نبذة عن الإمام الزركشي

كتابة:
نبذة عن الإمام الزركشي

الإمام الزركشي

الإمام الزركشي هو محمد بن عبد الله بن بهادر بن عبد الله الزركشي، يُكنَّى بأبي عبد الله بدر الدين، وهو مصري ولد في مصر وفيها توفِّي أيضًا، ولد الإمام بدر الدين الزركشي في مصر في عام 745 للهجرة، وفيها تعلَّم وأخذ عن عدد من مشايخها، أبرزهم: جمال الدين الأسنوي، وسراج الدين البلقيني، وقد ارتحل الزركشي إلى حلب وفيها تتلمذ على يد الشيخ شهاب الدين الأذرعي، كما سافر إلى دمشق سعيًا وراء العلم، وقد كان الإمام الزركشي فقيهًا من فقهاء الإسلام، أصوليًا أديبًا تقيًّا ورعًا، اشتغل بالفقه وبأصول الدين وبعلوم الحديث والقرآن الكريم، وألَّف في هذه العلوم أكثر من ثلاثين مؤلفًا، قبل أن توافيه المنية في مصر في عام 794 للهجرة، وفيما يأتي سيتم الحديث عن الإمام الزركشي من نواحٍ عدَّة.[١]

مولد ونشأة الإمام الزركشي

لقد اتَّفقت المصادر التاريخية التي تحدَّثت عن حياة الإمام بدر الدين الزركشي على أنَّ مولد الزركشي كان في مصر في عام 745 للهجرة، وهو العام الذي يوافق عام 1344 ميلادية، قال الحافظ بن حجر العسقلاني في كتابه إنباء الغمر: "ولد بعد الأربعين ثم رأيت بخطه سنة خمس وأربعين وسبعمائة للهجرة"، أمَّا نسأته فقد نشأ الزركشي في أسرة غير مشهور في المحيط الاجتماعي الخاص بها، فقد كانت أسرته بسيطة ووالده كان مملوكًا لأحد الأسياد، وهذه الحياة البسيطة التي نشأ فيها الزركشي كان لها أثرٌ بالغ في نبوغه وظهوره، وقد عمل الزركشي مع والده الذي كان يعمل في صناعة الزَرْكش، وصناعة الزركش تعني التطريز بالذَّهب، وقد زاول الزركشي هذه المهنة سعيًا منه لتخفيف شيء من تعب الحياة وفقرها وضيقها الذي كان يعصف بعائلته، ولكنَّ مشيئة الله تعالى دفعت الإمام الزركشي إلى العلم، فالتحق بأماكن اجتماع العلماء في مصر وترك صنعة والده، وشغل نفسه بطلب العلم ليصبح فيما بعد أحد أهم وأبرز علماء عصره.[٢]

حياة الإمام الزركشي

بعد الحديث عن مولد ونشأة الإمام الزركشي، جدير بالقول إنَّ حياة الإمام الزركشي كانت حافلة بالعلم والمعرفة، وكانت مليئة بالسفر والترحال في سبيل تحصيل العلم وأخذه من خيرة أهله، حيث لم يبقَ الإمام أبو عبد الله بدر الدين الزركشي في مصر حيث ولد، بل خرج أولًا إلى حلب وفيها أخذ عن الشيخ شهاب الدين الأذرعي كما أخذ عن أشهر علماء حلب أيضًا، وسافر الإمام الزركشي إلى دمشق أيضًا وفي دمشق سمع وأخذ عن خيرة شيوخها وأبرز علمائها،[٣]وقد اهتم الزركشي بالتصنيف اهتمامًا كبيرًا، فكتب بخط يده مؤلفات كثيرة طيلة حياته، كما أنَّ هذه المؤلفات تنوَّعت واختلفت بين علوم الشريعة الإسلامية، فألف في علم الحديث وفي أصول الفقه الإسلامي وفي السيرة النبوية وألَّف في علوم القرآن والتفسير أيضًا، فكانت حياته من أولها لآخرها موغلة في العلم وقائمة على التصنيف والتأليف، قبل أن توافيه المنية في الثالث من شهر رجب من عام 794 للهجرة.[٤]

