نبذة عن إبراهيم النخعي

كتابة:
نبذة عن إبراهيم النخعي

إبراهيم النخعي

إبراهيم النخعي هو إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن سعد بن مالك بن النَخَع، فقيه من فقهاء الكوفة، كان إبراهيم النخعي من الشغوفين في طلب العلم، حتَّى أنَّه تولَّى الإفتاء في الكوفة لما عنده من علم وهيبة ووقار،[١]فهو واحد من أشهر الأئمة، ولد إبراهيم سنة 666م، وهو إمام حافظ من العراق، تابعيٌ من التابعين وأحد رواة أحاديثرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، يكنَّى إبراهيم بأبي عمران وأبي عمَّار، وأمُّه هي مليكة بنت يزيد بن قيس النخعيَّة، والتي هي أخت الصحابي الجليل الأسود بن يزيد النخعي، وقد ثبت أنَّ إبراهيم النخعي رأى السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، ولكن لم يثبتْ أنَّه أخذ أو روى عنها شيئًا من أحاديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وفي هذا المقال سيتمُّ الحديث عن التابعي إبراهيم النخعي بالتفصيل.[٢]

حياة إبراهيم النخعي

بعد الحديث عن نسب التابعي الجليل إبراهيم النخعي، جدير بالذكر إنَّ هذا التابعي الجليل كان من أهم علماء عصره، فقد أخذ من علم خيرة الصحابة، مثل: عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فكان مفتيًا في الكوفة مع عامر الشعبي في ذلك الوقت، وقد جاء عن التابعي الجليل سعيد بن جبير أنَّه استنكر على أهل الكوفة طلبهم الفتوى منه قائلًا: "أتستفتوني وفيكم إبراهيم؟"، وقد كان إبراهيم أحد رواة أحاديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ومن حفظة القرآن الكريم، أخذ عن رواة كُثر ,وأخذَ عنه كُثر أيضًا،[٣]وفيما يأتي سيتم التفصيل فيمن روى عنهم إبراهيم النخعي ومن رووا عن إبراهيم النخعي، وعن حياة إبراهيم النخعي الدينية:

حياة إبراهيم النخعي الدينية

بعد التفصيل فيمن ورى عنهم التابعي إبراهيم النخعي ومن رووا عنه، لا بدَّ من المرور على حياة إبراهيم النخعي الدينية، وفي هذا السياق يمكن القول إنَّ إبراهيم النخعي كان رجلًا من الأتقياء الصالحين، فقيهًا من الفقهاء، إمامًا من أئمة الفقه في عصره، كما أنَّه كان مفتي الناس في الكوفة، كان ذا شأن عظيم بين قومِهِ، وقورًا مهيبًا، يعظِّمه الناس لما له عندهم من شأن وقدر ومنزلة رفيعة، كما أنَّه كان زاهدًا في الدُنيا تقيًا ورعًا، وقد عُرف عنه أنَّه حمل العلم إلى الناس وهو في الثامنة عشرة من العمر، وقد جاء في حياته أنَّه كان يصوم يومًا ويفطر آخر، وكان من أكثر الزهاد بالحياة الدنيا، أجمع أهل العلم على صدق علمه وتوثيقه وروايته، قال أبو زرعة عنه: "إبراهيم النخعي عَلَمٌ من أعلام أهل الإسلام"، وقال أحمد بن حنبل رحمه الله: "كان إبراهيم ذكيًّا حافظًا"، وقيل عنه: "إنَّه صَيْرَفِيُّ الحديث"،[٤]وقد عُرف عن إبراهيم النخعي أنَّه كان يرسل في حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، حتَّى أنَّ يحيى بن معين كان يقول عنه: "مراسيل إبراهيم أحب إلي من مراسيل الشعبي"، وكان العجلي يقول عن إبراهيم بن يزيد النخعي أيضًا: "لم يحدِّث عن أحد من أصحاب النبي، وقد أدرك منهم جماعة، ورأى عائشة رؤيا، وكان مفتي أهل الكوفة، هو والشعبي في زمانهما، وكان رجلًا صالحًا فقيهًا متوقيًا، قليل التكلف، ومات وهو مختف من الحجاج"، والله تعالى أعلى وأعلم.[٥]

وجدير بالذكر أيضًا إنَّ إبراهيم التقى بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فعن عبد الله بن جعفر الرقي: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن طلحة بن مصرف، قال: "قلت لإبراهيم النخعي: يا أبا عمران، من أدركت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: دخلتُ على أم المؤمنين عائشة"، وعن أبي حمزة الثمالي قال ذات مرَّة: "كنت عند إبراهيم النخعي، فجاء رجل فقال: يا أبا عمران، إن الحسن البصري يقول: إذا تواجه المسلمان بسيفيهما؛ فالقاتل والمقتول في النار، فقال رجل: هذا من قاتل على الدنيا، فأما قتال من بغى، فلا بأس به، فقال إبراهيم: هكذا قال أصحابنا عن ابن مسعود، فقالوا له: أين كنت يوم الزاوية؟ قال: في بيتي، قالوا: فأين كنت يوم الجماجم؟ قال: في بيتي، قالوا : فإن علقمة شهد صفين مع علي، فقال: بخ بخ، من لنا مثل علي بن أبي طالب ورجاله"، وهذه الرواية تبيِّن موقف هذا التابعي من الفتنة التي حدثت في تلك الفترة، وجاء أيضًا عن علي بن عاصم أنَّه قال: "حدثنا مغيرة قال: قيل لإبراهيم: قتلَ الحجاج سعيد بن جبير، قال: يرحمه الله، ما ترك بعده خلف، قال: فسمع بذلك الشعبي فقال: هو بالأمس يعيبه بخروجه على الحجاج، ويقول اليوم هذا! فلما مات إبراهيم، قال الشعبي: ما ترك بعده خلف"، والله أعلم.[٦]

