موضوع عن ذكريات الطفولة

كتابة:
موضوع عن ذكريات الطفولة

أجمل فترات حياة الإنسان

يمر كلّ إنسان بالعديد من المراحل الحياتية التي تُضيف إليه عدداً من الخبرات المهمّة، واللّحظات الجميلة التي لا تُعوَّض، ولعلَّ أكثر المراحل الحياتيّة التي تترك أثراً عميقاً وجميلاً لا تمحوه الأيام هي مرحلة الطفولة الرّائعة؛ فمرحلة الطّفولة هي المرحلة التي تفيض براءة، وحُبَّاً وحناناً، وجمالاً وألقاً، وراحةً نفسيّة، ومن هنا فقد كانت لهذه المرحلة خصوصيّة في ذاكرة كلّ إنسان.


ذكريات الطّفولة

من أبرز ذكريات الطفولة ذكريات اللّعب، ومن بين أكثر ما يستذكره الإنسان الألعاب التي كان يَلعبها مع أقرانه، لا سيما الشعبية منها، والتي كان يمارسها في الحي مع رفاقه كلعبة كرة القدم، والطائرات الورقية، ومسابقات البلورات الزجاجية الصغيرة، وربّما بَعض الألعاب الإلكترونية أيضاً، خاصّةً للأجيال التي عَاصرت حقبة هَذه الألعاب، كما تستذكر الفتيات الدُّمى التي كُنّ يَمتلكنها والساعات التي قضينها في تسريح شعرهنّ وحياكة الملابس لهن والسنياريوهات التي قُمن بها حول ذلك، كما يستذكر الإنسان بعض الأكلات الشهية التي كان يتناولها في صغره، فيدور في أكبر محلات الحلويات فلا يجد ألذ من قطعة الحلوى التي كان يشتريها من بائع معين كان يقف على قارعة الطريق، أو من مشروب كان يقتطع من مصروفه مبلغاً ليروي به عطشه في طريق عودته من المدرسة، أو أكلة شعبية كانت تبعث بها جارة من الجارات، فيما لا يرى الإنسان في بعض الأحيان أجمل من تلك الملابس البسيطة التي كانت تحيكها والدته له ليرتديها في المواسم والمناسبات على تعددها، مثل زي المدرسة وملابس الأعياد والأعراس.


ذكريات الطّفولة وحبّ الوطن

تظلّ فترة الطفولة عالقةً في ذاكرة الإنسان إلى آخر حياته سبباً رئيسياً من أسباب تعلُّق الإنسان بالأرض التي وُلِد فيها، والتي تُعرف بأرض الوطن؛ ففي الوطن عاش الإنسان أجمل أيّام حياته، وفيه لعب مع رفاقه، وذهب للتّنزه مع عائلته، وكوَّن علاقات اجتماعيّة دامت معه طيلة حياته، واستطاع اكتساب مهاراته الأساسيّة من مشي وكلام واستماع وما إلى ذلك، وهذا كلُّه كافٍ لملء قلب الإنسان بحب أرضه، ووطنه.


ذكريات الطّفولة ودورها في تحسين نفسيّة الإنسان

إنّ ذكريات الطّفولة وما تحمله من معانٍ عميقة، ومشاعر فيَّاضة، باتت وسيلة رئيسيّة يستخدمها الإنسان في تحسين نفسيّته ومزاجه، ربما دون أن يشعر في كثير من الأحيان، فبعض النّاس لا يحلو لهم الجلوس إلا في الأماكن التي كانوا يرتادونها وهم صغار، والبعض الآخر يوصون بألّا يُدفنوا إلا في مسقط رأسهم، وقسم آخر من الناس يحاولون أن يعودوا للسّكن في الحي الذي كانوا يَسكنون فيه وهو صغير، وما كلّ ذلك إلى دليل على حنين الإنسان إلى تلك الفترة الحسّاسة من عمره والتي لا يمكن أن تُعوَّض مهما ارتقى الإنسان على سُلَّم الحياة، ومهما استطاع أن يُحقِّق لنفسه ولغيره من إنجازات لا تُحصى.

4839 مشاهدة
للأعلى للسفل
×