نبذة عن العلامة عبد الكريم زيدان

كتابة:
نبذة عن العلامة عبد الكريم زيدان

عبد الكريم زيدان

يعدُّ العلامة والشيخ عبد الكريم بن زيدان بن بيج العاني أحد أهمِّ العلماء والفقهاء في العالم الإسلامي خلال القرن العشرين، فقد كان فقيهًا عراقيًّا وأحدَ الأعلام البارزين من علماء أهل السنة والجماعة في العراق، وواحدًا من أهم العلماء في أصول الفقه والشريعة الإسلامية، ولا بدَّ من الإشارة إلى أنَّه كان المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في العراق،[١] كما شغل وظيفةَ وزير أوقاف العراق سابقًا في عام 1968م بالإضافة إلى عدد كبير من المناصب التعليمية والعملية التي شغلها طوال فترة حياته في العراق وفي خارج العراق، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول العلامة عبد الكريم زيدان وحول مولده ونشأته وحياته وأهم مؤلفاته.[٢]

سيرة العلامة عبد الكريم زيدان

لقد كان العلامة عبد الكريم زيدان عالمًا جليلًا من العلماء المجاهدين والمجتهدين، نذرَ نفسه وحياته للعلم واتَّخذه لهداية الأجيال إلى طريق الحق، وحاولَ أن يؤدي الأمانة التي ألقيت على عاتقه كعالم كبير بكل صبر وصدق، ويعدُّ واحدًا من بقية جيل العلماء الكبار، فقد قضى حياته كلها في التعليم والتدريس والتربية والتأليف، كما عُرف بإسهاماته الكبيرة العلمية، ولا بدَّ من المرور على مختلف مفاصل حياته فيما يأتي:[٣]

مولد ونشأة العلامة عبد الكريم زيدان

في بداية الحديث عن العلامة عبد الكريم زيدان يجدر بالذكر الإشارة إلى مولده ونشأته، فقد ولدَ العالم الجليل في مدينة بغداد في عام 1917م، ونشأ فيها وتعلَّم في مدارسها، حيثُ تدرَّج في سلَّم العلم شيئًا فشيئًا، بداية في تعلُّم القرآن الكريم في مكاتب تعليم القرآن الكريم الأهلية، ثمَّ انتقل لإكمال مرحلة دراسته الأولية في بغداد نفسها، وكان يتقلى العلوم بطريقتين مختلفتين معًا، وهما الطريقة الأكاديمية في المدارس والجامعات، والطريقة التقليدية التي من خلالها ينهل العلم من الأساتذة والمشايخ العراقيين والمصريين ومن أهمهم: الشيخ عبد القادر الخطيب والشيخ أمجد الزهاوي، الشيخ محمد محمود الصواف والشيخ نجم الدين الواعظ والشيخ حسن مأمون والشيخ محمد أبو زهرة وغيرهم، بعد ذلك دخل إلى دار المعلمين الابتدائية في بغداد، وبعد أن تخرَّج منها صار معلمًا يمارس مهنة التدريس في المدارس الابتدائية.[٤]

حياة العلامة عبد الكريم زيدان

بعد أن بدأ العلامة عبد الكريم في مزاولة مهنة التدريس في المدارس الابتدائية لم يتوقَّف عند ذلك الحدِّ من العلم، بل كانت تلك البداية التي انطلق منها وأوَّل درجة يخطوها في طريق العلم، فالتحقَ بكلية الحقوق في كلية الحقوق في جامعة بغداد، وبعد أن تخرَّج منها تمَّ تعيينه مديرًا لثانوية النجيبية الدينية، بعد ذلك دخل إلى معهد الشريعة الإسلامية في جامعة القاهرة وحصل فيها على شهادة الماجستير وكان تقديره ممتاز، وفي عام 1962م حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة القاهرة وبمرتبة الشرف الأولى، وخلال حياته الطويلة شغلَ الشيخ عبد الكريم زيدان العديد من المناصب منها ما كان في مجال التعليم ومنها في المجال العملي، ومن أهمِّ تلك المناصب:[٤]

  • أستاذ الشريعة الإسلامية ورئيس قسمها في كلية الحقوق بجامعة بغداد سابقًا.
  • أستاذ الشريعة ورئيس قسم الدين بكلية الآداب بجامعة بغداد سابقًا.
  • أستاذ الشريعة بكلية الدراسات الإسلامية وعميدها سابقًا.
  • أستاذ الشريعة الإسلامية في قسم الدراسات الإسلامية ودراسة الماجستير والدكتوراه في جامعة صنعاء حتى وفاته.
  • أستاذ في جامعة بغداد فكان أحد الأستاذة المتمرسين.
  • أستاذ في قسم الفقه وأصوله في جامع الإيمان في مدينة صنعاء في اليمن.

