نبذة عن بهاء الدين زهير

كتابة:
نبذة عن بهاء الدين زهير

بهاء الدين زهير

زهير بن محمد بن علي بن يحيى الكاتب الملقب ببهاء الدين، ويكنّي بأبي الفضل، شاعر من شعراء العصر الأيوبي، وهو من مواليد عام 581 للهجرة في مكة المكرمة، ومما يروى عنه أته من فضلاء عصره، وقد اتسم بأنه حسن النظم والنثر، إضافة إلى مروءته وكرمه ودماثة خلقه وطيب معاملته، قضى حياته في خدمة الملك الصالح نجم الدين أبي الفتح أيوب، وقد مدحه الكثير من العلماء في عصره، ومنهم ابن خلكان الذي وصفه برفعة القدر وحسن السيرة والتحلي بمكارم الأخلاق من الكرم ولطف المعشر، كما إنه يحب الرياضة، إضافة إلى كونه عظيم القدر عند صاحبه، وكان يحفظ له سره ولا يفشيه لأحد، أي كان أمينًا، ومما تميز به بهاء الدين زهير أنه كان دائمًا واسطة خير وصلح عند الملك، ويحاول أن يهدئ النفوس ويصلح الأمور، أما عن شعره فقد ورد أنه كله لطيفًا وسهلًا، وقد وصفه ابن خلكان بالسهل الممتنع، توفي الشاعر بهاء الدين زهير سنة 656 للهجرة.[١]


حياة بهاء الدين زهير

أين ولد الشاعر بهاء الدين زهير وأين تلقى تعليمه؟ ولد في الحجاز، إلا أنه لم يستقر فيها فقد نزحت أسرته عندما كان صغيرًا إلى مصر، واستقروا بمدينة قوص التي كانت مكان اجتماع لبعض الأمراء والعلماء والفقهاء، وفي مدينة قوص تلقى بهاء الدين زهير تعليمه، وكان له تنقلاته في مدن مصر مثل القاهرة وغيرها، وبعد أن بدأت علامات النبوغ والشاعرية تظهر على بهاء الدين زهير اهتمّ به الحكام في مدينة قوص، وأسبغوا عليه الكثير من عطاياهم وهو بدوره أسبغ عليهم من قصائده في المدح، وهذا التقرب من الحكام هو ما جعل له شهر كبيرة في الآفاق، ووصلت شهرته إلى آل أيوب، وقاموا بدورهم بإيلاء بهاء الدين زهير عنايتهم، وهذا ما جعله يهتم بمدحهم وإجلالهم فيما ينظم من شعر.[٢]


وبعدها توطدت العلاقات بينه وبين الملك الصالح أيوب، صار يصطحبه معه في رحلاته إلى الشام وأرمينية وبلاد العرب، وكان مخلصًا للحاكم ولم يتخلّ عنه حتى في الحادثة المشهورة التي جرت على الملك الصالح، إذ خرجت عنه دمشق، وخانه عسكره وهو على نابلس، وابتعدوا عنه، وبعدها قبض عليه ابن عمه الملك الناصر داود صاحب الكرك، وقام بسجنه في قلعة الكرك، فما كان من بهاء الدين زهير إلا أن يقيم في مدينة نابلس إخلاصًا لصاحبه  ولم يتقرب من ملك غيره، وبقي على هذه الحال حتى خرج الملك الصالح، وتمكن من استعادة ملك مصر، وبعد فترة من خدمة بهاء الدين للملك الصالح حل بمصر والقاهرة مرض عظيم أصاب غالبية الناس في مصر، وواحد ممن أصيبوا بالمرض هو بهاء الدين زهير، فعانى آلام المرض أيامًا، ثم تُوفي، وترك وراءه قصائد مهمة، وصفات حميدة ما زال يُذكر بها إلى يوم الناس هذا.[٢]


