نبذة عن باولو كويلو

باولو كويلو

يعدّ باولو كويلو من الروائيّين العالميّين المشهورين شهرةً كبيرة، وهو روائيّ وقاصّ برازيليّ الأصل من مواليد عام1947 للميلاد، ولعلّ الشهرة الكبيرة التي يحظى بها الكاتب البرازيلي باولو كويلو تعود إلى اهتمامه بالتأليف، لا سيّما تأليف القصص التي تحمل معانيَ روحيّة، وتسرد مشاكلَ شخصيّة من الممكن أن تحدث مع أيّ شخص، مُرتكِزًا في هذا السرد على أحداث واقعيّة، وهو في تأليفِه لهذه الأحداث وإن كان يختار شخصيات لها مواهب فريدة إلا أنّها من الممكن أن تكون موجودة في أيّ شخصية في الحياة، وكثيرًا ما يستندُ إلى أحداث تاريخيّة في سرده لأحداث قصصه ورواياته، عُيّن باولو كويلو رسولًا للسلام في الأمم المتحدة عام 2007 للميلاد، إضافة إلى أنّه مستشار اليونسكو للتّبادل الحضاريّ والروحيّ، وهو عضو الأكاديمية الأدبية البرازيلية، وعضو المجمع اللغوي البرازيلي، وكلّ هذه المناصب المهمة والحسّاسة التي يشغلها إن كانت تدلّ على شيء، فهي تدلّ عى شهرتِه وذيوع اسمه في كلّ مكان في العالم.^[١]

حياة باولو كويلو

إنّ الاطّلاع على حياة باولو كويلو وتفاصيلها وما مرّ به من مشاكلَ وصعوباتٍ ربّما يوضّح السّبب وراء شغفِه بكتابة القصص ذات المعاني الروحيّة، وسرد الأحداث الواقعيّة القريبة من حياة كل إنسان، وُلد باولو كويلو في مدينة ريو دي جانيرو، وتلقّى تعليمه في مدارس اليَسوعيّين، وتربّى بين والديه الكاثوليكيين الورعين، ولقد كانت فترة طفولته ومراهقته مملوءة بالمَشاقّ والمصاعب، وأوّل صعوبة واجهها كانت من أقرب الناس إليه وهم أهله؛ إذ إنّهم لم يشجعوه على تحقيق حُلمه بأن يصبح كاتبًا وروائيًا؛ وذلك لأن هذا الحلم من وجهة نظرهم لا مستقبل له في البرازيل، ومراهقة باولو كويلو وما كان فيها من تمرد أجبرت أهله أن يرسلوه لمشفى الأمراض النفسية وهو في السابعة عشرة من عمره، ولكنه وضّح في ما بعد أنه لم يكره أهله أو يحقد عليهم بل على العكس سامحهم والتمس لهم العذر بأن محبتهم له هي التي دفعتهم لهذا؛ ولأنّهم يحبونه أرادوا أن يغيّروه إلى الأفضل والأرقى.^[٢]

وبعدها التحق بكلية الحقوق ثمّ عانى من إدمان الكحول والمخدرات، ولكنّه تمكّن من التخلّص من هذه المعضلة، وقبل أن يتفرّغ للكتابة والتأليف عمل في مجالات متعدّدة منها الإخراج المسرحي والتمثيل، إضافة إلى عمله في تأليف كلمات الأغاني، وفي الصحافة أيضًا، وقد كتب باولو كويلو كلمات الأغاني لمجموعة من المطربين البرازيليلن وهي بحدود الستين أغنية أو تزيد، ودفعه نهمه في التعرف إلى عالم الروحانيات إلى الالتحاق بالهيبين وما في حياتهم من حب للطبيعة وتمرد سياسي، وهم فئة لها معتقداتها الغريبة وهذه الجماعة هي التي كانت سببًا لإدمان كويلو على المخدرات والجنس وغيرها من الأمور السيئة، وتمردهم السياسي هو ما جلعه يدخل السجن ثلاث مرات ويتعرض للتعذيب بسبب نشاطاته السياسية المتمردة، وبسببب كلمات الأغاني التي كان فيها احتجاج على نظام الحكم البرازيلي، وهو متزوّج من الفنانة كريستينا أويتيسيكا منذ عام 1980 ويعيش في منزل ريفي في فرنسا، وقد أسّس مركزًا خيريًّا لمساعدة الأطفال والمسنين.^[٢]