كما كان الشيخ عبد الكريم زيدان عضوًا في العديد من المجمعات العلمية الإسلامية أهمها: مجلس علماء الجامعة الإسلامية منذ سبعينيات القرن الماضي، مجلس المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي منذ عام 2000م، مجلس المجمع الفقهي الإسلامي في جامعة الإيمان بصنعاء، وقد كان له مكانة علمية كبيرة، حيثُ وصفته هيئة العلماء المسلمين بأنَّه كان واحدًا من رموز العلم والفكر في العالم الإسلامي، وأكدت على أنَّه كان أحد الحماة والمدافعين عن حقوق الأمة الإسلامية وقضاياها العادلة كما كان حريصًا على وحدة بلده العراق شعبًا وأرضًا، وفي السابع والعشرين من يناير من عام 2014م توفي الشيخ الجليل عن عمر يناهز 97 عامًا في مدينة صنعاء، ونٌقِل جثمانه إلى مسقط رأسه بغداد[٤]

أهم أعمال العلامة عبد الكريم زيدان

ترك العلامة عبد الكريم زيدان وراءه عددًا كبيرًا من المؤلفات التي أثرَت المكتبة الإسلامية، فقد كان فقيهًا وحقوقيًّا وقانونيًّا وسياسيًّا وداعيةً عالمًا وعاملًا في ذات الوقت، وقد جمع بين مقتضيات العصر وأحكام الشرع، فارتبط بالأصل دون أن يهجر العصر، وكأنَّه كان ينظر بعينٍ على النصوص الشرعية وبالعين الأخرى على تغيُّر الواقع وتطوره، فكانت أعماله ومؤلفاته العلمية حيةً ونافعةً وخالدةً، ينتفع منها الفقهاء والأصوليون والقانونيون والدعاة والسياسيون وغيرهم، وتميَّزت مؤلفاته بالتأصيل الشرعي والعمق العلمي واتباع منهجية راسخة بتناول عميق ووعي ثاقب بالواقع، كما استطاع أن يلائم بين الشرع والواقع بما لا يخالف الأصول أبدًا ولا الكليات، وسيتمُّ ذكر أهم مؤلفاته فيما يأتي:[٥]

  • أحكام الذميين والمستأمنين في دار الإسلام.
  • المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية.
  • الكفالة والحوالة في الفقه المقارن.
  • أصول الدعوة.
  • الفرد والدولة في الشريعة.
  • المفصل في أحكام المرأة وبيت المسلم في الشريعة الإسلامية.
  • الوجيز في شرح القواعد الفقهية في الشريعة الإسلامية.
  • الشرح العراقي للأصول العشرين.
  • نظرات في الشريعة الإسلامية.
  • أثر القصود في التصرفات والعقود.
  • اللقطة وأحكامها في الشريعة الإسلامية.
  • أحكام اللقيط في الشريعة الإسلامية.
  • حالة الضرورة في الشريعة الإسلامية.
  • الشريعة الإسلامية والقانون الدولي العام.
  • الاختلاف في الشريعة الإسلامية.
  • عقيدة القضاء والقدر وآثرها في سلوك الفرد.
  • العقوبة في الشريعة الإسلامية.
  • حقوق الأفراد في دار الإسلام.
  • القيود الواردة على الملكية الفردية للمصلحة العامة في الشريعة الإسلامية.
  • نظام القضاء في الشريعة الإسلامية.
  • موقف الشريعة الإسلامية من الرق.
  • النية المجردة في الشريعة الإسلامية
  • مسائل الرضاع في الشريعة الإسلامية.

المراجع

  1. "عبد الكريم زيدان"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-13. بتصرّف.
  2. "عبد الكريم زيدان"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-13. بتصرّف.
  3. "علامة العراق ( د. عبدالكريم زيدان ) حياته وآثاره"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-13. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت "عبد الكريم زيدان"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-13. بتصرّف.
  5. "في رحيل العلامة عبد الكريم زيدان العالم الرباني"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-13. بتصرّف.
3316 مشاهدة
للأعلى للسفل
×