موضوع عن حب الوطن قصير

كتابة:
موضوع عن حب الوطن قصير

موضوع عن حب الوطن قصير

الوطن من أعظم النعم في حياة أيّ شخص، فالوطن هو الأمن والأمان، وهو الحضنُ الواسع الذي يضمّ أبناءه بين أحضانه ويُعطيهم كلّ مقوّمات الحياة، والوطن هو المنارة التي تُنير الدرب أمام أبنائه ليصلوا إلى تحقيق كلّ ما يُريدون، فدون الوطن لا يمكن أن يكون للإنسان كيانٌ يحتويه، ودون الوطن لا يمكن أن يشعرَ الإنسان بأنّه ينتمي إلى مكان، فالوطن أكبر من الكلمات، ولهذا فإنّ حب الوطن من الإيمان، والانتماء إليه يأتي من شعورٍ داخلي يأتي بالفطرة، ومهما قيلت في حب الوطن من قصائد وأشعار، لا يمكن أن توفيه حقه أو تصفه حقّ الوصف؛ لأن الوطن عصيّ على الحروف التي تقف عاجزة أمام عظمته.

حب الوطن مزروعٌ في القلوب مثل شجرة تضربُ جذورَها في الأعماق، وتُطاولُ أغصانها عنانَ السماء، وتمنح ظلالها الوارفة للجميع، وتُعطي أشهى الثمار، فالوطن ليس مجرّد ترابٍ وماء وسماء وجمادات، بل هو كونٌ متكامل ينمو ويكبر بقوّة أبنائه وتعبهم، وترابهم معجونٌ بعرقهم ودماء الشهداء الزكيّة تُعطّر رائحته، فتطوّر الوطن يكون بهمّة شعبه وتعبهم وقدرتهم على تحدّي جميع الصعاب وتجاوزها، ولا يمكن أن يصل الوطن إلى التطوّر إلّا دون أني ملك أبناءه العزم على ذلك، لذلك فإنّ حبّ الوطن لا يكون بالأقوال، إنّما بالأفعال التي تُترج الأقوال على الواقع، كما أنّ حب الوطن لا يكون بكثرة الشعارات والهتافات، وإنما بإعطاء الوطن كل التضحية، والحماية من جميع الأعداء والمتربصين، وصون كرامته والدفاع عن في السرّاء والضراء، فالوطن هو الأب والأمن وهو السند والطود العالي المتين الذي لا يخون أبدًا، فالوطن هو الذي يحمل أبناءه في حياتهم ويحتضن رفاتهم في مماتهم، ويُعطي مثلما تُعطي الأم عطفها لأبنائها.

حب الوطن لا يقتصر على الإنسان فقط، بل إنّ الحيوانات أيضًا تُحبّ أوطانها وتنتمي إليها، فالطيور التي تقطع المسافات البعيدة في موسم الهجرة لا بدّ وأنم تعود إلى أوطانها مهما كان الوطن الذي هاجرت إليه أجمل، والأسماك التي تسبح بعيدًا عن بحارها ومحيطاتها تعود من جديد، لهذا فإنّ قيمة الوطن لا تكون فقط في وقت الإقامة فيه، بل قيمته تزداد حتى في أوقات البعد عنه، ويُصبح الشخص مملوءً أكثر بالشغف إليه وإلى احتضانه، لذلك لا شيء يُعادل تنفس هواء الوطن، ولا شيء أغلى على الإنسان من أن يرى وطنه في القمة، وكما قال الشاعر واصفًا الوطن: وطني لو شُغلت بالخلد عنه     نازعتني إليه بالخلد نفسي

4206 مشاهدة
للأعلى للسفل
×