موضوع عن الفقر

كتابة:
موضوع عن الفقر

موضوع عن الفقر

يعدُّ الفقر من أهمّ المشكلات الاجتماعيّة التي تواجهها العديد من الشعوب حول العالم، وتتمثل مشكلة الفقر في عدم قدرة الفرد على الإنفاق على ما تتطلبه الحياة من مصروفات، سواء كان ذلك مرتبطًا بالنفقة على الطعام والشراب أو بالنفقة على التعليم أو غير ذلك، ويعود السبب الأساسيّ لوجود هذه المشكلة في المجتمعات تدني مستوى الدخل للأفراد حيث تكون النققات التي يتطلبها نظام حياتهم اليومي يفوق المعدل اليومي لدخل الفرد ما يجعل الحاجة إلى إنفاق المال تفوق ما يوجد لدى الفرد من مال، ويعد الغنى نقيض الفقر والذي يدل على وجود فائض مادي يمكِّنُ الفرد من الإنفاق على متطلبات الحياة الأساسية والثانوية وبعض وسائل الرفاهية الأخرى.

وتؤثّرُ مشكلة الفقر على كافة ما يتعلق بحياة الإنسان، فالفقير قد يتم حرمانه من التعليم لعدم القدرة على دفع ما تتطلبه بيئة التعليم من مصروفات، خاصة في ظلّ ظهور أكاديميات التعليم الخاص التي يحتاج من يدخلها إلى دفع مبالغ طائلة، وعلى الجانب الصحي فإن الفقر يتسبّب في وفاة العديد من الأشخاص حول العالم بسبب عدم القدرة على دفع تكاليف العلاج، وفي حالات الفقر الشديد قد تكون ظاهرة الفقر سببًا في وفاة بعض الأشخاص جوعًا بسبب حدوث المجاعات وغلاء أسعار المواد الأساسية وعدم القدرة على شرائها.

وترتبطُ ظاهرة الفقر ارتباطًا مباشرًا ببعض المفاهيم الاقتصادية التي تؤدي إلى عدم قدرة الفرد على الإنفاق على متطلبات الحياة الأساسية ومن أبرزها ظاهرة غلاء أسعار السلع والخدمات التي تؤدي إلى انخفاض القدرة الشرائية لدى عامة الناس، بالإضافة إلى مفهوم التضخم الذي يؤدي إلى تكدس السلع لدى الباعة وعدم قدرة المستهلك على اقتنائها، بالإضافة إلى ندرة الموارد المائية والنفطية وقلة الثروة الحيوانية والنباتية، والتي تؤثّر بشكل مباشر على اقتصاد الدولة، وعلى أسعار السلع والخدمات فيها بسبب زيادة كلفة بيع السلع المباشرة بسبب ندرتها، أو لزيادة كلفة تصنيع بعض السلع الضرورية التي لا يمكن للفرد أن يستغني عنها ومع ذلك فإن أسعارها لا تكون في متناول ذوي الدخل المتدنّي.

واهتمّ الدين الإسلامي العظيم بعلاج ظاهرة الفقر في المجتمع الإسلامي، فقد شددت تعاليم الدين الإسلامي على أهمية أن يهتم الجار لجاره، وأن يساعده في حاجاته بقدر استطاعته، فلا ينام الرجل وجاره جائع، كما كان الفقير أول مصارف الزكاة التي ذُكرت في القرآن الكريم، قال تعالى: "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" [١]، فقد فرض الله على الأغنياء أن يعطوا الفقراء من أموال الزكاة لأن ذلك يساعدهم على قضاء حاجياتهم، ويزيد اللحمة بين أفراد المجتمع الإسلامي، بالإضافة إلى وجود بعض مصادر الدخل الأخرى للفقراء في المجتمع الإسلامي مثل الصدقات وزكاة الفطر والتي يمكن لها أن تحد من مشكلة الفقر، كما ينسب إلى سيدنا علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- أنه قال "لو كان الفقر رجلاً لقتلته"، وهذا يدل على عظم مشكلة الفقر وأهمية محاربتها في المجتمعات الإنسانية.

المراجع

  1. {التوبة: الآية 60}
7884 مشاهدة
للأعلى للسفل
×