نبذة عن الأعشى

كتابة:
نبذة عن الأعشى

شعراء المعلقات

المعلَّقات هي قصائد من الشعر الجاهليّ كتَبَها نخبة شعراء الجاهلية، وقد جاءت في سبب تسمية المعلقات بهذا الاسم روايات عدة، منها أنَّ هذه القصائد كانت تَعْلَقُ في ذهن قارئها لجمال معانيها وحسن صياغتها فُسمِّيت بالمعلقات، ومنها أن هذه القصائد كُتبتْ بماء الذهب وعُلِّقت على أستار الكعبة في الجاهلية، أمَّا شعراء المعلقات فهم: زهير بن أبي سلمى، الحارث بن حلزة اليشكري، امرؤ القيس، عمرو بن كلثوم، طرفة بن العبد، الأعشى، عنترة بن شداد، لبيد بن ربيعة، النابغة الذبياني، عبيد بن الأبرص، وفي هذا المقال سيتمُّ أخذ نبذة عن الأعشى صاحب معلَّقة من المعلقات العشر.

نبذة عن الأعشى

في نبذة عن الأعشى، هو ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، أمَّا لقبه بالأعشى فكان بسبب ضعفٍ في بصرِهِ، وكلمة الأعشى في اللغة تعني ضعيف النَّظر في الليل، ومن ألقابه أيضًا: أعشى قيس، الأعشى الكبير، صنَّاجة العرب، أما كنيته فكان الأعشى يُكنَّى بأبي بصير، ولد الأعشى في قرية المنفوحة في اليمامة عام 570 ميلادية، وأدرك الإسلام في حياته ولم يسلمْ، وقد عَمِيَ في أواخر حياته، والأعشى هو شاعر من شعراء الطبقة الأولى، فهو شاعر فحل وقليلون من هم في فحولته وعرامته الشعرية.[١]

اتّخذ الأعشى الشعر بابَ رزقٍ وسبيلًا لتحصيلِ الأموال؛ فقد وَفَدَ على الملوك والأشراف والأغنياء من العرب والفرس، فمدحهم ونال الأعطيات الكثيرة، وقد كان غزير الشعر، حتَّى أنَّ العرب لم تعرفْ قبل الأعشى شاعرًا أغزر منه، وكانت العرب كثيرًا ما تُغنّي قصائد الأعشى، حتَّى أطلق عليه لقب: صنَّاجة العرب، وقد قدَّمه بعض رواة الشعر على غيره من شعراء الجاهلية في الفحولة واعتبروه أشعر الناس، وقد قيل في أشعر الناس: "امرؤ القيسِ إذا ركب، والنَّابغة إذا رهب، وزهير بن أبي سلمى إذا رغب، والأعشى إذا طرب"، وقد توفِّي الأعشى -كما تشير الروايات- في قرية المنفوحة التي ولد فيها في اليمامة عام 629م، وهو ما يوافق عام 7 للهجرة.[١]

نشأة الأعشى

بعد ما جاء من نبذة عن الأعشى، جدير بالقول إنَّ المكان الذي عاش فيه الأعشى هو بلدة منفوحة في اليمامة، والتي هي اليوم قسم من مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية وفيها قبره، وقد كان الأعشى ينتمي إلى البكريين الذين كانوا يمتدون حتَّى البحرين والعراق، أمَّا بلاده فقد كانت وفيرة الماء، كثيرة المراعي والنخيل، وقد عاش فيها أوائل حياته، تتلمذ على يد خاله الشَّاعر المسيّب بن علس، ثمَّ خرج من بلدته نحو القرى المجاورة، وبسبب حاجته الماسة للمال، بدأ الأعشى يفد على الملوك ويمدحهم، فوفَدَ على ملوك فارس والغساسنة وعلى أشراف اليمن واليمامة ومدحهم، وقد قال الأصفهاني عن الأعشى في كتابه الأغاني: "الأعشى أوّل من سأل بشعره"، وإنَّما سؤاله كان بسبب حاجته للمال في حلِّهِ وارتِحالِهِ، والله أعلم.[٢]

نبذة عن معلقة الأعشى

معلقة الأعشى هي قصيدة مؤلفة من ستةٍ وستين بيتًا من الشعر، كتبها الأعشى على البحر البسيط، وهي قصيدة جاهلية من نخبة قصائد العرب في الجاهلية؛ فهي قصيدة حافلة بالصور والتشابيه والأوصاف، عرض فيها الأعشى مفاتن محبوبته وتحدَّث عن مجالس الشراب التي كان يرتادها في حياته، وهَجا فيها يزيد بن شيبان، وهذه صفة من صفات القصيدة الجاهلية وهي أن تتحدث القصيدة الواحدة في غير غرض شعريّ واحد، وفيما يأتي بعض أبيات معلقة الأعشى:[٣]

