نبذة عن أبي أيوب الأنصاري

كتابة:
نبذة عن أبي أيوب الأنصاري

من هو أبو أيوب الأنصاري؟

هو خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عمرو بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن الخزرج، وأمّه هند بنت سعيد بن عمرو، من بني الحارث بن الخزرج، ويكنى بأبي أيوب، وهو من أنصار المدينة المنورة،[١] ويرجع نسبه إلى قبيلة بني النجار، وهم أخوال النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ أي أخوال جده عبد المطلب، وهو من صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- وله العديد من المواقف والتضحيات.[٢]


الصحابي خالد بن زيد ويكنى بأبي أيوب الأنصاري من بني النجار؛ وهم أخوال النبي -صلى الله عليه وسلم- من جده عبد المطلب.


من هي زوجة أبي أيوب الأنصاري؟

هي الصحابية أم أيوب بنت قيس بن عمرو بن امرئ القيس الخزرجيّة الأنصاريّة، زوجة أبي أيوب الأنصاري،[٣] وهي من النساء اللاتي برز دورهنّ في الدعوة الإسلامية في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعد ذلك، ومن المواقف الشهيرة التي رُويت عنها؛ موقفها في حادثة الإفك التي اتُّهمت فيها أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في عرضها.[٤]


فذُكر أن أبا أيوب الأنصاري كان مع زوجته أم أيوب، فقالت له: "ألم تسمع ما قد قيل في عائشة؟ فقال: قد سمعت، ثم قال لها: أو تظنين ذلك، قالت: لا والله! قال لها: يا أم أيوب، لو قيل فيك ذلك أكنتِ فاعلة لذلك، قالت: معاذ الله! قال: فوالله لعائشة خير منك"،[٤] فنزلت الآية: (لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ).[٥]


الصحابية أم أيوب الأنصارية بنت قيس بن عمرو بن امرئ القيس، لها العديد من المواقف في التاريخ الإسلامي؛ ومنها دفاعها عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في حادثة الإفك.


وقفات في حياة أبي أيوب الأنصاري

للصحابي أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- العديد من المواقف والوقفات في حياته ساهم فيها بخدمة الدين الإسلامي، ومنها :


شارك في بيعة العقبة الثانية

في السنة الثالثة عشر للبعثة، وفَد ثلاث وسبعون رجلاً وامرأتان من المسلمين من أهل يثرب؛ أي المدينة المنورة؛ وذلك لأداء مناسك الحج، وكانوا قد عقدوا العزم للقاء النبي -صلى الله عليه وسلم- ومبايعته على السمع والطاعة والنصرة، وتم الاتفاق بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وبينهم على ذلك.[٦]


وسُمّوا بعدها "بالأنصار"، وكان الصحابي أبو أيوب الأنصاري من الذين بايعوا النبي -عليه الصلاة والسلام- في بيعة العقبة الثانية، وتعد هذه البيعة ذات أهمية في توحيد المسلمين، وإظهار مكانة الأنصار في الإسلام وما قدموه في سبيل الدعوة الإسلامية.[٦]


تآخى مع مصعب بن عمير

بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، قام بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار؛ لتوثيق روابط المحبة بينهم، وليعين بعضهم بعضًا؛ خاصة المهاجرين الذي خرجوا وتركوا خلفهم ديارهم وأموالهم، وأسهمت المؤاخاة في توحيد صف المسلمين، أما الصحابي أبو أيوب الأنصاري فقد آخاه النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الصحابي مصعب بن عمير، فكانا خير مثال على ذلك.[٧]


استضاف الرسول الكريم في بيته بعد الهجرة

عندما هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة؛ بركت ناقته -أي ثنت رجليها وألصقت بطنها بالأرض- أمام بيت أبي أيوب الأنصاري، فخرجن جوارٍ من بني النجار يضربن بالدفوف، ويقلن: "نحن جوار بنى النجار، يا حبذا محمد من جار".[٨]


وأقام -عليه الصلاة والسلام- عند أبي أيوب حتى بنى بيوته ومسجده، وقام بخدمة النبي -عليه الصلاة والسلام- على أكمل وجه؛ حتى سموه الناس بمضيف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.[٩]


ومن المواقف التي تدل على إجلال أبي أيوب للنبي -صلى الله عليه وسلم- أنه عندما وصل إلى بيته، وكان بيته مكوّن من طابقين، فعرض أبو أيوب على النبي- عليه الصلاة والسلام- أن يسكن في الطابق العلوي، وأن يكون هو في الطابق السفلي.[١٠]


حيث قال أبو أيوب للنبي: "بأبي أنت وأمي يا رسول الله، والله إني لأكره أن أكون فوقك وتكون تحتي، فاظهر أنت فكن في العلو، وننزل نحن فنكون في السفل"، فرفض النبي -عليه الصلاة والسلام- ذلك، وأخبره أنه يريد أن يكون أقرب للناس وللمسجد.[١٠]


شارك في الغزوات

شارك أبو أيوب الأنصاري في كل الغزوات مع النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ كغزوة بدر، وأحد، والخندق، وغيرها، وبقي أبو أيوب مجاهًدا بعد وفاة النبي حتى فتح القسطنطينية، حيث استشهد هناك.[١١]


روى الأحاديث عن الرسول الكريم

ورد عن أبي أيوب الأنصاري روايته ما يقارب خمسين حديثًا عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، منها:

  • قال أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، فَذَاكَ صِيَامُ الدَّهْرِ).[١٢]


يتلخّص مما سبق أنّه من الوقفات في حياة أبي أيوب الأنصاري أنه حضر بيعة العقبة الثانية في السنة الثالثة عشر للبعثة، واستضاف النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيته بعد هجرته إلى المدينة المنورة، وقام -عليه الصلاة والسلام- بالمؤاخاة بينه وبين الصحابي مصعب بن عمير، وشهد أبو أيوب جميع الغزوات مثل بدر وأحد والخندق، وروى عن النبي -عليه الصلاة والسلام- ما يقارب الخمسين حديثًا.


