نبذة عن خالد حسيني

كتابة:
نبذة عن خالد حسيني

الأدب المعاصر

لَطالما انتشر مصطلح الأدب المعاصر في الآونة الأخيرة كثيرًا، ولَبُسَ مفهومه بمعنى الأدب الحديث على حدٍ سواء. فكلمة الأدب في مطلقها هي جمع أُدبة وتعني كل ما أنتجه العقل الإنساني من ضروب المعرفة وعلوم الأدب عند المتقدّمين وتشمل اللّغة والصّرف، الاشتقاق والنّحو، والبيان والبديع، والعروض، وجمعها آداب وتطلق الآداب حديثًا على الأدب بالمعنى الخاص والتّاريخ والجغرافيا، وعلوم اللسان والفلسفة.[١] فإذا أُضيف الأدب إلى لفظة معاصر يُعرَفُ حينها بالأدب الذي يكتب في الزّمن الذي يعاصر المطَّلعين عليه والقرّاء فصفة المعاصرة تختلف عن الحديث إذ أنّ المعاصرة فترة من فترات الحديث فقد يكون الشاعرأو الكاتبُ حديثًا لا معاصرًا، ولكن لا يكون معاصرًا لا حديثًا. وهنا سيتم التعرُّف على الكاتب الأدبيّ المعاصر خالد حسيني.[٢]

خالد حسيني

طبيب وكاتب وروائي أفغانيّ، ولد في العاصمة الأفغانية كابول بتاريخ 4 مارس، آذار عام 1965م. يعمل والده ناصر في المجال الدبلوماسيّ في وزارة الخارجية الأفغانية في كابول، وتعمل والدته معلّمة متخصِّصَة في تدريس اللغة الفارسية، وكلا أبويه ينحدران من أصول طاجيكية وبشتونية، عاش خالد حسيني في عائلة ميسورة الحال وقضى طفولته في أحد أكثر المناطق ثراءً في العاصمة كابول. في عام 1976م تمّ تعيين والد خالد حسيني في وظيفة دبلوماسيّة في باريس عاصمة فرنسا وعلى إثر هذه الوظيفة انتقلت العائلة إلى الإقامة في فرنسا ولم تتمكّن من العودة إلى أفغانستان مرة أخرى بسبب الثورة في ساور، وعلى إثر نشوب الحرب التي شنّها الاتحاد السوفيتيّ على أفغانستان لجأت عائلة خالد حسيني إلى أمريكا لجوءًا سياسيًّا وأقاموا في مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا عام 1980م.[٣]

أمّا عن تعليم خالد حسيني فأكمل تعليمه الثانويّ في إحدى مدارس سان خوسيه وتخرَّجَ منها عام 1984م، وأكمل تعليمه الجامعيّ بجامعة سانتا كلارا وتخرّجَ فيها بشهادة البكالوريوس في علم الأحياء عام 1988م، ثُمَّ دخل جامعة كاليفورنيا في كلية الطِّب، وحصل على شهادة الدكتوراة عام 1993م.[٣]

أمّا على الصعيد المهنيّ فقد مارس خالد حسيني مهنة الطِّب لأكثر من عشر سنوات، ويعمل الآن مبعوثًا للنوايا الحسنة في المفوضيّة العليا للأمم المتحدة لشؤون اللَّاجئين، وقام بإنشاء مؤسسة توفّر المساعدة الإنسانية في أفغانستان واستلهم فكرتها عندما زار أفغانستان مع المفوضيّة العليا للَّاجئين عام 2007م ويعمل جاهدًا فيها لتوفير كل المساعدات اللازمة لمستفيديها. أمّا على صعيد حياته الشخصية فهو متزوج ولديه طفلان ويعيش معهم في كاليفورنيا الشّمالية.[٤]

كتب خالد حسيني

حازت كتبه على إعجاب القُرَّاء وتصدرت إحدى كتبه قائمة الأكثر مبيعًا، وكتاب آخر تصدّر قائمة صحيفة نيويورك تايمز لنفس السبب، وبهذا يُفهَمُ بأنّ النوع لا الكم أسعف الكاتب بشهرته ومعرفته عالميًّا، وتاليًا هي كتب خالد حسيني:

  • عدّاء الطائرة الورقية: تعدُّ هذه الرواية الأولى للكاتب خالد حسيني، تدور أحداثها في أفغانستان منذ أواخرالنظام الملكي وحتى صعود حركة طالبان، وكذلك في سان فرانسسكو في مدينة فريمونت في ولاية كاليفورنيا، وتتحدث الرواية بمجملها عن مواضيع عِرقية شتّى تُعنى بالمجتمع الأفغاني.[٥]
  • ألفُ شمس ساطعة: هذه الرواية الثانية لخالد حسيني، تدور أحداثها في أفغانستان أيضًا في المرحلة الانتقالية لثلاثين سنة من الاحتلال السوفيتي وسيطرة طالبان والنُّشوء في مرحلة ما بعد طالبان، وتعدُّ استكمالًا في طرح قضاياها وعلاجها لما تطرّق له الكاتب في روايته الأولى عدّاء الطائرة الورقية لكن بقالب ومنظور نسائيّ.[٤] تدور فحوى الرواية لقصة امرأتين بتفاصيل حياتهما المعقدة والمتشابكة ولأثر نشوء حركة طالبان واستيلائها على السلطة وما كان لذلك أثرًا رجعيًّا في تدهور الحياة ووجود الصراعات والخوف والعقبات في طريق بطلتي الرواية مريم وليلى لكنّ الحبّ دفعهما لاختلاق طرق تغلب هذه العقبات بصنيع بطوليّ مُذهل ومشوّق، وصدرت هذه الرواية في عام 2007م، وفي نفس الوقت توفرت النُّسخة المسموعة من هذه الرواية وحازت أيضًا على حقوق الإنتاج السينمائي لإحدى شركات الإنتاج الأمريكية.[٣]
  • ورددت الجبال الصّدى: هذه الرواية الثالثة لخالد حسيني، اختلفت هذه الرواية عن الروايات السّابقة فاحتوت على تسعة فصول روى فيها الكاتب قصصًا قصيرةً لم تركّز على شخصية بعينها بل تنوعت الشخصيات بتنوّع القصص، نجحت نجاحًا كبيرًا هذه الرواية وحققت نسبة مبيعات كبيرة، صدرت الرواية في عام 2013م.[٣]
  • صلاة البحر: هذه الرواية الرابعة لخالد حسيني، استوحى الكاتب قصّة الرواية من الطفل السوري اللّاجئ الذي غرق في البحرالأبيض المتوسّط محاولًا الوصول إلى أوروبا في أيلول عام 2015م، الطفل إيلان الكردي الذي لا يتجاوز ثلاث سنوات ومعه حوالي أكثر من 4000 شخص في نفس العام يحاولون الفرار بأرواحهم من ويلات الحرب وصولًا إلى أوروبا لكنّ أيادي الغرق طالتهم. وتمّ نشرُ هذا الكتاب في عام 2018م تخليدًا لذكرى اللاجئين الهاربين من لهيبٍ يطفئهُ البحر المباغت بابتلاعهم.[٦]

اقتباسات خالد حسيني

استندَ الكاتب في كتابة رواياته على الأسلوب المباشر، بحبكة روائية فيها من التشويق الكثير، بوصف عميق متقن ودقيق يأسر به قلوب قرّاءِهِ، وفي هذه السُّطور القلال اشتُهِرَ الكاتب باقتباسات عذبة تُسقَطُ على واقع قُرَّائها وتداعبُ برقرتها مشاعرهم:[٧]