ممن روى عنهم إبراهيم النخعي

من المعروف أنَّ إبراهيم النخعي الصحابي الجليل كان راويًا من رواة حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، روى عن عدد من الرواة التابعين ولمْ يردْ أنَّه روى عن أحد من الصحابة المتأخرين الذي قابلهم في الكوفة مثل البراء وأبي جحيفة وعمرو بن حريث، أمَّا من روى عنهم التابعي إبراهيم النخعي فهم: الأسود بن يزيد النخعي وهو خال إبراهيم النخعي، وروى عن مسروق بن الأجدع وعن عمِّه علقمة بن قيس النخعي، وروى إبراهيم عن عبيدة بن عمرو السلماني وأبي زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي وخيثمة بن عبد الرحمن والربيع بن خثيم وأبي الشعثاء المحاربي وسهم بن منجاب وسويد بن غفلة وشريح القاضي وشريح بن أرطاة وأبي معمر عبد الله بن سخبرة وعبيد بن نضيلة وعمارة بن عمير وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود وأبي عبد الرحمن السلمي وخاله عبد الرحمن بن يزيد النخعي وهمام بن الحارث، ورى عن عابس بن ربيعة وعبد الرحمن بن بشر بن مسعود الأزرق ونهيك بن سنان وهني بن نويرة ويزيد بن أوس وأبي عبد الله الجدلي، والله تعالى أعلم.[٦]

ممن رووا عن إبراهيم النخعي

بعد الحديث عمن روى عنهم التابعي إبراهيم النخعي رحمه الله، جدير بالذكر إنَّه قد روى عن إبراهيم النخعي خلق كثير، ومنهم: الحكم بن عتيبة وروى عنه عمرو بن مرة الجملي وحماد بن أبي سليمان وسماك بن حرب والمغيرة بن مقسم وأبو معشر زياد بن كليب وأبو حصين عثمان بن عاصم ومنصور بن المعتمر وعبيدة بن معتب الضبي وإبراهيم بن مهاجر البجلي والحارث بن يزيد العكلي وسليمان بن مهران الأعمش وعبد الله بن عون وشباك الضبي وشعيب بن الحبحاب الأزدي وعطاء بن السائب وعبد الرحمن بن أبي الشعثاء المحاربي وعبد الله بن شبرمة وعلي بن مدرك وفضيل بن عمرو الفقيمي وهشام بن عائذ الأسدي وواصل بن حيان الأحدب وزبيد اليامي ومحمد بن خالد الضبي ومحمد بن سوقة ويزيد بن أبي زياد وأبو حمزة ميمون الأعور وعامر الشعبي، والحر بن مسكين والحسن بن عبيد الله النخعي وحكيم بن جبير والزبير بن عدي وأبو يعفور عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس وعبد الملك بن إياس الشيباني الأعور وأبو إسحاق السبيعي وأبو العنبس عمرو بن مروان النخعي وغالب أبو الهذيل، والله أعلم.[٣]

وفاة إبراهيم النخعي

في ختام الحديث عن الصحابي الجليل إبراهيم النخعي، لا بدَّ من المرور على وفاة هذا الصحابي الجليل، حيث ورد في سيرته أنَّه توفّي سنة ست وتسعين للهجرة وقيل خمس وتسعين للهجرة، وكان يبلغ من العمر تسعًا وأربعين سنة، وقيل إنَّه كان يبلغ من العمر ثمانية وخمسين عامًا، ولما وافته المنية قال رحمه الله: "وأي خطر أعظم مما أنا فيه إنما أتوقع رسولاً يأتي علي من ربي إما بالجنة، وإما بالنار، والله لوددتُ أنَّها تلجلج في حلقي إلى يوم القيامة"،[٧]وقد توفِّي -رحمه الله- في زمن خلافة الوليد بن عبد الملك، وقد قال ابن عون بعد وفاته إبراهيم النخعي: أتيت الشعبي بعد موت إبراهيم، فقال لي: أكنتُ فيمن شهد دفن إبراهيم؟ فالتويت عليه، فقال: والله ما ترك بعده مثله، قلت: بالكوفة؟ قال: لا بالكوفة ولا بالبصرة ولا بالشام، وفي روايةٍ قال أبو بكر بن شعيب بن الحبحاب عن أبيه: كنت فيمن دفن إبراهيم النخعي، فقال الشعبي: أدفنتم صاحبكم؟ قلت: نعم. قال: أَمَا إنَّه ما ترك أحدًا أعلم منه أو أفقه منه، قلت: ولا الحسن ولا ابن سيرين؟ قال: ولا الحسن، ولا ابن سيرين، ولا من أهل البصرة، ولا من أهل الكوفة، ولا من أهل الحجاز، وعن الشعبي -أيضًا- قال: "إبراهيم ميتًا أفقه منه حيًّا"، والله أعلم.[٤]

المراجع

  1. "سيرة التابعي إبراهيم النخعي"، www.alukah.net، 2020-05-07. بتصرّف.
  2. "ابراهيم النخعي"، www.marefa.org، 2020-05-07. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "إبراهيم بن يزيد النخعي"، ar.wikipedia.org، 2020-05-07. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "إبراهيم النخعي"، www.islamstory.com، 2020-05-07. بتصرّف.
  5. "إبراهيم بن يزيد النخعي"، www.wikiwand.com، 2020-05-07. بتصرّف.
  6. ^ أ ب "إبراهيم النخعي"، islamweb.net، 2020-05-07. بتصرّف.
  7. "كتاب وفيات الأعيان"، al-maktaba.org، 2020-05-07. بتصرّف.
3695 مشاهدة
للأعلى للسفل
×