نبذة عن ديوان زهير بن أبي سلمى (ديوان شعريّ)

كتابة:
نبذة عن ديوان زهير بن أبي سلمى (ديوان شعريّ)



نبذة عن ديوان زهير بن أبي سلمى (ديوان شعريّ)

يضم ديوان زهير بن أبي سلمى الشعري مجموعة من القصائد، تتنوع موضوعاتها وأغراضها الشعرية، وتجدر الإشارة إلى أن زهير لقب بحكيم الشعراء، حيث يعد من شعراء الصف الأول في العصر الجاهلي إلى جانب امرئ القيس والنابغة الذبياني، فغالبية أشعاره في الحكمة ومكارم الأخلاق ومدح الساعين للخير في المجتمع كهرم بن سنان، ومن أهم قصائد ديوانه ما يأتي:[١]


أمن أم أوفى دمنة لم تكلم

وهي قصيدة المعلقات من البحر الطويل، ويبلغ عدد أبياتها 59 بيتًا، فيقول:[٢]

مِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تَكَلَّمِ

بِحَومانَةِ الدُرّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ

وَدارٌ لَها بِالرَقمَتَينِ كَأَنَّها

مَراجِعُ وَشمٍ في نَواشِرِ مِعصَمِ

بِها العَينُ وَالأَرآمُ يَمشينَ خِلفَةً

وَأَطلاؤُها يَنهَضنَ مِن كُلِّ مَجثِمِ

وَقَفتُ بِها مِن بَعدِ عِشرينَ حِجَّةً

فَلَأياً عَرَفتُ الدارَ بَعدَ التَوَهُّمِ

أَثافِيَّ سُفعاً في مُعَرَّسِ مِرجَلٍ

وَنُؤياً كَجِذمِ الحَوضِ لَم يَتَثَلَّمِ

فَلَمّا عَرَفتُ الدارَ قُلتُ لِرَبعِها

أَلا عِم صَباحاً أَيُّها الرَبعُ وَاِسلَمِ.


صحا القلب عن سلمى وقد كاد لا يسلو

وهي قصيدة عامة من البحر الطويل، ويبلغ عدد أبياتها 41 بيتًا، فيقول في مطلعها:[٣]

صَحا القَلبُ عَن سَلمى وَقَد كادَ لا يَسلو

وَأَقفَرَ مِن سَلمى التَعانيقُ فَالثِقلُ

وَقَد كُنتُ مِن سَلمى سِنينَ ثَمانِياً

عَلى صيرِ أَمرٍ ما يَمُرُّ وَما يَحلو

وَكُنتُ إِذا ما جِئتُ يَوماً لِحاجَةٍ

مَضَت وَأَجَمَّت حاجَةُ الغَدِ ما تَخلو

وَكُلُّ مُحِبٍّ أَحدَثَ النَأيُ عِندَهُ

سَلُوَّ فُؤادٍ غَيرَ حُبِّكِ ما يَسلو.


تعلم أن شر الناس حي

وهي قصيدة عامة من بحر الوافر، ويبلغ عدد أبياتها 8 أبيات، فيقول:[٤]

تَعَلَّم أَنَّ شَرَّ الناسِ حَيٌّ

يُنادى في شِعارِهِمُ يَسارُ

وَلَولا عَسبُهُ لَرَدَدتُموهُ

وَشَرُّ مَنيحَةٍ عَسبٌ مُعارُ

إِذا جَمَحَت نِساؤُكُمُ إِلَيهِ

أَشَظَّ كَأَنَّهُ مَسَدٌ مُغارُ

يُبَربِرُ حينَ يَعدو مِن بَعيدٍ

إِلَيها وَهوَ قَبقابٌ قُطارُ.



أبلغ بني نوفل عني فقد بلغوا

وهي قصيدة عامة من بحر البسيط، ويبلغ عدد أبياتها 7 أبيات، فيقول:[٥]

أَبلِغ بَني نَوفَلٍ عَنّي فَقَد بَلَغوا

مِنّي الحَفيظَةَ لَمّا جاءَني الخَبَرُ

القائِلينَ يَساراً لا تُناظِرُهُ

غِشّاً لِسَيِّدِهِم في الأَمرِ إِذ أَمَروا

إِنَّ اِبنَ وَرقاءَ لا تُخشى غَوائِلُهُ

لَكِن وَقائِعُهُ في الحَربِ تُنتَظَرُ

لَولا اِبنُ وَرقاءَ وَالمَجدُ التَليدُ لَهُ

كانوا قَليلاً فَما عَزّوا وَلا كَثُروا.