إنجازات باولو كويلو

اسم باولو كويلو عندما يُذكر تُذكر معه أعماله الأدبية وإنجازاته المميزة في مجال القصة والرواية، إلا أنه من الجدير بالذكر أن كويلو له العديد من الإنجازات في مجالات متعددة غير الأدب والكتابة والرواية، فقد عمل بالتمثيل والإخراج المسرحي، ولكن واحدًا من الإنجازات العظيمة والتي كانت السبب في شهرته وتحوله إلى الكتابة والرواية هو ذهابه في رحلة غريبة إلى إسبانيا، وهو بعُمر السّادسة والثّلاثين، وسبب غرابة هذه الرّحلة أنّه مشى ما يُقارب 500 ميل سيرًا على الأقدام، وهذا المَسير كان على طريق مشهور في تلك الآوِنة بأنّه طريق للحجّ الكاثوليكيّ، وهذا المسير الشاقّ هو الذي أيقظَ في روح كويلو مشاعر دينية تأجّجت في داخله ونتج عنها كتابة قصّة، ووضع لها عنوانًا وهو "الحجّ" وقد كتبها بلغته الأمّ وهي البرتغاليّة، وسرَدَ فيها أحداثًا واقعيّة جرَت معه في رحلته، وبعد أن كتب هذا القصة تخلى عن كلّ الأعمال الأخرى التي كان يزاولها وفرّغ وقته كلّه لتأليفِ القصص والرّوايات باحتراف.^[٣]

وفي عام 1978 ألف رواية الخيميائي، والتي أنهى تأليفها خلال أسبوعين، وذهب ليطبعها في دار نشر ولم يتحمّس لها صاحب دار النّشر كثيرًا، ولذلك لم يطبع منها عددًا كبيرًا من النسخ ظنًا منه أنها لن تكون ذات أهمية، وبالفعل لم تلق الرواية هذا الرواج الكبير في بداياتها ولم يُلفت إليها الانتباه كثيرًا إلا بعد أن تُرجِمت إلى الفرنسيّة فصارت الرواية من أكثر الكتب مبيعًا، وبعدها تلاحقت الترجمات المختلفة لهذه الرواية، وازدادات مبيعاتها إذ زادت مبيعاتها عن 35 مليون نسخة من الرواية، وصارت من أشهر الروايات العالمية، ونافست الكثير من الأعمال العالمية الشهيرة، وكانت مصدر إلهام لكثير من المشاهير مثل مادونا وويل سميث، واعترف مجموعة من المشاهير أن هذا الكتاب هو من أهم أسباب تغيير حياتهم، وبعدها تابع كويلو نشر الكتب بمعدل كتاب كل سنتين، إلى أن وصلت مؤلّفاته إلى ثلاثين كتابًا، وقد تُرجمت أعماله إلى إحدى وثمانين لغة مختلفة في العالم، وهو من الكتّاب النادرين الذين تُرجمت أعمالهم وهم ما زالوا على قيد الحياة.^[٣]

أشهر مؤلفات باولو كويلو

مع أنّ اسم باولو كويلو أصبح مرتبطًا أشدّ الارتباط بروايته الشهيرة الخيميائي حتى أنّه صارت أغلفة الكتب الأخرى له يُطبع عليها اسمه مع عبارة "مؤلف الرائعة العالمية الخيميائي"، إلا أنّ هذا لا يعني أنه لم يؤلف غيرها، بل على العكس ألف الكثير من الأعمال الأدبية التي كانت لها أهميتها وقيمتها لدى قرائه ومتابعيه، ومن غرائب باولو كويلو أنه لا يبدأ بالتأليف كل سنتين إلا عندما يرى الريشة البيضاء في كانون الثاني من السنة الفريدة وهي من طقوسه للكتابة، ومن أشهر المؤلفات التي كتبها الروائي باولو كويلو:^[٤]

• رواية الخيميائي.
• رواية إحدى عشرة دقيقة.
• رواية ألِف.
• رواية مكتوب.
• رواية فيرونيكا تقرر أن تموت.
• رواية الشيطان والآنسة بيريم.
• رواية الرابح يبقى وحيدًا.
• رواية الزانية.
• رواية الزَّهير.
• رواية مخطوطة وُجدت في عكرا.
• رواية على نهر بييدرا هناك جلست فبكيت.
• رواية بريدا.
• رواية الجبل الخامس.
• رواية الجاسوسة.
• رواية ساحرة بورتوبيللو.
• رواية حاج كومبوستيلا.
• رواية أوراق محارب الضوء.
• النهر الذي يجري "نصوص".
• رواية فتيات فالكيري لقاء الملائكة.
• رواية محارب النور.
• رواية هيبي.

