نبذة عن حياة سهل بن سعد

كتابة:
نبذة عن حياة سهل بن سعد

الصحابة

يُطلق مصطلح الصَّحابة على من رافق النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، بشرط أن يكونوا قد أسلموا وماتوا على دين الإسلام، وهناك اختلاف بين آراء العلماء والفقهاء فيمن يطلق عليه اسم الصحابي، فابن حجر العسقلاني يقول أنه كل من أسلم ومات على الإسلام، فيخرج بهذا الكافر أو من ارتد عن الإسلام، في حين قال سعيد بن المسيب وهو من كبار التابعين: "أنَّه لا يستحق اسم الصَّحابي إلا من أقام مع الرسول سنة كاملة وغزا معه في بعض غزواته أو روى عنه"، فالصحبة شرفٌ عظيمٌ لا ينالها امرؤٌ بمرور طريق، ومن هنا سيتحدث المقال عن حياة سهل بن سعد الصحابي المشهور.[١]

نبذة عن حياة سهل بن سعد

بالحديث عن حياة سهل بن سعد لا بدَّ من ذكر اسمه بالكامل، وهو سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة، أبو العباس الخزرجي الساعدي الأنصاري، وقد كان أبوه من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وقد توفي في عهد الرسول، أما سهل بن سعد فهو من الصَّحابة المعمِّرين، وهو من الصَّحابة اللذين غيَّر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أسماءهم لاستقباحها، فقد قال عبد المهيمن بن عباس بن سهل عن أبيه عن جده: أن اسم سهل بن سعد كان حزنًا فغيَّره الرسول إلى سهل، والجدير بالذَّكر عن حياة سهل بن سعد أنَّه قد تزوج خمس عشرة امرأة، وفي أحد الولائم التي حضرها، وُجِدَ فيها تسعٌ من مطلقاته فاجتمعنَ جميعهنَ وسألنَه كيف أنت يا أبا العباس، وقد كُني باسم أبي يحيى، وقال سهل بن سعد: "شهدت المتلاعنين عند رسول الله وانا ابن خمس عشرة سنة".[٢]

وفي سرد حياة سهل بن سعد يُذكَرُ أنَّه عاش طويلًا حتى أدرك الحجاج بن يوسف الثقفي، وسأله الحجاج ما منعك أن تنصر الخليفة عثمان بن عفان، فقال له سهل: "لقد فعلت"، فرد عليه الحجاج وقال: "كذبت"، وختم في عنقه وقد ختم أيضًا في عنق أنس بن مالك وجابر بن عبد الله، وكان يريد الحجاج من ذلك إذلالهم وأن يمنع الناس عنهم وأن لا يستمعوا لأحاديثهم، وقد روى عنه عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي ذباب وابن شهاب الزهري، وأبو هريرة وسعيد بن المسيب وأبو حازم وابنه العباس بن سهل، وقد مات -رضي الله عنه- في المدينة سنة 91 للهجرة في حين قال أبو نعيم وتلميذه البخاري سنة 88 للهجرة،[٣] وهو ابن مائة سنة.[٢]

أحاديث سهل بن سعد

في تتمة الحديث عن حياة سهل بن سعد سيذكر المقال بعضًا من الأحاديث التي رواها وهو برفقة سيد الخلق ومن هذه الأحاديث الحديث الذي نقله عن النبي في غزوة الخندق فقد قال: "كُنَّا مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الخَنْدَقِ، وهو يَحْفِرُ ونَحْنُ نَنْقُلُ التُّرَابَ، ويَمُرُّ بنَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لا عَيْشَ إلَّا عَيْشُ الآخِرَهْ، فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ والمُهَاجِرَهْ تَابَعَهُ سَهْلُ بنُ سَعْدٍ، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِثْلَهُ"،[٤] وهو من الأحاديث التي أوردها البخاري في كتاب الرقاق باب لا عيش إلَّا عيش الآخرة،[٥] ومن الأحاديث التي رواها حديثٌ في الزهد فقد قال: " يا رسولَ اللَّهِ دلَّني على عَملٍ إذا أَنا عَمِلْتُهُ أحبَّني اللَّهُ وأحبَّني النَّاسُ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ازهَد في الدُّنيا يحبَّكَ اللَّهُ وازهد فيما في أيدي النَّاسِ يحبُّوكَ".[٦]

المراجع

  1. "صحابة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-01-03. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "سهل بن سعد (ع)"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-01-03. بتصرّف.
  3. "سهل بن سعد"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-01-03. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 6414، [صحيح] .
  5. "متابعة في صحيح البخاري بعد حديث لم يتكلم عنها الحافظ وهي في طبعات البخاري"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-01-03. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 3326، حديث صحيح.
3946 مشاهدة
للأعلى للسفل
×