قف بالديار التي لم يعفها القدم

وهي قصيدة عامة من بحر البسيط، ويبلغ عدد أبياتها 37 بيتا، فيقول:[٦]

قِف بِالدِيارِ الَّتي لَم يَعفُها القِدَمُ

بَلى وَغَيَّرَها الأَرواحُ وَالدِيَمُ

لا الدارُ غَيَّرَها بَعدي الأَنيسُ وَلا

بِالدارِ لَو كَلَّمَت ذا حاجَةٍ صَمَمُ

دارٌ لِأَسماءَ بِالغَمرَينِ ماثِلَةٌ

كَالوَحيِ لَيسَ بِها مِن أَهلِها أَرِمُ

وَقَد أَراها حَديثاً غَيرَ مُقوِيَةٍ

السِرُّ مِنها فَوادي الحَفرِ فَالهِدَمُ.


عفا من آل فاطمة الجواء

وهي قصيدة عامة من بحر الوافر، ويبلغ عدد أبياتها 63 بيتًا، فيقول:[٧]

فا مِن آلِ فاطِمَةَ الجِواءُ

فَيُمنٌ فَالقَوادِمُ فَالحِساءُ

فَذو هاشٍ فَميثُ عُرَيتِناتٍ

عَفَتها الريحُ بَعدَكَ وَالسَماءُ

فَذِروَةُ فَالجِنابُ كَأَنَّ خُنسَ ال

نِعاجِ الطاوِياتِ بِها المُلاءُ

يَشِمنَ بُروقَهُ وَيَرُشُّ أَريَ ال

جَنوبِ عَلى حَواجِبِها العَماءُ.



ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى

وهي قصيدة عامة من البحر الطويل، ويبلغ عدد أبياتها 26 بيتًا، فيقول:[٨]

أَلا لَيتَ شِعري هَل يَرى الناسُ ما أَرى

مِنَ الأَمرِ أَو يَبدو لَهُم ما بَدا لِيا

بَدا لِيَ أَنَّ اللَهَ حَقٌّ فَزادَني

إِلى الحَقِّ تَقوى اللَهِ ما كانَ بادِيا

بَدا لِيَ أَنَّ الناسَ تَفنى نُفوسُهُم

وَأَموالُهُم وَلا أَرى الدَهرَ فانِيا

وَأَنّي مَتى أَهبِط مِنَ الأَرضِ تَلعَةً

أَجِد أَثَراً قَبلي جَديداً وَعافِيا.



تبين خليلي هل ترى من ظعائن

وهي قصيدة عامة من البحر الطويل، ويبلغ عدد أبياتها 26 بيتا، فيقول:[٩]

تَبَيَّن خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ

بِمُنعَرَجِ الوادي فُوَيقَ أَبانِ

مَشَينَ وَأَرخَينَ الذُيولَ وَرُفِّعَت

أَزِمَّةُ عيسٍ فَوقَها وَمَثاني

عَلى كُلِّ صَهباءِ العَثانينِ شامِذٍ

جُمالِيَّةٍ في رَأسِها شَطَنانِ

وَأَعيَسَ مَخلوجٍ عَنِ الشَولِ مُلبِدٍ

فَنابانِ مِن أَنيابِهِ غَرِدانِ.


من هو زهير بن أبي سلمى؟

ينسب الشاعر زهير بن أبي سلمى إلى قبيلة مزينة، حيث ولد قرب المدينة المنورة في الحاجر سنة 520م، ثم رحل إلى أرض غطفان برفقة عائلته، وقد نشأ فيها مع أختيه سلمى والخنساء، بعدئذ توفي والده، ثم تزوجت أمه من أوس بن حجر الذي يعد من أفضل شعراء العصر الجاهلي.


حيث كان له الفضل في تعليم زهير بن أبي سلمى أصول الشعر وحفظه، وتنظيم القصائد الشعرية، أيضًا تبناه خاله بشامة بن الغدير، وأورثه المال والأخلاق والشعر حتى أصبح شاعرا جاهليا يتقن المدح والذم والرثاء.[١٠]


وقد تزوّج زهير بن أبي سلمى من أم أوفى التي ذكر اسمها في مطلع معلقته، فيقول:[٢]

أمِن أمّ أَوفى دمنةٌ لمْ تكلّم

بحوْمانَةِ الدرّاج فالمتثلّم.

المراجع

  1. "قصائد زهير بن أبي سلمى"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "أمن أم أوفى دمنة لم تكلم"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
  3. "صحا القلب عن سلمى وقد كاد لا يسلو"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
  4. "تعلم أن شر الناس حي"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
  5. "أبلغ بني نوفل عني فقد بلغوا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
  6. "قف بالديار التي لم يعفها القدم"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
  7. "عفا من آل فاطمة الجواء"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
  8. "ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
  9. "تبين خليلي هل ترى من ضعائن"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
  10. الدِّينَوري، ابن قتيبة، كتاب الشعر والشعراء، صفحة 137. بتصرّف.
8672 مشاهدة
للأعلى للسفل
×