اقتباسات باولو كويلو

إنّ الأعمال الأدبية التي قدمها باولو كويلو فيها الكثير من الروحانيات التي كان لها الأثر الكبير على القراء، وباعتراف منهم أنها أثرت كثيرًا في حياتهم وغيرتهم نحو الأفضل، وغيرت من طريقة تفكيرهم بخلاف رأي النقاد الذين حاربوا الكثير من كتابات باولو كويلو إلا أنه لم يهتم كثيرًا بالنقد الأدبي الموجه إليه؛ لأنه كان يرى أنّ ما يكتبه يكتبه لنفسه ولا يعنيه إن أعجب كل القراء بما يكتب أم لم يُعجبوا، وما وصل إليه باولو كويلو من شهرة يثير فضول الناس ليطلعوا ولو على بعض العبارات وكيفية عرضه لها في رواياته بأسلوبه الخاصّ والمميز، ومن هذه الاقتباسات:^[٣]

•  إنّ الخيانة هي الضّربة التي لم نكن نتوقعها. إذا كنت تعرف قلبك جيدًا فلن يقدم إطلاقًا على مفاجأتك على هذا النّحو؛ لأنك تدرك أحلامه ورغباته وتعرف كيف تهتم بها، لا أحد يستطيع الهروب من قلبه لذلك ينبغي الإصغاء إلى ما يقوله؛ لئلا يتمكّن من توجيه ضربته إليك من حيث لا تدري.^[٥]
• يستطيع الأطفال تعليم الكبار ثلاثة أمور؛ السعادة من دون سبب، والانشغال دومًا، والطلب بكل قوته لكل شيء يريده.^[٦]
• لكل لون غايته، برغم أن الناس قد يعتقدون أنه يتم انتقاؤه عشوائيًا فالأبيض يعنى الطهارة والكمال، الأسود يرهب، الأحمر يصدم ويشل، الأصفر يسترعى الانتباه، الأخضر يهدئ كل شيء ويعطى إشارة الانطلاق، الأزرق يسكن، البرتقالى يربك.^[٧]
• السلطة المُطلقة تعنى عبودية مطلقة. وعندما تصل إلى هذا الحد، لا تعود تريد التخلي عن الأمر. فثمة دومًا جبل جديد يجب تسلقه. ويوجد دومًا منافس يجب إقناعه أو سحقه.^[٧]
• إنّ الروح تتعذب، وتتعذب كثيرًا، عندما نجبرها على العيش على نحو سطحي، الرّوح تحبّ كلّ ما هو جميل وعميق.^[٧]
• كلّ شخص يعرف كيف يتوجب على الآخرين إدارة حياتهم ، لكن لا أحد يعرف عن حياته هو.^[٨]
•  كل كائن على هذه الأرض يؤدّي دورًا أساسيًا في كتابة تاريخ هذا الكون، وهو بصورة طبيعيّة لا يُدرك شيئًا من هذا الواقع.^[٩]
• فأيّا كنت مهمًا كان ما تفعله، فإنّك عندما تريد شيئًا بإخلاص، تولد هذه الرّغبة في روح العالم. تلك هي رسالتك على الأرض.^[١٠]

المراجع

1. ↑ "باولو كويلو"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-06. بتصرّف.
2. ^ ^{أ ب} "من هو باولو كويللو "، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-06. بتصرّف.
3. ^ ^{أ ب ت} "باولو كويلو"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-06. بتصرّف.
4. ↑ "باولو كويلو"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-06. بتصرّف.
5. ↑ "باولو كويلو"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-06. بتصرّف.
6. ↑ "باولو كويلو"، ar.wikiquote.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-06. بتصرّف.
7. ^ ^{أ ب ت} "الرابح يبقى وحيدا"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-06. بتصرّف.
8. ↑ "باولو كويلو"، ar.wikiquote.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-06.
9. ↑ "باولو كويلو"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-06.
10. ↑ "الخيميائي (رواية)"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-06.