صفات أبي أيوب الأنصاري

الشجاعة

كان أبو أيوب الأنصاري مثالًا على الشجاعة في ساحة المعركة، فعندما جهّز معاوية بن أبي سفيان جيشًا بقيادة ابنه يزيد؛ لفتح القسطنطينية، كان أبو أيوب في ذلك الوقت كبيًرا في السن قارب عمره الثمانين عامًا، إلا أن ذلك لم يمنعه من الخروج غازيًا في سبيل الله.[١٣]


الزهد

كان أبو أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- زاهدًا في حياته، تاركًا لمتاع الدنيا وملذاتها؛ فقد نذر نفسه لخدمة دينه ونبيه -صلى الله عليه وسلم-، وعاش حياته مجاهدًا في سبيل الله.[١٣]


حب الرسول

خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- يومًا من بيته إلى الطريق جائعًا لا يجد في بيته شيئًا يؤكل، فلقي أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما-، فكانا على نفس الحال، فانطلقوا حتى وصلوا باب أبي أيوب الأنصاري، وكان أبو أيوب يدّخر للنبي -عليه الصلاة والسلام- طعامًا.[١٣]


لكن النبي أبطأ عليه في ذلك اليوم، فأطعم أبو أيوب الطعام لأهله، فلما وصلوا خرجت أم أيوب وقالت: مرحبًا بنبي الله ومن معه، فسأل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن أبي أيوب، فسمعه وجاء مسرعًا، فقال: "مرحباً بنبي الله وبمن معه، يا نبي الله ليس بالحين الذي كنت تجيء فيه".[١٣]


فانطلق -رضي الله عنه- فقطع غصنًا من النخل فيه تمر ورطب، ثم ذبح للنبي -صلى الله عليه وسلم- جديًا وطبخه، فلما فرغ وضعه بين يديه؛ فلما أكلوا وشبعوا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (خبز، ولحم، وتمر، وبسرٌ، ورطب، ودمعت عيناه، والذي نفسي بيده إن هذا هو النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة).[١٤]


يتحلّى أبو أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- بالكثير من الصفات الحميدة؛ كالشجاعة في ساحات المعارك وغيرها، وزهده عن متاع الدنيا وتعلقه بالآخرة؛ وعُرف عنه شدة حبه للنبي -صلى الله عليه وسلم-.


وفاة أبي أيوب الأنصاري

تُوفي أبو أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- سنة اثنين وخمسين للهجرة عندما كان خارجًا لفتح القسطنطينية، لكن المرض أصابه، فأخبر أصحابه أن يكملوا القتال ويحملوا جسده ويدفنوه تحت أسوار القسطنطينية.[١٥]


في السنة الثانية والخمسين للهجرة توفي أبو أيوب الأنصاري مجاهدًا على أبواب القسطنطينية؛ وأوصى أصحابه أن يُدفن تحت أسوارها.

المراجع

  1. شمس الدين ، محمد الذهبي (1985)، سير أعلام النبلاء (الطبعة 3)، صفحة 402-403، جزء 2. بتصرّف.
  2. أحمد الزيات، كتاب مجلة الرسالة، صفحة 15، جزء 254. بتصرّف.
  3. ابن حجر العسقلاني (1994)، الإصابة في تمييز الصحابة (الطبعة 1)، لبنان:دار الكتب العلمية، صفحة 362، جزء 8.
  4. ^ أ ب محمد الشنقيطي، تفسير سورة النور، صفحة 8، جزء 4. بتصرّف.
  5. سورة النور، آية:12
  6. ^ أ ب صفي الدين المباركفوري (2006)، الرحيق المختوم، لبنان:دار الهلال، صفحة 133. بتصرّف.
  7. خطأ استشهاد: وسم غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة f8d58163_9b80_43c9_9b24_97fec7fe45e1
  8. تقي الدين المقريزي (1999)، إمتاع الأسماع ما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 203، جزء 3. بتصرّف.
  9. خليل بن أيبك الصفدي (2000)، الوافي بالوفيات، لبنان:دار إحياء التراث ، صفحة 151، جزء 13. بتصرّف.
  10. ^ أ ب صالح بن طه عبد الواحد (2007)، سُبُل السَّلام مِن صَحيح سيرة خَير الأنَامِ عَليه الصَّلاة وَالسَّلام (الطبعة 2)، صفحة 231، جزء 1. بتصرّف.
  11. خطأ استشهاد: وسم غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة d3c90851_3e2e_42be_8e91_1e58582702e1
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو أيوب الأنصاري، الصفحة أو الرقم:1164، صحيح.
  13. ^ أ ب ت ث "أبو أيوب الأنصاري"، قصة الإسلام، 1/5/2006، اطّلع عليه بتاريخ 1/9/2021. بتصرّف.
  14. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان محققا، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:5216، صحيح.
  15. خطأ استشهاد: وسم غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة d991f11a_7cb3_45ae_af3b_3cb28f77f65f
5856 مشاهدة
للأعلى للسفل
×