نبذة عن أبي ذؤيب الهذلي

كتابة:
نبذة عن أبي ذؤيب الهذلي

أبو ذؤيب الهذلي

هو خويلد بن خالد الهزلي، وكنيته أبو ذؤيب، وذلك نسبةً لابنه الأكبر ذؤيب، ويعدّ أبو ذؤيب من الشعراء العرب المخضرمين فقد أدرك زمنًا في العهد الجاهلي وزمنًا في عهد الإسلام،[١] وهو من فحول الشعر العربيّ فقد قال الشعر وأحسن به وأجاد، وقد أسلم مع ظهور الإسلام وكان ممن حُسن إسلامهم، وقد شارك في الجهاد في سبيل الله وغزا مع من غزوا بلاد الفرنجة وأفريقيا، وقد كانت قبيلته هذيل رأس الهرم في الشعر وذلك لكثرة ما فيها من الشعراء المجيدين، وقد قيل عن أبي ذؤيب أنّه أشعر هُذيل، فقد تقدّم شعراء عصره بقصيدته العينية التي قالها في رثاء بني قومه الذين ماتوا بالطاعون وقد توفي أبو ذؤيب في غزو أفريقيا.[٢]

حياة أبي ذؤيب الهذلي

أبو ذؤيب الهذلي فحلٌ من فحول العربيّ، وهو أحد الشعراء المخضرمين الذي عاشوا في عصرين مختلفين من عصور الأدب العربي، فقد عاش أبو ذؤيب زمنًا في الجاهلية وزمنًا في الإسلام، وقد كتب شعرًا عُدَّ من أجود الشعر العربيّ، وهو من قبيلة هذيل، القبيلة التي كَثُرَ فيها الشعراء المجيدون وكان هو أفضلهم، وقد كانت قصيدته العينية هي السبب وراء شهرته، وهي قصيدة رثى فيها من مات من أهله بمرض الطاعون،[٣] وقد شهد الكثيرون بشاعريته فقد قال ابن سلام: "قال أبو عمرو: وسئل شاعر الرسول حسان بن ثابت من أشعر الناس فقال حيا أم رجلا قالوا: حيا. قال : هذيل أشعر الناس حيًا، وأضاف ابن سلام وقال: "إن أشعر هذيل أبو ذؤيب"، وقال عمر بن شبة: "تقدم أبو ذؤيب على جميع شعراء هذيل بقصيدته العينية التي يرثي فيها بنيه"، وقد كتب أبو ذؤيب أبياتًا في الحزن عندما سمع بمرض رسول الله، وتوفي الرسول في مرضه فذهب أبو ذؤيب وشهد جنازته وبكى عليه ورثاه بأبياتٍ أخرى من الشعر، فاعتمد جُلّ شعره على الرثاء،[٤] وقد قيل أنّه كتب قصيدته العينية في الجاهلية؛ فلا يوجد فيها أثر للمعاني الإسلامية التي اشتهر بها الأدب في العصر الإسلامي، وقد صوّر فيها فناء الإنسان، وقال بعجزه في درء الموت فهو أمر محتوم، كما تضمنت القصيدة ثلاث قصص شعرية أولها صراع حمار الوحش مع الصائد وثانيها صراع الثور الوحشي والكلاب التي تطارده وثالثها قصة لقاء البطلين.[٥]

قصائد أبي ذؤيب الهذلي

كان أبو ذؤيب الهذلي الشاعر العربي المخضرم من أشعر العرب، فقد قيل أن هُذيل -وهي قبيلة أبو ذؤيب- هي أشعرقبائل العرب وأنّ أبا ذؤيب هو أشعر هذيل، وقد قال قصائد كثيرًا كانت أشهرها تلك التي في الرثاء والتي رثى بها من مات من أهله، ومن مات من أولاده، وفيما يأتي أسماء قصائده:[٦]

  • أمن المنون وريبها تتوجع.
  • هل الدهر إلا ليلة ونهارها.
  • يقولون لي لو كان بالرمل لم يمتأ.
  • لا زعمت أسماء أن لا أحبها.
  • ويل أم قتلى فويق القاع من عشر.
  • أصبح من أم عمرو بطن مر فأج.
  • صبا صبوة بل لج وهو لجوج.
  • يا بيت خثماء الذي يتحبب.
  • عرفت الديار كرقم الدوا.
  • جمالك أيها القلب القريح.
  • أبا لصرم من أسماء حدثك الذي.
  • وقائلة ما كان حذوة بعلها.
  • ما بال عيني لا تجف دموعها.
  • وأشعث ماله فضلات ثول.
  • أبى الله إلا أن يقيدك بعدما.
  • لعمرك والمنايا غالبات.
  • تؤمل أن تلاقي أم وهب.
  • نام الخلي وبت الليل مشتجرا.
  • أعاذل إن الرزء مثل ابن مالك.
  • تالله يبقى على الأيام مبتقل.
  • أمن أم سفيان طيف سرى.
  • أمن آل ليلى بالضجوع وأهلنا.
  • أساءلت رسم الدار أم لم تسائل.
  • عرفت الديار لأم الرهين.
  • ألا هل أتى أم الحويرث مرسل.
  • وما حمل البختي عام غياره.
  • ألا ليت شعري هل تنظر خالد.
  • وأبلغ لديك معقل بن خويلد.
  • أمنك البرق أرقبه فهاجا.
  • أدرك أرباب النعم.