مسيرة بهاء الدين زهير الأدبية

كيف تأثر بهاء الدين زهير بالعلماء من حوله؟ إن انتقال أسرة بهاء الدين زهير إلى مدينة قوص، وما كان يحيط به من العلماء والفقهاء كان له دور كبير في نبوغه وشاعريته، فقد نشأ بهاء الدين زهير بين ثلة من العلماء، وهذا ما جعل منه يهتم بالعلم أكثر، وبعدها عندما بدأ التقرب من الملوك والحكام، ووجد أن الشعر سيجعل من العطايا تزداد، زاد اهتمامه بالشعر ونظمه، وكان له الكثير من المحبين حتى إن شعره وُصف بالسهل الممتنع، وكل شعره كان لطيفًا، حتى إن ابن حجة الحموي قال عنه: "مذهبي أن البهاء زهير قائد عنان هذا النوع وفارس ميدان" ومن الصفات الفنية لشعره هو الإتيان بأوزان بحور الشعر الخفيفة التي تنساب معها المعاني بأعذب الألحان.


وكأن هذه القصائد صارت نوعًا من الشعر الغنائي العذب عند سماعه والمستساغ حفظه وقد قيل عن هذا الشعر ذي الأوزان الخفيفة أنه بسبب ما انتشر في ذلك الزمن من فنون الموشحات الأندلسية، والتي بدورها نبهت الشعراء إلى فن شعري جديد، وصارت الفطرة الشعرية لدى الشعراء تميل إلى الموسيقى الخفيفة في أشعارهم، لما لها من قوة في التأثير، وهذا ما مال إليه الشاعر بهاء الدين زهير في قصائده، وكانت قصائده في أغراض متعددة، وغلب عليها المديح للملوك والأمراء الذين أجزلوا عليه من عطاياهم، إضافة إلى أغراض شعرية أخرى، وقد ورد عن ابن خلكان أن بهاء الدين زهير أجازه في رواية شعره.[٣]


قصائد بهاء الدين زهير

إضافة إلى الصفات الحميدة، والخصال الكريمة التي تركها بهاء الدين زهير بعد وفاته، فإنه ترك قصائد عديدة، ومتنوعة في معانيها وأغراضها ما بين مدح ورثاء ووصف، ولما كان لقصائده هذا الوقع وهذه الأهمية تمت ترجمة ديوانه الشعري إلى اللغة الإنكليزية، وتمت طباعة ديوانه أكثر من مرة وبتحقيق علماء مختلفين، ومن أبرز القصائد التي تركها بهاء الدين زهير:[٤]

