موضوع عن الخصال الحميدة للصف السابع
عند كتابة موضوع عن الخصال الحميدة للصف السابع لا بدّ من ذكر أنّ الغاية من خلق الإنسان في هذه الدنيا عبادة الله -عزّ وجلّ- وعمارة الأرض، كما أمَرَ الله في كتابه العزيز في قوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[١]، والعبادة ليست فقط في تأدية الصلاة والصيام وغيرها من العبادات فحسب، لكنّها أيضًا في العمل والتحلّي بالأخلاق والخصال الحميدة التي تجلب السعادة والأمان لكل الناس، وإعمار الأرض يتطلب التعاون والتكاتف والعمل على نشر المحبة والألفة والخير بين الناس كي يعيشوا بأمن واستقرار وتستمر عجلة الحياة كما أرادها الله -سبحانه وتعالى-.
ومن محاسن التحلّي بالخصال الحميدة أنّها سببٌ في دخول الجنة، ولكلِّ خصلة من الخصال الحميدة فائدة، فالتسامح يمحو الحقد والبغضاء من نفوس الناس، ويعيشون على المحبة والتراحم فيما بينهم، والصدق ينشر الثقة والاحترام بين الناس، والكرم يغرس المحبة والمودة، والأمانة تحقق الشعور بالطمأنينة بين أفراد المجتمع.
ومن الخصال الحسنة أيضًا إصلاح ذات البين، كالصلح بين الأقارب والمتخاصمين لإعادة اللحمة بين أفراد المجتمع وتجنب الفرقة التي إن اتسعت ستضر بالأوطان كلها، وستضعفها، ويطمع بها الأعداء، ولن تسيرَ المجتمعات إلا بالأخلاق الحميدة التي هي أساس الازدهار والنماء، وبغير الأخلاق لا تتقدم الأمم ولا تزدهر، وقد ركز الشاعر على أهمية الأخلاق في قوله:
إنّما الأمـمُ الأخلاقُ ما بَقيـَتْ
- فإنْ هي ذهبت أخلاقُهُمُ ذَهَبوا
- فإنْ هي ذهبت أخلاقُهُمُ ذَهَبوا
والأخلاق الحميدة ليست حِكرًا على شعب من الشعوب دون آخر، فكل الأديان السماوية تدعو إلى محاسن الأخلاق، لما لها من فوائد ليس على المستوى الفردي فحسب، إنّما على مستوى الدول، فالتسامح الديني والسلام بين الدول من الخصال الحميدة، كما إن علاقات حسن الجوار أيضًا كذلك، "وقد سُئِلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ عن أَكْثرِ ما يُدخلُ النَّاسَ الجنَّةَ؟ فقالَ: تَقوى اللَّهِ وحُسنُ الخلُقِ، وسُئِلَ عن أَكْثرِ ما يُدخِلُ النَّاسَ النَّارَ، قالَ: الفَمُ والفَرجُ".[٢]
وفي حديثٍ آخَرَ ضَمِنَ الرسول -صلى الله عليه وسلم- لصاحب الخلق دخول الجنة، بل أعلى درجاتها، في قوله: "أنَا زَعِيمُ بَيتٍ في رَبَضِ الجنةِ، لِمَنْ تَرَكَ المِراءَ وإنْ كان مُحِقًا، وبَيتٍ في وسَطِ الجنةِ لِمَنْ تَرَكَ الكَذِبَ وإنْ كان مازِحًا، وبَيتٌ في أعلى الجنةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ"[٣]، وفي هذا الحديث الشريف تأكيدٌ على أهميّة ترك المراء والكذب، والتحلي بالأخلاق الحسنة، وقد جاء التأكيد على التحلي بالأخلاق الحميدة في كافة الشرائع السماوية، والقوانين الإنسانية الراقية، إضافة إلى أن هناك علاقة بين صلاح حال الإنسان وبين التحلي بالفضائل والأخلاق النبيلة، وقد قال الشاعر في ذلك:
صلاحُ أمرِكَ للأخلاقِ مَرجِعُهُ
- فقوِّمِ النَفسَ بالأخلاقِ تَسْتَقِمِ