  • "كل ندفة ثلج هي تنهيدة ثقيلة من امرأة محزونة في مكان ما في العالم. كل تلك التنهيدات التي تنساق باتجاه السماء تتجمع في الغيوم ثم تتساقط بهدوء على شكل قطع صغيرة على الناس، تذكيرًا بالنساء اللواتي يعانين مثلنا، كيف نتحمل بصمت كل الذي يقع على كاهلنا دعيني أخبرك شيئا قلب الرجل مثير للأسى؛ إنه مثير للأسى يا مريم إنه ليس كرحم الأم إنه لا ينزف الدم".
  • "إنّ العيون نوافذ على الروح".
  • "المجتمع ليس له فرصة للنجاح إذا كانت نساؤه غير متعلمات".
  • "الأطفال ليسوا كتبًا ملونةً، لا يمكنك أن تلونهم بألوانك المفضّلة".
  • "لا تأمر شخصًا أن يلمِّعَ حذائك في يوم، وتناديه أخي في اليوم التّالي".
  • "ولكن من الأفضل أن تؤلمك الحقيقة من أن تضحك على نفسك بالكذب".
  • "الوقت يمكن أن يكون جشعًا جدًا، أحيانًا يسرق كل التفاصيل من الأشياء".
  • "رسخت في ذهنها قناعة أن من بين كل المشقّات التي يواجهها الشخص لا شيء أكثرَ عقابًا من فعل الانتظار".

رواية عداء الطائرة الورقية

تتحدّث هذه الرواية عن قصّة بين صبيين عاشا معًا في كابول في بيت واحد لكن في عالمين مختلفين، ونشأت بينهما علاقة صداقة قوية فأمير ابن رجل أعمال ثريّ وحسن ابن خادمهم، وينتمي حسن إلى أقليّة عرقية منبوذة في أفغانستان اسمها هزارة. عندما غزا الاتحاد السوفيتي أفغانستان فهرب أمير مع والده إلى الولايات المتحدة الأمريكية يبحثون عن فرصة عيش حياة جديدة آمنة، تُنسيه الماضي بذنوبه وتضع حاجزًا متينًا بينهما، وظلّ طيفُ صديق طفولته حسن مطاردًا له في غربته معايشًا له تفاصيل حياته الشّابة غير فارٍّ من كَبَدِ الماضي وويلاته. [٥]

فالرواية تحمل بين طيّاتها حديثًا عن الصداقة والوفاء والخيانة، وعن الوطن والحرب والحب، وعن الكذب والحقيقة، وعن علاقة الآباء بالأبناء وبناء جسر متين بينهما، وتحدّثت كذلك عن تكشُّف الحقيقة بالرغم من إخفائها، ووصفت لنا جمال أفغانستان بطبيعتها الغنّاءة وثراء الثقافة وازدهارها قبل حلول الخراب الذي فرّ منه الأفغان إلى الولايات المتحدة ورسمت الرواية كذلك تجاربهم ومعاناتهم كمهاجرين وما عاشوه من تجارب إنسانية مؤلمة. ولكن مع كل هذا الدّمار منح الكاتب خالد الحسيني لقرّاءه جرعةً من الأمل تتكشّفُ ببزوغ فجر جديد لكل البدايات الخاطئة، وبغفران لكلِّ الذنوب.[٥] أصدر خالد حسيني روايته عدّاء الطائرة الورقية عام 2003م، وحققت ثالث أفضل مبيعات في الولايات المتحدة لعام 2005م، وتمّ إصدار نسخة مسموعة منها بصوت مؤلفها، وأُنتج فيلمًا مقتبسًا من أحداث هذه الرواية يحمل نفس اسمها، وظهر في الفيلم الكاتب خالد حسيني بدور شرفي وتمّ عرضه في عام 2007م.[٣]

المراجع

  1. "تعريف ومعنى أدب في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2019. بتصرّف.
  2. "شعر معاصر"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج "من هو خالد حسيني - Khaled Hosseini؟"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "خالد حسيني"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-11-2019. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت "عداء الطائرة الورقية"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2019. بتصرّف.
  6. "صلاة البحر"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-11-2019. بتصرّف.
  7. "خالد حسيني"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2019. بتصرّف.
5095 مشاهدة
للأعلى للسفل
×