين بفعل الخير، محسنين إلى الغير لتكون أوطاننا بنا فخورة.