اقتباسات من شعر أبي ذؤيب الهذلي

عُرف أبو ذؤيب بنقاء شعره، وقد جاءت شهرته الشعرية من قصيدته التي أعجب بها كلّ من سمعها، ولعلّ ذلك يعود إلى صدق المشاعر التي احتوت عليها، إضافة إلى البلاغة والفصاحة التي تمتّع بها أبو ذؤيب، فقد رثا فيه أولاده الخمسة الذين غيبهم الموت المبكر وفي عام واحد بمرض الطاعون في أثناء غزو مصر، وذهب بعض المؤرخين أنّه طاعون عمواس، وفيما يأتي بعض من أبيات هذه المرثية وقصائد غيرها:

  • قصيدة أَمِنَ المَنونِ وَريبِها تَتَوَجَّعُ:[٧]

أَمِـنَ الـمَنونِ وَريـبِها تَتَوَجَّعُ

وَالـدَهرُ لَيسَ بِمُعتِبٍ مِن يَجزَعُ

قـالَت أُمَيمَةُ ما لِجِسمِكَ شاحِباً

مُـنذُ اِبـتَذَلتَ وَمِثلُ مالِكَ يَنفَعُ

أَم مـا لِجَنبِكَ لا يُلائِمُ مَضجَعاً

إلا أَقَـضَّ عَـلَيكَ ذاكَ المَضجَعُ

فَـأَجَبتُها أَن مـا لِـجِسمِيَ أَنَّهُ

أودى بَـنِيَّ مِـنَ البِلادِ فَوَدَّعوا

أَودى بَـنِيَّ وَأَعـقَبوني غُـصَّةً

بَـعدَ الـرُقادِ وَعَـبرَةً لا تُقلِعُ

سَـبَقوا هَـوَىَّ وَأَعنَقوا لِهَواهُمُ

فـتُخُرِّموا وَلِـكُلِّ جَنبٍ مَصرَعُ

فَـغَبَرتُ بَـعدَهُمُ بِعَيشٍ ناصِبٍوَا

خـالُ أَنّـي لاحِـقٌ مُستَتبَعُ


  • قصيدة عرفت الديار لأم الرهين:[٨]

عَرَفتُ الدِيارَ لِأُمِّ الرَهيــنِ

بَينَ الظُباءِ فَوادي عُشَر

أَقامَت بِهِ وَاِبتَنَت خَيمَةً

عَلى قَصَبٍ وفُراتِ النَهَر

تَخَيَّرُ مِن لَبَنِ الآرِكاتِ

بِالصَيفِ بادِيَةً وَالحَضَر

أَلِكني إِلَيها وَخَيرُ الرَسولِ

أَعلَمُهُم بِنَواحي الخَبَر

بِآيَةِ ما وَقَفَت وَالرِكابُ

بَينَ الحَجونِ وَبَينَ السِرَر

فَقالَت تَبَرَّرتَ في حَجِّنا

وَما كُنتَ فينا جَديرا بِبِرِّ

وَأَعلَمُ أَنّي وَأُمَّ الرَهيــنِ

كَالظَبيِ سيقَ لِحَبلِ الشَعَر


  • قصيدة أمن أم سفيان طيف سرى:[٩]

أَمِن أُمِّ سُفيانَ طَيفٌ سَرى

هُدُوّاً فَأَرَّقَ قَلباً قَريحا

عَصاني الفُؤادُ فَأَسلَمتُهُ

وَلَم أَكُ مِمّا عَناهُ ضَريحا

وَقَد كُنتُ أَغبِطُهُ أَن يَريعَ

مِن نَحوِهِنَّ سَليماً صَحيحا

رَأَيتُ وَأَهلي بِوادي الرَجيـعِ

في أَرضِ قَيلَةَ بَرقاً مُليحا

يُضيءُ رَباباً كَدُهمِ المَخاضِ

جُلِّلنَ فَوقَ الوَلايا الوَليحا

كَأَنَّ مَصاعيبَ غُلبَ الرِقابِ

في دارِ صِرمٍ تَلاقى مُريحا

المراجع

  1. "أبو ذؤيب الهذلي"، adabworld.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-17. بتصرّف.
  2. "أبو ذؤيب الهذلي"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-17. بتصرّف.
  3. "أبو ذؤيب الهذلي"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-17. بتصرّف.
  4. "أبو ذؤيب الهذلي"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-17. بتصرّف.
  5. "القصة الشعرية لدى أبي ذؤيب الهذلي"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-17. بتصرّف.
  6. "قصائد أبو ذؤيب الهذلي"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-17.
  7. "أبو ذؤيب الهذلي"، ar.wikiquote.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-17.
  8. " عرفت الديار لأم الرهين"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-17. بتصرّف.
  9. "أمن أم سفيان طيف سرى"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-17. بتصرّف.
34312 مشاهدة
للأعلى للسفل
×