وَدِّع هُرَيرَةَ إِنَّ الرَكبَ مُرتَحِلُ

وَهَل تُطيقُ وَداعًا أَيُّها الرَجُلُ

غَرّاءُ فَرعاءُ مَصقولٌ عَوارِضُها

تَمشي الهُوَينا كَما يَمشي الوَجي الوَحِلُ

كَأَنَّ مِشيَتَها مِن بَيتِ جارَتِها

مَرُّ السَحابَةِ لا رَيثٌ وَلا عَجَلُ

تَسْمَعُ لِلحَليِ وَسواسًا إِذا اِنصَرَفَتْ

كَما اِستَعانَ بِريحٍ عِشرِقٌ زَجِلُ

لَيسَت كَمَن يَكرَهُ الجيرانُ طَلعَتَها

وَلا تَراها لِسِرِّ الجارِ تَختَتِلُ

يَكادُ يَصرَعُها لَولا تَشَدُّدُها

إِذا تَقومُ إِلى جاراتِها الكَسَلُ

شعر الأعشى

في ختام ما ورد من نبذة عن الأعشى ميمون بن قيس، لا بدَّ من المرور ببعض قصائد صنّاجة العرب، حتَّى تتشكَّل ملامح هذا الشاعر الكبير، فشِعرُ الشاعر وسيلة لإلقاء نظرةٍ على شخصيَّتِهِ ونفسيتِهِ وطباعِهِ، وفيما يأتي بعض قصائد الأعشى التي رواها الرُّواة جيلًا وراء جيل وَراوٍ بعد راوٍ:

  • يقول الأعشى في إحدى قصائده:[٤]

هُرَيرَةَ وَدَّعها وَإِن لامَ لائِمُ

غَداةَ غَدٍ أَم أَنتَ لِلبَينِ واجِمُ

لَقَد كانَ في حَولٍ ثَواءٍ ثَوَيتَهُ

تَقَضّي لُباناتٍ وَيَسأَمُ سائِمُ

ومُبَتَّلَةٌ هَيفاءُ رَودٌ شَبابُها

لَها مُقلَتا رِئمٍ وَأَسوَدُ فاحِمُ

وَوَجهٌ نَقِيُّ اللَونِ صافٍ يَزينُهُ

مَعَ الحَليِ لَبّاتٌ لَها وَمَعاصِمُ

وَتَضحَكُ عَن غُرِّ الثَنايا كَأَنَّهُ

ذُرى أُقحُوانٍ نَبتُهُ مُتَناعِمُ
  • ويقول الأعشى أيضًا:[٥]

كَفَى بِالّذِي تُولِينَهُ لَوْ تَجَنّبَا

شفاءً لسقمٍ، بعدما عاد أشيبا

على أنّها كانتْ تأوِّل ُحبَّها

تأوُّلَ ربعيّ السَّقابِ، فأصحبا

فَتَمّ عَلى مَعْشُوقَةٍ، لا يَزِيدُهَا

إليهِ، بلاءُ الشّوقِ، إلا تحبُّبا

وَإني امْرُؤٌ قَدْ باتَ هَمّي قَرِيبَتي

تَأوّبَني عِنْدَ الفِرَاشِ تأوّبَا
  • ويقول أيضًا: [٦]

بانَت سُعادُ وَأَمسى حَبلُها رابا

وَأَحدَثَ النَأيُ لي شَوقًا وَأَوصابا

وَأَجمَعَتْ صُرمَنا سُعدى وَهِجرَتَنا

لَمّا رَأَت أَنَّ رَأسي اليَومَ قَد شابا

أَيّامَ تَجلو لَنا عَن بارِدٍ رَتِلٍ

تَخالُ نَكهَتَها بِاللَيلِ سُيّابا
  • ومن شعر الأعشى قوله:[٧]

أَلَم تَنهَ نَفسَكَ عَمّا بِها

بَلى عادَها بَعضُ أَطرابِها

لِجارَتِنا إِذ رَأَت لِمَّتي

تَقولُ لَكَ الوَيلُ أَنّى بِها

فَإِن تَعهَديني وَلي لِمَّةٌ

فَإِنَّ الحَوادِثَ أَلوى بِها

وَقَبلَكِ ساعَيتُ في رَبرَبٍ

إِذا نامَ سامِرُ رُقّابِها

المراجع

  1. ^ أ ب "أعشى قيس"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-07-2019. بتصرّف.
  2. "الأعشى"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-07-2019. بتصرّف.
  3. "معلقة الأعشى"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-07-2019. بتصرّف.
  4. "هريرة ودعها وإن لام لائم"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-07-2019.
  5. "كَفَى بِالّذِي تُولِينَهُ لَوْ تَجَنّبَا"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-07-2019.
  6. "بانت سعاد وأمسى حبلها رابا"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-07-2019.
  7. " ألم تنه نفسك عما بها"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-07-2019.
6364 مشاهدة
للأعلى للسفل
×