محتويات
وصف الشجرة
إنَّ الشجرة هي أحد أشكال النباتات التي خلقها الله سبحانه وتعالى، والتي تعيش على أرض اليابسة وتحتاج إلى الماء من أجل الاستمرار بالحياة، وهي تدل على العيش الكريم وعلى الحياة السعيدة، كما تتعدد الأشجار وتختلف فيما بينها، فقيل في تعريف الشجرة إنّها هي كل نبات له ساق وفروع متعددة تتفاوت بطولها وحجمها، فهناك الأشجار الصغيرة، والكبيرة والمرتفعة التي تتميز بوجود جذور قوية تمدد بالأرض وتتشبث بها، كما أنّها من أهم الموجودات التي تمد البشريّة بالطاقة الغذائيّة خاصة في توفير الخضروات والفواكه، فهناك شجرة التفاح والليمون والبرتقال والكرز والتوت، وغيرها الكثير من الأنواع والأشكال.
تتكون الشجرة من عدة أجزاء خارجية، تبدأ من الجذور وهي أساس الشجرة الذي يُثبت وجودها على الأرض ويمدها بالقدرة على الصمود في مواجهة الرياح، والتغيرات الجويّة والبيئية المختلفة، ومن ثم يأتي الساق وهو من الأخشاب إذ يتكون الساق من قشرة خارجية عمودية تمتد على طول الشجرة، ومن ثم يأتي التاج وهو الجزء الثالث في الشجرة والذي يحمل أزهار الشجرة وثمارها وبراعمها، وبما في ذلك ما تحمله الشجرة من أوراق تختلف وتترواح في بينهما، وذلك يعود للشجرة ونوعها، فمثلًا توصف شجرة النخيل بأنها شجرة طويلة لها أوراق كبيرة ومسطحة، بينما توصف شجرة الليمون بأنها ذات أوراق صغيرة وناعمة، كما أن هذه الأوراق تحمل رائحة الفاكهة التي تُثمرها، كرائحة ورق شجرة الليمون.
تنمو الأشجار من خلال زراعتها في تربة خصبة ومن ثم الإعتناء بها وسقايتها، وتُزرع الأشجار من خلال البذور، وتختلف هذه البذور تبعًا للنوع المُراد زرعه، فمثًلا هناك أشجار غير منتجة للثمار وإنما مجرد أشجار للزينة أو أشجار للظل، ومنها أشجار الشوارع التي تُزرع من أجل الغرض الجمالي للبلاد، وتتراوح الاشجار حسب الفصول الأربعة، فمثلًا تزداد الأشجار في فصل الربيع، ويزداد جمال خضرتها وإنتاج ثمارها، بينما في فصل الخريف فهي تتوقف عن النمو وتتساقط أوراقها بعد أن تتحول من اللون الأخضر إلى اللون الأصفر، وذلك يعود على أغلب الأشجار، لأنّ ما تبقّى منها فهي أشجار تنبت في كافة الفصول، أي لا يؤثر عليها فصل الخريف إذ تستمر بالحياة ما دامت
سقايتها.
أثر الشجرة في التوازن البيئي
تُعد الأشجار من هبات الله سبحانه وتعالى في الطبيعة، وتلك الهبة يجب الإعتناء بها، فهي تحمل الدور الأساسي والمهم في البيئة عامة والبشريّة خاصة، فالبيئة هي المحيط الذي يُحيط بكل الكائنات والموجودات، فهو نظام ذات توازن يُلائم الحياة، وإذا حصل أي خلل في هذا التوازن فذلك يعني الأثر الظاهر على كل ما تبقى من موجودات، لذلك فقد كانت هبة الأشجار من أهم العناصر التي تُساعد على التوازن البيئي والحفاظ على التوازن الحيوي في استمرارية دائمة، وذلك من خلال الحفاظ على البيئة من التلوث وتنقية الجو، وذلك من خلال عملية البناء الضوئي التي تقوم به الأشجار والنباتات، إذ تسحب المسبّب الرئيس للتلوث وهو أكسيد الكربون، وتُطلق الأكسجين التي تحتاجه الكائنات وتتنفسه.
