البيئة هي كل ما حولنا من مكونات حية وغير حيّة كالتربة والهواء والماء والحيوانات والنباتات وغيرها، لذا فإنّ نظافة البيئة من أهم الأمور التي يجب العناية بها حفاظاً على سلامة الإنسان وباقي الكائنات الحيّة التي تعيش فيها، وقد حث الإسلام على نظافة البيئة من خلال العديد من الآيات والأحاديث النبوية، وحذر من الفساد فيها وتلويثها، فنظافة البيئة من أسباب ديمومة الحياة الطبيعية، فهي تحمي مصادر الغذاء والشرب من الملوثات التي تسبب الكثير من الأمراض المُهلكة، وتحمي الثروة المائية من اختلال عناصرها التي تسبب موت الكائنات البحرية.
إنّ نظافة البيئة تحافظ على استمرار دورة الحياة الطبيعية للإنسان، والنبات، والحيوان، والعناصر الطبيعية الأخرى؛ فتعم الراحة، وتنتشر الطمأنينة، ويرتقي المجتمع ويتحضر ليتصدر الشعوب والأمم الأخرى؛ فيكتفي بموارده النظيفة التي يستفيد منها الجميع، وتنتعش الأرض بتنفسها الطبيعي فتعطي ثروتها على أكمل وجه، وينتشر االنظام الصحي بين السكان، وتتعدد مصادر التلوث البيئي لتطول كل عناصر النظام؛ فيتلوث الهواء بفعل الغازات والأبخرة السامة التي ينتجها الإنسان من خلال استعمال وسائل النقل المتعددة، وانبعاثات المصانع، ويلوّث الإنسان المياه بإلقاء المخلفات الصناعية، وترك مياه الصرف العادمة تختلط بالمياه النظيفة، وإلقاء القمامة والأوساخ في مياه البحار والأنهار، وتسرب نفط البواخر، في حين يلوّث الإنسان الأرض بسلوكياته الخاطئة كسماحه بتسرّب المواد الكيميائية، وتساقط الأمطار الحمضية المتكوّنة بفعل دخان المصانع، واستخدام المبيدات الحشرية، واتباع طرق تصريف النفايات الصلبة والنفايات الخاطئة.
إنّ البيئة أمانة في أعناقنا لذا يجب أن نحافظ عليها بشتى الطرق لما لها من أهمية كبيرة على كافة عناصر الحياة ونظامها، فنحمي الهواء الجوي من التلوث بتقليل انبعاثات المصانع، وفرض السبل التي تقلل منها، ونحمي الثروة المائية بمنع إلقاء مخلفات المصانع فيها، وتخصيص المكبّات الملائمة لجمع النفايات الصلبة والعادمة، ومنع إلقاء الأسمدة الزراعية، والمبيدات الحشرية التي تتسب بتلوث الثروة المائية، كما ينبغي توجيه المجتمع لاستعمال الطاقة البديلة التي تقلل من استهلاك الوقود الأحفوري وانبعاثاته، وتقديم المعلومات الكافية حول عمليات إعادة التدوير، وتنقية المياه العادمة وترشيحها للحصول على مياه صالحة للري وأعمال التنظيف، فحماية البيئة والحفاظ عليها واجب ديني ووطني وأخلاقي لا ينبغي أن نغفل عنه.
فيديو تعريفي عن أهمية النظافة
للتعرف على المزيد تابع الفيديو
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 42، صحيح.
