محتويات
الرواية المعاصرة
لقد كان ظهور الرواية في الأدب العربي متأخرًا جدًّا مقارنةً بالآداب الأخرى، فقد ظهرت الرواية العربية المعاصرة في بدايات القرن العشرين، وكانت في تلك الفترة عبارة عن محاولات خجولة تناولت مواضيع تاريخية واجتماعية وعاطفية بأسلوب بسيط وتقريري ومباشر، ومن أشهر تلك الروايات: رواية دعاء الكروان لطه حسين، رواية زينب لمحمد حسين هيكل وغيرها، وتعدُّ رواية جلال خالد أول رواية ناجحة بكل المقاييس للكاتب محمود أحمد السيد، وبعد ذلك تابعت الرواية العربية تطورها بشكل مثير، وصلت من خلاله العديد من الروايات إلى العالمية، ومن أهم الروائيين: توفيق الحكيم، نجيب محفوظ، الطيب صالح، وهذا المقال سيتحدث عن روائي معاصر وهو سعود السنعوسي.[١]
حياة الروائي سعود السنعوسي
سعود السنعوسي كاتب وروائيّ عربيّ معاصر، وُلدَ الروائي سعود السنعوسي في الكويت في عام 1981م، ويعدُّ اليوم واحدًا من أشهر الروائيين في العالم العربي، خصوصًا بعد حصوله على الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر عن روايته ساق البامبو في عام 2013م، وهو عضو في جمعية الصِّحافيّين الكويتيين وعضو في رابطة الأدباء في الكويت، عمِل السنعوسي في الكتابة في عدد من المجلات والصحف في الكويت وفي دول الخليج العربي عمومًا منها مجلة زهرة الخليج الشهيرة، حيث ينشر فيها منذ عام 2018م مقالًا أسبوعيًّا، كانت أول جائزة يحصل عليها عن قصته البونساي والرجل العجوز عندما حاز على المركز الأول في مسابقة للقصة القصيرة تجريها مجلة العربي في الكويت بالتعاون مع إذاعة البي بي سي العربية، ومن الجوائز التي حصل عليها أيضًا: جائزة ليلى العثمان لإبداع الشباب، جائزة الدولة التشجيعية في مجال الآداب وغيرها، وقد حاز على لقب شخصية العام الثقافية وهي جائزة محمد البنكي في البحرين عام 2016م، كما ترجمت بعض أعماله إلى عدد من اللغات منها الإنجليزية والإيطالية والتركية.[٢]
التجربة الأدبية لسعود السنعوسي
رغم حداثة ظهور اسم سعود السنعوسي في الوسط الأدبي في العالم العربي، إلا أنَّه استطاع الظهور كواحد من أشهر الروائيين العرب المعاصرين، وخصوصًا بعد أن فازَ في الجائزة العالمية للرواية العربية في عام 2013م، حيثُ غدا اسمه لامعًا إلى جانب كبار الكتاب والأدباء العرب، تميَّزت كتابات السنعوسي بوجود العمق الإنساني فيها، معتمدًا في نسجه على لغته السلسة من غير أن يلحق بها أي ابتذال أو تكلُّف، ويتميز أسلوبه أيضًا بالرشاقة حتى أنَّه يجذب القارئ إلى آخر كلمة في الرواية، تناولت رواياته العديد من المواضيع الاجتماعية، فمن موضوع العمالة ومشكلات الهوية والانتماء والضياع، إلى الطائفية وأسبابها غير واضحة المعالم، وغير ذلك من المواضيع المثيرة التي طرحها في مختلف رواياته وقصصه، وقد تتوَّجت تجربته الأدبية بعدد من الجوائز شهدت له بالنبوغ والعبقرية في الكتابة رغم صغر سنه وهو لم يبلغ الأربعين بعد.[٣]
كتب سعود السنعوسي
لقد كتب الأديب الكويتي الشاب عددًا من الروايات التي حازت شهرةً كبيرة وانتشرت على نطاق واسع بين القراء العرب رغم قلَّتها، وهذا ما يؤكّد أن السنعوسي قد اعتمدَ على النوعية والجودة في مؤلفاته ولم يعتمد على الكمية، فحتى الآن نشر الكاتب خمس روايات ومسرحيتَين فقط، وفيما يأتي سيتم إدراج أهم كتبه:
- سجين المرايا: هي أول رواية للسنعوسي نشرها في عام 2010م، تتحدث عن قصة حب بائسةتحمل كثيرًا من الذكريات والتفاصيل الباهتة، ورغم أن هذه القصة تأخذ أكبر مساحة من الرواية لكنَّ هناك حدث آخر يأخذ حيزًا كبيرًا بشكل مختلف وهو علاقة البطل بوالدته وحادثة وفاتها، وهو الحدث الذي يبدو في النهاية أنَّه الحدث الرئيسي فيها.[٤]
- ساق البامبو: هي إحدى أشهرروايات الكاتب، نشرها في عام 2012م وفي عام 2013م حصلت على الجائزة العالمية للرواية العربية، تتناول الرواية موضوع العمالة الأجنبية في الخليج العربي وفي الكويت خصوصًا، وتشير إلى معضلة الانتماء والهوية، حيث تتحدث عن شاب ولدَ من أب كويتي وأم فلبينية كانت خادمة عنده، وتدور أحداث الرواية بين الفلبين والكويت، وحملت الرواية بين طياتها تساؤلات عميقة ناقدة حول الثقافة والدين عن العرب.[٥]
- فئران أمي حصة: هي ثالث روايات الكاتب، تدور أحداثها بداية من عام 1985م وحتى عام 2020م وهو زمن افتراضي تصل إليه أحداث الرواية، فمن خلال فئران أمي حصة يتحدث الكاتب عن الأزمة الطائفية التي ضربت المنطقة في تلك الفترة، بداية بالثورة الإيرانية ثم حرب الخليج الأولى أو الحرب العراقية الإيرانية ثمَّ إلى غزو العراق للكويت في عام 1990م.[٦]
اقتباسات سعود السنعوسي
في كتب سعود السنعوسي الكثير من الأقوال التي انتشرت كما انتشرت كتبه على نطاق واسع، فقد تناول قضايا اجتماعية ومواضيع إنسانية جعلت الإنسان وحدَه فقط غايتها، فكان لتلك الأقوال أثرًا كبيرًا في النفوس، وفيما يأتي سيتمُّ إدراج جملة من أهم أقوال الكاتب الكويتي الشاب:[٧]
- اليدُ الواحدة لا تُصفِّق ولكنَّها تصفع، والبعض ليس بحاجةٍ إلى يدٍ تُصفِّق له بقدر حاجته إلى يدٍ تصفعه، لعلَّه يستفيق.
- لكلّ منا دينه الخاص، نأخد من الأديان ما نؤمن به، ونتجاهل ما لا تدركه عقولنا، أو نتظاهر بالإيمان ونمارس طقوسًا لا نفهمها، خوفًا من خسارة شيء نحاول أن نؤمن به.
- لا أحد في هذا الكون يمكنه أن يأخذ مكان الآخر.
- الغياب شكل من أشكال الحضور يغيب البعض وهم حاضرون في أذهاننا أكثر من وقت حضورهم في حياتنا.
- الحزن مادة عديمة اللون، غير مرئية، يفرزها شخص ما، تنتقل منه إلى كل من حوله، يُرى تأثيرها على كل شيء تلامسه ولا تُرى.
- كلما شعرت بالحاجة لأحد يحدثني قرأت كتابًا.
- السعادة المفرطة كالحزن تمامًا، تضيق بها النفس إن لم نشارك بها أحدًا.
- علاقتك بالأشياء مرهونة بمدى فهمك لها.
- الكلمات الطيبة لا تحتاج إلى ترجمة يكفيك أن تنظر إلى وجه قائلها لتفهم مشاعره وإن كان يحدثك بلغة تجهلها.
المراجع
- ↑ "رواية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 26-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "سعود السنعوسي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "في عالم سعود السنعوسي.."، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "سجين المرايا"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "ساق البامبو (رواية)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "فئران أمي حصة (رواية)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "سعود السنعوسي"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-11-2019. بتصرّف.