لا يقتصر التوازن البيئي على النظام الحيوي الخاص بالأكسجين، بل إن الأشجار تقوم على توازن في حياة الحيوانات كالطيور والزواحف والحشرات، لذلك فإن عدم الاعتناء بالأشجار وقطعها يؤدي إلى تهجير هذه الحيوانات وضياع مسكنها، وتوازنها الحيوي في الأمان والاستقرار، وهي تُسهم في الحفاظ على التوازن الغذائي للبشريّة، فهي المصدر الرئيس لغذاء الإنسان والحيوانات، كما أن هناك بعض الأنواع من الأشجار والتي تُستخدم من أجل التدفئة داخل المنازل، وبذلك فهي مهمة لنشر سُبل الحياة السهلة للبشر، ولتقليل الظواهر البيئية السيئة، ونشر الطاقة الإيجابية، فالمكان الذي يوجد به الأشجار هو مكان يتصف بالحيوية والجمال والطاقة.
إنّ للأشجار الأثر العميق والكبير الذي تتركه على البيئة، فهي بمثابة المنقي الطبيعي للهواء، وهي تساعد على تلطيف الجو وترطيبه، كما أن لها الدور المهم في فصل الشتاء، إذ تُعد أوراقها بمثابة مصدات للرياح، خاصة إذا كانت هذه الأشجار تُحيط المنزل، فهي تحميه من قسوة الشتاء والهواء البارد، وهي ذات أهمية وأثر لا حد له، ولمعرفة هذا الأثر بشكل أوضح من خلال المقارنة بين الأراضي الخصبة المليئة بالأشجار، وبين الأراضي في البيئة الصحراوية والخالية من كل شيء فالفرق ظاهر، فالأشجار لا تحافظ على توازن البيئة فحسب بل هي تُحافظ على توازن البشريّة بأكملها، وتُحافظ على وجودها واستمراريتها، فأينما وُجدت الأشجار وُجدت الحياة.
ماذا سيحدث لو لم تكن في الأرض أشجار؟
إنّ الأشجار تُسهم بالتقليل من نسبة الملوثات التي تؤثر على الحياة، إذ إنّ لها الدور الكبير الذي يساعد الكون في الإنتاج والعيش، وبتوفير مختلف الضرورات التي تحتاجها البشرية، ومن هنا فقد كانت من أخطر الأفعال التي تقوم بها البشرية من أجل الأشجار هي قطعها، وافتعال الحرائق في الغابات من أجل القضاء عليها وإتلافها، وذلك في الحقيقته يعود إلى قلة الوعي عند مُفتعلي الحرائق، فهم لا يدركون خطورة ما قاموا به، وحجم التلوث البيئي الذي تسببوا به لمجرد قطعهم لهذه الأشجار. إنّ تلك الحرائق تؤدي لزيادة ثاني أكسيد الكربون في البيئة الجوية، ما يزيد من الغازات التي تؤثر على نسبة الأكسجين النقي الذي يحتاجه الكائن البشري من أجل التنفس والحياة.
