الصحابة
إنّ للصحابة -رضوان الله عليهم- مكانةٌ عظيمةٌ في الدين الإسلامي، فهم صفوة الخلق بعد الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، وهم خير أمةٍ أخرجت للناس، وقرنهم خير القرون، أثنى الله تعالى عليهم، في القرآن الكريم وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، فقال الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}،[١] أما من السنة النبوية فما رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أنّ أحدكم أنفق مثل أُحُد ذهباً ما أدرك مدَّ أحدهم ولا نصيفه"،[٢] ولذا كان معرفة قدر الصحابة وما لهم من منزلةٍ عظيمةٍ من أولى المهمات التي تتعلق بصلاح عقيدة المسلم، واستقامة دينه، لذا كان العلماء يؤكدون في كتب العقائد على مكانة ومنزلة الصحابة ودورهم في الدعوة ونشر الإسلام، وضرورة الدفاع عنهم وعن أعراضهم.[٣] وفي هذا المقال سيتم الحديث عن أحد الصحابة رضوان الله عليهم، ممن كان له أثرٌ واضحٌ، ومواقف مشرفة في التاريخ الإسلامي، حيث سيتناول المقال نبذةً عن الصحابي سعد بن معاذ رضي الله عنه.
الصحابي سعد بن معاذ
للصحابي الجليل سعد بن معاذ سيرة عطرة، مليئة بالأحداث، وفيما يأتي نبذةٌ عن الصحابي سعد بن معاذ، من نسبه وصفاته، وجهاده، ووفاته، فهو: سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس الأنصاري الأشهلي، أمه كبشة بنت رافع بن عبيد بن ثعلبة رضي الله عنها، زوجته هند بنت سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصارية، أما أولاده؛ فعبد الله وعمرو، وبه يُكنّى، كان رضي الله عنه من أطول الناس قامةً، أبيض البشرة، حسن اللحية، كان سيداً في قومه ورئيساً للأوس، وزعيماً لقبيلة بني عبد الأشهل، أسلم رضي الله عنه قبل الهجرة النبوية بعام، على يد الصحابي الجليل مصعب بن عمير رضي الله عنه، وكان عمره حينها واحد وثلاثين عاماً، كان رضي الله عنه شديد الغيرة على محارمه، محباً لأهله وقومه، ناصراً لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، كان حكمه موافقاً لحكم الله تعالى في بني قريظة،[٤] شهد رضي الله عنه غزوة بدرٍ، وأُحد، والخندق، وأصيب يوم الخندق بسهم، عاش بعدها شهراً ثم مات شهيداً على إثره، وقد كان ذلك في السنة الخامسة من الهجرة النبوية، وكان عمره رضي الله عنه سبع وثلاثون عاماً، ودفن رضي الله عنه في البقيع.[٥]
فضائل سعد بن معاذ
بعد عرض نبذة عن الصحابي سعد بن معاذ، لا بد من التعرف على بعض من فضائله رضي الله عنه؛ فهوالصحابي الذي اهتز عرش الرحمن لموته، وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَمَنَادِيلُ سَعْدٍ في الجَنَّةِ خَيْرٌ منها"،[٦] وهو الصحابي الذي استبشر لموته أهل السماء، ونزل سبعون ألف ملك لم يطئوا الأرض من قبل ليشهدوا جنازته، قالت عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: ما كان أحدًا أشد فقدًا على المسلمين بعد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وصاحبيه من سعد.[٧]
المراجع
- ↑ سورة التوبة، آية: 100.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2540، صحيح.
- ↑ "الصحابة.. مكانتهم.. وحكم من سبهم"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "سعد بن معاذ"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "نبذة عن سعد بن معاذ"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم: 6640، صحيح.
- ↑ "تأملات في سيرة الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.