موضوع تعبير عن الزراعة
الزراعة من أقدم الأنشطة التي يُمارسُها الإنسان؛ نظرًا لأهميتها في حياته اليومية، واعتمادة عليها في زراعة مختلف أنواع النباتات لتأمين غذائه، خصوصًا أن الزراعة هي المنتج الأول للغذاء، والاهتمام وممارستها جاء بشكلٍ فطري وضروري ونابع من حرص الإنسان على تأمين احتياجاته الحيوية بالدرجة الأولى، لهذا حرص الناس على ممارسة الأنشطة الزراعية المختلفة وتطويرها وإيجاد طرق متعددة لتحسينها وزيادة الإنتاج، حتى أصبحت الزراعة اليوم تعتمد على أدق الآلات والطرق، وأصبحت علمًا قائمًا بذاته يعتمد على الأساليب العلميّة والنظرية في الإنتاج، وهذا بالطبع انعكس على كمية الإنتاج ونوعيته.
تُعدّ الزراعة إحدى الركائز الأساسية لرفد اقتصاد الدول، خصوصًا أن معظم الدول أصبحت تهتم بإنتاج الثمار والزروع وتصديرها إلى الخارج، بالإضافة إلى الاتجاه إلى تصنيع الأغذية الذي يعتمد على كمية إنتاج الثمار والمزروعات، وهذا يؤثر بشكلٍ كبير على العمليّة الزراعية، وبالإضافة إلى هذا فإنّ الزراعة بمثابة حجر الأساس لمنع المجاعات في العالم؛ لأنها تُوفر الغذاء وإنتاج الأصناف التي يحتاجها الناس بكثرة، ومما أسهم في تطوّر الزراعة هو الاعتماد على الأساليب الزراعية الحديثة مثل: استخدام الأسمدة الزراعية لتحسين المحاصيل ورفع جودتها، واستخدام المبيدات الحشرية للقضاء على الآافات الزراعية التي تُدمّر المحاصيل، وغير ذلك من الطرق التي ترفع من الإنتاج.
الزراعة في الوقت الحاضر ليست مجرّد نشاط يُمارس لإنتاج الغذاء، بل أصبحت طريقة مثلى لتحسين الأماكن المختلفة وزيادة جمالها، من خلال زراعة الحدائق العامّة والأرصفة والغابات، خصوصًا فيما يتعلق بزراعة أشجار الزينة والأزهار، أما أهم فائدة للزراعة فتأتي كونَها تُسهم في تحسين البيئة بشكلٍ عام، وتلطيف الأجواء والحفاظ على جميع مكوّنات البيئة من ماءٍ وهواء وتربة، كما أنها تُقلل من الملوثات في الجو، وليس غريبًا أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- أمر بزراعة الأشجار والنباتات، لهذا فإنّ الزراعة من أجمل الأنشطة وأروعها وفيها الأجر الكثير من الله تعالى، وهي مهنة ممتعة لمن يمتهنها، وطريقة مثلى لجعل كوكب الأرض مكانًا أفضل للعيش.
الدول التي تهتمّ بالزراعة وتعدُّها جزءًا أساسيًّا من مخططاتها هي دول حريصة على أن تكون في المقدمة؛ لأنها تأكل مما تزرع، وتنتج فائضًا من المنتجات الزراعية وتصدرها للخارج، وهذا بحدّ ذاته يحقق رفاهية كبيرة للشعوب، ويقلل من حدوث مجاعات، ويضع الدولة في مَصافّ الدول المنتجة وليس المستهلكة، لذلك فإن الاهتمام بالزراعة ضرورة لجميع المجتمعات والبيئات؛ لأنها بوصلة الأمان وسلّة الغذاء، والطريقة المُثلى لتحقيقِ الأمن والاستقرار الغذائيّ في العالم.