موضوع عن الصلاة

كتابة:
موضوع عن الصلاة

موضوع عن الصلاة

لقد بعثَ الله -سبحانه وتعالى- نبيَّهُ الكريم محمّدًا -صلّى الله عليه وسلّم- برسالة الإسلام، وفصّلها له بالقرآن الكريم، وبالسّنة النبوية الشريفة، التي أوْحاها إليه من عندِهِ، وقد تجسّد الإسلامُ بأركانِهِ الخمسة، وهي الشهادتان، والصلاة، وصوم رمضان، الزكاة، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: "بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ"،[١]،  فكان أهمّ ركن من هذه الأركان هو نطق الشهادتين، وجاء بعده الصلاة، وهذا موضوع عن الصلاة وأهميتها في الإسلام.

إنّ الصلاة هي عمادُ الدين، وهي أساسٌ لصلاح الأعمال، وهي كتابٌ موقوت على المسلمين، وفرض قائم على كلِّ مسلّم ومسلمة، فقد قال تعالى في كتابِهِ الحكيم: "فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا" [٢]، وهذه الآية المباركة تبيّن أنَّ الصلاة هي فرض على كلّ الملسمين، وقد وردَ في السنة النبوية، أنّ الصلاة تفرّق بين المسلمين والكافرين، ففي الحديث عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: "إنَّ العهدَ الَّذي بيْنَنا وبيْنَهم الصَّلاةُ فمَن ترَكها فقد كفَر" [٣]، فالحديث بييّن أنّ الفرق الأساسيّ بين المسلم والكافر هو الصلاة، فهي فرض لا يمكن تضييعُهُ، وقد كانَ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- يحبُّ الصلاة، ويرتاحُ بأدائها، ويتقرّب إلى الله زلفى بها، فكانَ يقول، كما وردَ في الحديث: "حُبِّبَ إليَّ من دُنْياكمُ النِّساءُ والطِّيبُ وجُعِلَت قُرَّةُ عَيني في الصَّلاةِ" [٤]، وكان يقول -عليه الصّلاة والسّلام- لبلال الحبشي، الذي كان يؤذِّن في الناس للصلاة، كما وردَ في الحديث أيضًا: "يا بلالُ! أَقِمِ الصلاةَ، أَرِحْنا بها"، [٥].

إنّ كلَّ هذه الأحاديث، والآيات، دلائل على أهمية الصلاة في الإسلام، وتحذير من الله لكل المسلمين من خطورة تركِها، وتضييعها، والتهاون في أدائها، فهي فرض على كلِّ مسلم ومسلمة، ولا تسقط عن أي إنسان ولأي عذر كان، إلّا عن الفتاة الحائض والنفساء، وتركُ الصلاة هو سبب رئيس لعذاب الله -سبحانه وتعالى- فقد وردَ في كتابِهِ الحكيم قولُهُ تعالى: "مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ"، [٦]، فتركُ الصلاة يؤدي بالإنسان إلى سقر والعياذ بالله.

فينبغي على كلِّ مسلّم، أن يتَّقي الله -عزّ وجلّ- في نفسِه، وأن يحافظَ على الصلوات الخمس، وعلى صلاة الجمعة، وصلاة الجماعة، ليكونَ من النّاجين، الفائزين برحمةِ الله -سبحانه وتعالى- والداخلين جنَّتَهُ، والمتمتّعين بالنعيم الذي هيَّأهُ الله تعالى لهم ووعدَهم به، وكانَ وعدُ الله حقًّا.

المراجع

  1. الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الرقم أو الصفحة: 8، خلاصة حكم الحديث: صحيح
  2. {النساء: الآية 103}
  3. الراوي: بريدة، المحدث: ابن حبان، المصدر: صحيح ابن حبان، الرقم أو الصفحة: 1454، خلاصة حكم الحديث: أخرجه في صحيحه
  4. الراوي: أنس بن مالك، المحدث: ابن الملقن، المصدر: البدر المنير، الرقم أو الصفحة: 1/501، خلاصة حكم الحديث: إسناده صحيح
  5. الراوي: رجل، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، الرقم أو الصفحة: 7892، خلاصة حكم الحديث: صحيح
  6. {المدثر: الآية 42-43}
4581 مشاهدة
للأعلى للسفل
×