تقوم العلاقة الحيوية والمهمة بين الأشجار والبشر، فوجودها هو السبب الأهم الذي أسهم بالحفاظ على البشرية وديمومتها، ولو لم تكن موجودة لكانت قدرة التنفس والعيش ضئيلة جدًا، ومن دون الأشجار لاختفى المصدر الرئيس للغذاء والصحة، والتغذية السليمة في الحياة، ولأصبح الاعتماد بالغذاء على كل ما هو مصنوع بالمواد الحافظة الخالية من الفيتامينات المهمة، كما أن اختفاء الأشجار يؤثر على المنظر الجمالي في الطبيعة وفي البلاد، وهي لها الدور الرئيس في حياة بعض الحيوانات، فهي تُشكل بمثابة المنازل الآمنة لهم، كالطيور التي تستقر على أغصان الأشجار، وتبني أعشاشها بين غصونها، إذًا لماذا يقطع الناس الأشجار وهم يعلمون مدى أهميتها؟
لو لم يكن في الأرض أشجار، لحدث خلل في التوازن البيئي، ولَصَاحب هذا الخلل الكثير من الأعراض السيئة المؤثرة على الحيوان والإنسان والبلاد ككل، فهي تعد مصدرًا مهمًا في نجاح الحركة الاقتصادية للدول، من خلال تصدير المواد الغذائية واستيرادها، كما أنّ لها الدور بالمحافظة على توازن الحركة الاجتماعية والاستقرار المادي والمعنوي بين الأفراد، من خلال التقليل من نسبة البطالة في البلاد، فالكثير من الفئات المجتمعية تعتمد في حياتها على الزراعة وعلى الأشجار المنتجة والمساهمة في الاستقرار الزراعي، وبذلك فإنّ اختفاء الأشجار يجعل الحياة خاوية وفاقدة للروح، ومليئة بالتوتر على مختلف الأصعد.
كيف نحافظ على الشجرة؟
إنّ المُحافظة على الأشجار هي أحد العناصر المهمة في حملات المحافظة على البيئة، وعندما يكسب الأفراد الوعي الصحيح والعِلم حول أهمية الأشجار، يسعون حينها إلى المحافظة عليها بشتى الوسائل والطرق، هذه الوسائل التي تعتمد على عمل جمعيات وحملات تدعو إلى المحافظة على البيئة، ونشر الوعي بين طلاب المدارس والجامعات من خلال إعطاء دورات خاصة تشرح كيفية المحافظة على الأشجار، وتعليم القواعد اللازمة والمناسبة من أجل غرس الأشجار والعناية بها، إضافة إلى عمل تطوع جماعي بين المجموعات بأن يقوم كل فرد من هؤلاء الأفراد بغرس شجرة خاصة له أينما شاء، ومن هنا تزيد عدد الأشجار المساهمة بالحفاظ على البيئة.
هناك بعض الطرق الأخرى والمهمة التي تحافظ على وجود الأشجار وتكاثرها، وهي منع الرعي الجائر والإفراط في رعي الماشية وتنقلها بين النباتات والأشجار، إضافة إلى منع قطع الشجر وإقامة الحرائق، من خلال توعية عامة توزع على المجتمع ككل، ومن المهم أيضًا التحذير من رمي النفايات بجانب الأشجار، والمحافظة على نظافة الحدائق والمحميات، ومن ثم الاعتناء بالأشجار وزراعتها، وتشجيع الآخرين بذلك من خلال إقامة مسابقات وفعاليات تدعو إلى زراعة أكبر عدد ممكن من الأشجار في المناطق الخاوية منها وشبه الصحراوية.
إنّ نشر الوعي بين الأفراد من أجل المحافظة على البيئة هي من أهم الخطوات اللازمة، فذلك يؤدي إلى الحفاظ على التوازن البيئي من أي خلل، والتقليل من الأضرار والأخطار التي يُمكن أن تحدث من خلال قطع الأشجار وحرقها، فلا بد أن تقوم مؤسّسات المجتمع التعليمية والهيئات الإعلامية والجهات الإدراية بزيادة الاعتناء بموضوع الحفاظ على البيئة، ونشر الوعي لذلك بين كافة فئات المجتمع، من خلال التركيز على توضيح جهود عمل الفرد الواحد، أو عمل مجموعة من الأفراد المتطوعة، فذلك يعزز الغرض الجمالي والطبيعي في البلاد، ويُحسن من جودة الحياة وصحتها واستقرارها.
لقراءة المزيد من الموضوعات، اخترنا لك هذا المقال: قطع الأشجار وتأثيرها على البيئة.