مؤلفات الإمام الزركشي

على الرغم من أنَّ الإمام الزركشي لم يبلغ الخمسين عامًا في حياته إلَّا أنَّه ترك مجموعة من المؤلفات القيِّمة التي زادت عن ستين مؤلفًا، تناول فيها مختلف علوم الإسلام وعلوم اللغة العربية أيضًا، فكتب في النحو والسيرة والأدب والتاريخ والمنطق والتفسير والحديث والفقه والتوحيد وغيرها، ولعلَّ أهم كتبه كتاب "البرهان في علوم القرآن" والذي يُعدُّ أشهر مؤلفات الإمام الزركشي على الإطلاق، وفيما يأتي أبرز مؤلفات الإمام الزركشي:[٥]

  • في التفسير وعلوم القرآن الكريم ألَّف ما يأتي:
    • كتاب البرهان في علوم القرآن.
    • كتاب تفسير القرآن الكريم، وصل فيه إلى سورة مريم.
    • رسالة بعنوان كشف المعاني في الكلام على قوله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ}[٦].
    • كتاب النكت على البخاري.
    • كتاب الذَّهب الإبريز في تخريج أحاديث الرافعي المسمى فتح العزيز.
    • كتاب المعتبر في تخريج أحاديث المنهاج والمختصر.
    • كتاب اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة أو التذكرة في الأحاديث المشتهرة.
    • كتاب شرح الجامع الصحيح، هو الشرح الكبير المسمى "الفصيح في شرح صحيح البخاري".
    • كتاب التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح.
    • كتاب شرح الأربعين النووية.
    • كتاب شرح عمدة الأحكام لعبد الغني المقدسي ويسمى: "النكت على العمدة في الأحكام".
    • كتاب النُّكت على مقدمة ابن الصلاح.
    • كتاب المختصر في الحديث أو الضَّوَابِطُ السَنِيَّةُ في الرَّوابطِ السُّـنِّيـََّة.
    • كتاب الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة.
    • كتاب نثر الدرر في أحاديث خير البشر.
    • كتاب خادم الرافعي والروضة في الفروع.
    • كتاب بداية المحتاج شرح المنهاج.
    • كتاب تكملة شرح المنهاج.
    • كتاب الدرر على المنهاج.
    • كتاب مختصر شرح المنهاج
    • كتاب الديباج شرح المنهاج، هو شرح على منهاج الطالبين للإمام النووي.
    • كتاب شرح التنبيه للشيرازي في فروع المذهب الشافعي.
    • كتاب المنثور في القواعد.
    • كتاب إعلام الساجد بأحكام المساجد.
    • كتاب سلاسل الذهب في الأصول.
    • كتاب البحر المحيط في أصول الفقه.
    • كتاب التذكرة النحوية.
    • كتاب لقطة العجلان وبلة الظمآن.
  • ألَّف في الأدب أيضًا ما يأتي:
    • كتاب تجلي الأفراح في شرح تلخيص المفتاح.
    • كتاب ربيع الغزلان.
    • كتاب خلاصة الفنون الأربعة
    • كتاب عمل من طَبّ لمن حب.

وفاة الإمام الزركشي

بعد سنوات قضاها في طلب العلم وفي التصنيف والتأليف، توفِّي الإمام العلم محمد بن عبدالله بن بهادر الزركشي في يوم الأحد الموافق للثالث من شهر رجب من عام 794 للهجرة، وكان قد بلغ من العمر تسعة وأربعين عامًا، وكانت وفاته في مصر في القاهرة ودُفن في القرافة الصغرى الواقعة قرب تربة الأمير بكتمر الساقي، وعلى الرغم من عمره القصير الذي عاشه، إلَّا أنَّه ترك وراءه نتاجًا فكريًا علميًا عظيمًا لم يزل يتدارسه أهل العلم وينهلون مما جاء فيه من علوم ومعارف، والله تعالى أعلم.[٢]

المراجع

  1. "نبذة عن الإمام الزركشي"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-01. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "الإمام الزركشي (اسمه، كنيته، لقبه، مولده، نشأته، وفاته)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-01. بتصرّف.
  3. "بدر الدين الزركشي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-01. بتصرّف.
  4. "الزركشي، بدر الدين"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-01. بتصرّف.
  5. "مؤلفات الإمام الزركشي"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-01. بتصرّف.
  6. سورة القصص، آية:14
4715 مشاهدة
للأعلى للسفل
×