موضوع تعبير عن مظاهر الاحتفال بالعيد

كتابة:
موضوع تعبير عن مظاهر الاحتفال بالعيد

المقدمة: الأعياد مواسم المحبة

إن السعادة والسرور في الحياة أمر مهم للنفس الإنسانية لنشر الراحة والطمأنينة؛ لذلك كرّم الله المسلمين بعيدين في كل سنة، يفرح فيهما المسلمون، وإن الأعياد لها تقاليد عدة وطقوس كثيرة من أبرزها: زيارة الأقارب وصلة الأرحام، فتنتشر المحبة وتزول الأضغان والأحقاد، وتتصافى القلوب، وهذا يدل على أن الأعياد هي مواسم المحبة والسلام، وقد تكون المحبة في بأشكال عدة يعبر عنها في العيد مثل: إكرام الفقراء في العيد، وإعطاء العيدية للأطفال، فكل ذلك يجعل العيد فرحة وسعادة في حياة الناس، فما أجمل الأعياد وما أحلى طقوسها!


العرض: العيد احتفال وفرح

العيد هو فرحة الأطفال، إذ تبدأ مظاهر العيد عند الأطفال قبله بأيام أو أسابيع، فيذهبون إلى الأسواق ويشترون ملابس العيد الجميلة التي يحبونها، ويقومون بتحضيرها وتجهيزها لارتدائها في أول أيام العيد، وما أجمل براءتهم وهم يقومون بالاعتناء بها والخوف من أن تتسخ أو يصيبها ضرر، فهي غالية على قلوبهم، لأنها مرتبطة بالعيد، فيفرحون بها، ويرتدونها أول أيام العيد وينتظرون العيدية في صباح العيد من الأهل والأحباب.


وليست فرحة العيد للأطفال وحدهم، بل إن الأمهات أيضًا يفرحن بقدوم العيد، لأنه يعني: انتشار البسمة على وجوه أفراد العائلة، وما إن تسمع الأمهات مدفع العيد حتى يبدأن بتحضير كعك العيد وخبزه، لتقديمه للأولاد والضيوف، وصوت تكبيرات العيد يعمّ المنزل، بينما ينشغل بعض أفراد الأسرة بوضع زينة العيد والفرح بها، كي ينشروا هذه الفرحة في كل مكان.


وما إن يهلّ ضوء الصباح في أول أيام العيد حتى ينهض الجميع باكرًا، يحضّرون أنفسهم لصلاة العيد، يرتدون أجمل الملابس، ويذهبون بقلوب سعيدة لأداء صلاة العيد والالتقاء بالأصدقاء والمعارف ومعايدتهم بألطف الكلمات، ومنهم من يتجه بعد صلاة العيد ليقوم بنحر أضحية العيد وتوزيعها على الأهل والجيران، فتزداد الألفة وتعم الفرحة وتنتشر لتصل إلى قلب كل جائع وكل طفل وكل كبير وكل امرأة، فما أعظم هذه الفرحة، وما أكرم خالق الأكوان عندما أنعم على المسلمين بهذه الأعياد التي تحمل في كل شعائرها الخير والمودة والأخلاق الإنسانية النبيلة مثل: التعاون والتكافل الاجتماعي بين الناس.


في حين ينهمك رب الأسرة بأضحية العيد، ومن ثم استقبال المهنئين، والذهاب بعدها لزيارة الأقارب، يكون الأولاد قد عقدوا الاتفاقيات والمخططات لقضاء أيام العيد في مدينة الألعاب، ويقومون بتقسيم العيدية بطريقة تضمن لهم الاستفادة من كل ألعاب العيد، يا لها من فرحة بريئة! تغمر أعينهم وقلوبهم وهم يمسكون بعضهم يدًا بيد ويذهبون مع بعضهم حيث ألعاب العيد، والأهل يراقبونهم من بعيد وكلهم فرح بهؤلاء الأطفال الأبرياء الذين تسعد قلوبهم بأبسط هدية ويدعون لهم بالحفظ والسلامة.