  • ركد الرجاء فما يهزك مأرب.
  • بربك أيها العام الجديد.
  • قل للألى جعلوا الدستور مهزلة.
  • أرأيت صرح السلم كيف يقام.
  • إلى عدلكم أنهي حديثي وأنتهي.
  • جزى الله عني الحب خيرا فإنه.
  • لك في الأرض دعاء.
  • وجاهل طال به عنائي.
  • أحبابنا أزف الرحي.
  • لا تعتب الدهر في خطب رماك به.
  • وافى كتابك وهو بال.
  • يا غائبا وجميله.
  • يا صاحبي فيما ينو.
  • أيا صاحبي ما لي أراك مفكرا.
  • أنا فيما أنا فيه.
  • قال لي العاذل تسلو.
  • وثقيل كأنما.
  • إلى كم مقامي في بلاد معاشر.
  • يا حبذا الموز الذي أرسلته.
  • نغصتم حين غبتم.
  • لله بستاني وما.
  • لك الله من وال ولي مقرب.
  • سواك الذي ودي لديه مضيع.
  • أحدثه إذا غفل الرقيب.
  • رسول الرضا أهلا وسهلا ومرحبا.
  • كلفت بشمس لا ترى الشمس وجهها.
  • سمعت حديثا ما سمعت بمثله.
  • قد أتاني من الحبيب رسول.
  • وغانية لما رأتني أعولت.
  • رحل الشباب ولم أنل.
  • سلام على عهد الشبيبة والصبا.
  • يحدثني زيد عن البان والحمى.
  • أتتني من سيدي رقعة.
  • أكتاب من فاضل.
  • أيها الزائرون أه.
  • رأيتك قد عبرت ولم تسلم.
  • يا ذا الندى والمعالي.
  • إن غبت عني أو حضر.
  • أيا من جاءني منه.
  • أيا من راح عن حالي.
  • كم ذا التصاغر والتصابي.
  • وزائرة زارت وقد هجم الدجى.
  • شرف الدين مابرحت أديبا.
  • أرى قوما بليت بهم.
  • قالوا النبيه فقلت أه.
  • لاتلح في السمر الملا.
  • يا من لعين أرقت.
  • قد راح رسولي وكما راح أتى.
  • ورقيب عدمته من رقيب.
  • صفحا لصرف الدهر عن هفواته.
  • فلانة من تيهها.
  • مقيم على العهد من صبوتي.
  • جاءت تودعني والدمع يغلبها.
  • بعيشك خبرني عن اسم مدينة.
  • أنا في الحب صاحب المعجزات.
  • بروحي من أسميها بستي.
  • وجاهل لازمني.
  • هو حظي قد عرفته.
  • فديت من أرسل تفاحة.
  • لاتطرح خامل الرجال فقد.
  • يعاهدني لا خانني ثم ينكث.
  • عتب الحبيب ولم أجد.
  • صديق لي سأذكره بخير.
  • يا رب ما أقرب منك الفرجا.
  • ألا إن عندي عاشق السمر غالط.
  • حب النسيم عليلا.
  • أضنى الفؤاد فمن يريحه.
  • أنا لا أبالي بالرقي.
  • وعائد هو سقم.
  • أراني كلما استخبر.
  • يامعرضن متغضبا.
  • وليلة من الليالي الصالحه.
  • ألا أيها الناء.
  • قالوا تعشقتها عمياء قلت لهم.
  • لئن بحت بالشكوى إليك محبة.
  • كتاب أتاني من حبيب وبيننا.
  • أيها الغافل الذي ليس يجدي.
  • ومهفهف كالغصن في حركاته.
  • ما له قد خان عهده.
  • حبيبي تائه جدا.
  • أيا معشر الأصحاب ما لي أراكم.
  • إن كان قد سار عنك شخصي.
  • جعل الرقاد لكي يواصل موعدا.
  • مولاي وافاني الكتاب الذي.
  • ترى هل علمتم ما لقيت من البعد.


اقتباسات بهاء الدين زهير

إن ما ورد من شهادات لكبار العلماء عن بهاء الدين زهير، وعن لطف شعره، وحسن ألفاظه، يجعل القارئ متشوقًا للاطلاع على نماذج من هذا الشعر البديع والسهل الممتنع، وفيما يأتي بعض الأمثلة عن قصائد بهاء الدين زهير:

  • يقول عن مصر وأيامها:[٥]

فرَعَى الله عهدَ مصرٍ وحَيَّا

 ::::ما مَضَى لي بمصرَ من أوقاتِ

حَبَّذا النِّيلُ والمراكبُ فيهِ

 ::::مُصعِداتٍ بنا ومُنحدِراتِهاتِ

زِدْنِي من الحديثِ عن النِّيـ

 ::::ـلِ ودَعْني من دِجْلَةٍ والفُراتِ.


  • يقول واصفًا الدهر وما فيع من مصاعب:[٦]

لا تعتب الدهر في خطب رماك به

 ::::إن استرد فقدمًا طالمـا وهـبـا

حاسب زمانك في حالي تصرفـه

 تجده أعطاك أضعاف الذي سلبـا

والـلـه قـد جـعـل الأيام دائرة 

فلا ترى راحة تبقى ولا تـعـبـا


  • يقول مخاطبًا الخليفة:[٧]

سواك الذي ودي له مضيع

وغيرك من سعيي إليه محبب

ووالله ما آتيك إلا محبة

وأني في أهل الفضيلة أرغب

المراجع

  1. "كتاب: أبجد العلوم (نسخة منقحة)"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-22. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "بهاء الدين زهير"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-22. بتصرّف.
  3. "البهاء زهير"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-22. بتصرّف.
  4. "بهاء الدين زهير"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-22. بتصرّف.
  5. "البهاء زهير"، www.hindawi.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-22.
  6. "بهاء الدين زهير"، al-hakawati.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-22.
  7. "بهاء الدين زهير"، al-hakawati.la.utexas.edu، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-22.
6255 مشاهدة
للأعلى للسفل
×