ولأن العيد احتفال وفرح تجد لأطفال في ساحة العيد يجتمعون مع بعضهم، بعضًا يتشاركون كل الألعاب، ولا يفضّل أحدهم أن يلعب وحده، وقد يكون في بعض الأحيان أطفال فقراء لا يمكنهم اللعب بكل الألعاب فيتكافل الأطفال الآخرون ويقدمون لهم ما يمكنهم من المشاركة في كل الألعاب، وهذا يعزز التعاون بين الأطفال، ممّا يجعلهم يشعرون بالسعادة الحقيقة في العيد، لأنهم قدموا شيئًا جميلًا لصديقهم وساعدوه في المشاركة بفرحة العيد.


إن العيد يعني التقرب إلى الأهل وكسب رضاهم، وذلك بوسائل مختلفة مثل: معايدتهم بالزيارة، أو الذهاب في نزهة عائلية تقرب القلوب وتجعل الود محفوظًا بين الأهل وتمحو المشاكل والبغضاء فيما بينهم، وقد تكون من خلال دعوتهم إلى الطعام، ففي هذا الأمر خير كثير يعمّ أفراد العائلة جميعًا، إضافة إلى أنه ينشر الفرح، فرح العيد، باجتماع العائلة على مائدة طعام واحدة، والضحكة لا تفارق وجه أحد منهم، هذه هي أجواء العيد البسيطة بتفاصيلها الصغيرة هي التي تجعل الحياة أجمل وأنقى وأرقى.


العيد وطقوسه فيه أخلاق وقيم كثيرة، حتى إنّ من فقد غاليًا على قلبه قبل العيد لا يشارك في مراسم العيد؛ لأنه يشعر بالحزن والأسى على الذي ارتحل عن الحياة، فيقوم أهله وأقرباؤه وجيرانه بزيارته ومواساته والتخفيف من مأساته، وذلك بكلام لبق لطيف يبرد قلبه ويخفف من ألمه وعذابه لفراق أحبته، وهذا أيضًا يمكن أن يعدّ نوعًا من أنواع التكافل الاجتماعي بين الأهل والأقارب، حتى الجيران والأصدقاء يقومون بمواساة الإنسان المصاب بفقد أحد أحبته، وهذا ما حض عليه الدين الإسلامي وجعل له أجرًأ وثوابًا كبيرين عند الله، فما أعظم هذا العيد الذي يختصر أخلاقًا وقيم كثيرة في مراسمه واحتفالاته!


نحتفل بالعيد، ونفرح لمجيئه، نودعه وقلوبنا تتلهف لرؤيته مجددًا، وما ذلك إلا لما تركه في نفوسنا من أثر طيب، وما زرعه في قلوبنا من قيم وأخلاق سنعمل دائبين؛ لنواظب عليها طيلة حياتنا، فهنيئًا لكل مسلم ومسلمة بهذا العيد الراقي الذي يقربنا من الله ويرفع درجاتنا، العيد الذي يقربنا من أهلنا وأصدقائنا، ويمحو الحقد والضغينة من قلوبنا، وينسينا همومنا وأحزاننا، ويبدلها فرحًا وسعادةً وابتسامة نقية صادقة نابعة من القلب، ابتسامة تقول: كل عام وأنتم بخير وسعادة وراحة وهناء، كل عام وأنتم تجعلون العيد أكثر فرحًا وبهاء وحبًا، كل عام وأنت أهل وأحباب وأقارب، لا تفرقكم الأيّام ولا الصّعاب ولا الحياة ومشاقّها.



الخاتمة: العيد إجازة وعبادة

إن للعيد عند المسلمين مفهومًا خاصًّا، إذ إن عيد المسلمين الأول هو عيد الفطر الذي يأتي بعد شهر رمضان، والثاني هو عيد الأضحى الذي يأتي بعد موسم الحج، وفي العيدين يأخذ المسلمون إجازة من أعمالهم، وفي الوقت نفسه يكونون قد أنهوا فريضة هي من أركان الإسلام، الأولى الصيام، والثانية الحج، فهم أيضًا في إجازة ولكن لا يعني أنهم بعيدون عن العبادة، بل على العكس في كل أمر من مراسم العيد عبادة ولها أجر وثواب عند الله، كزيارة الأقارب ومعايدة الأطفال، ورسم البسمة على وجوه الفقراء وذبح الأضحية وتبادل الهدايا وإطعام الطعام، فما أبهاك ياعيد.

4085 مشاهدة
للأعلى للسفل
×