نبذة عن رواية الخبز الحافي

كتابة:
نبذة عن رواية الخبز الحافي

الأدب المغربي

يُطلق مصطلح الأدب المغربيّ على جميع الأعمال الأدبية للكتاب والأدباء الذين أقاموا في المغرب أو ارتبطوا به أو بأحد الدول أو الكيانات التي قامت وتعاقبت على تلك المنطقة الجغرافية على مر العصور، ويشمل الأدب المغربي مختلف الأشكال الأدبية من شعر ورواية ومسرحية وزجل وغيرها، وذلك بمختلف اللغات التي استخدمت في المغرب منذ العصور القديمة وهي: العربية، اللاتينية، الأمازيغية، الفرنسية، العبرية، الإسبانية، الإنجليزية، الدراجة المغربية، وتعود جذور الأدب المغربي تاريخيًّا إلى الفترة التي وصل فيها الإسلام إليها في القرن الثامن الميلادي، وهذا المقال سيتناول رواية الخبز الحافي للكاتب المغربي محمد شكري بشيء من التفصيل.[١]

محمد شكري

هو واحد من أشهر الكتاب المغاربة في القرن العشرين، ولدَ محمد شكري في إقليم الناظور في شمال المغرب عام 1935م، عانى في طفولته من حياة قاسية وصعبة جدًّا في قريته الفقيرة، في عام 1942م نزحَ مع عائلته إلى مدينة طنجة ولم يكن وقتها يتحدث العربية لأنَّه كان من الأمازيغ ولغته الأم هي اللغة الأمازيغية، عمل في طنجة قبل العاشرة من عمره في مقهى ثمَّ حمَّالًا وبائع جرائد ثمَّ ماسحًا للأحذية فبائعًا للسجائر المهرَّبة، هاجرت أسرته إلى مدينة تطوان لكنَّه عاد إلى طنجة بسرعة، في عام 1955 وبعد أن صار في العشرين من عمره قرر أن ينتقل من الحياة المزرية الموزَّعة بين التسكع والسجون التي كان يعيشها إلى حياة أفضل، فدخل مدرسة العرائش ليتخرج منها معلمًا، ونشرَ أول قصة له في عام 1966م تحت عنوان العنف على الشاطئ في مجلة الآداب اللبنانية، بعد حصوله على التقاعد النسبي فرَّغ نفسه للكتابة والأدب، عملَ في المجال الإذاعي من خلال العديد من البرامج الثقافية التي أعدَّها وقدمها في طنجة حيثُ قضى معظم أيام حياته، لم يتزوج أبدًا لأنه كان يخاف أن يمارس على أبنائه نفس الظلم والقهر الذي تعرض له، توفي في عام 2003م.[٢]

رواية الخبز الحافي

تعدُّ رواية الخبز الحافي من أشهر الأعمال الأدبية للكاتب محمد شكري وهي الرواية التي اشتُهر بها، كتبها محمد شكري في عام 1972م، وتمَّت ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية في عام 1973م، وإلى اللغة الفرنسية ترجمها الطاهر بن جلون عام 1981م، إلا أنَّها لم تُنشر باللغة العربية إلَّا في عام 1982م أي بعد كتابتها بعقد من الزمن، وتُرجمت الرواية فيما بعد إلى أكثر من 38 لغة حول العالم، تمثِّل الرواية الجزء الأول لسيرة الكاتب الذاتية التي كتبها في ثلاثة أجزاء وهي: الخبز الحافي، زمن الأخطاء، وجوه، وقد كانت فكرة كتابتها بتشجيع من الكاتب الأمريكي الذي كان يقيم في طنجة بول بولز وكان صديقًا للكاتب محمد شكري، لاقت الرواية انتقادات كثيرة وأثارت عاصفة في العالم العربي، لأنها تخالف معايير وتقاليد المجتمعات العربية، فهي تفضحُ خفايا العالم السفلي القابع في ظلمات الجهل والبؤس والفقر والعنف، لكنَّها بالمقابل لاقت قبولًا كبيرًا واحتلت مكانةً متميزةً في الأدب العالمي، لأنها ترصد الواقع بشكل دقيق وواقعي بعيدًا عن التزوير والتزييف بغية إرضاء المجتمع.[٣]

تلخيص رواية الخبز الحافي

تدور أحداث رواية الخبز الحافي حول مأساة إنسانية بحتة بكل المعايير، حيثُ ينتقل بطل الرواية إلى مدينة طنجة مع أسرته بسبب الفقر، لكنَّ والده كان قاسيًا وظالمًا يتعاطى السَّعوط ويشتم الإله، في صورة بشعة عن عنف وانحراف الأب ودوره في تدمير حياة أبنائه أخلاقيًّا وروحيًّا في شتى المناحي، فقد قتلَ والده أخاه الصغير في لحظة غضب، مما يؤدي إلى رفض البطل لنظام الأسرة المعروف، معبِّرًا عن سخطه على الأب وتسلطه على أفراد الأسرة، تستمر المعاناة في طنجة، فتعمل والدته في بيع الفواكه والخضار ووالده في السجن، بينما هو كان يتنقل بين مزابل الأوروبيين الغنية بعكس مزابل المغاربة الفقيرة على حدِّ تعبيره، ينتقل شكري من خلال أحداث روايته في العمل وهو دون سن العاشرة للعمل صبيًّا في أحد المقاهي لتبدأ حياته بالسقوط في منحدرات الجهالة والتسكع أكثر.[٤]

ويتدرج في مستنقعات الرذيلة من الحشيش إلى الدعارة متتبعًا النساء طيلة فترة مراهقته، ليقضي أول عشرين سنة من حياته في عالم سفلي مدقع، ويصل إلى مرحلة تجعل منه يمارس البغاء، ويختلط بمجموعات شديدة الانحراف، بعد أن يترك العمل في المقهى يعمل بائعًا للسجائر والحشيش للجنود الأجانب، ويأخذ الجنود الأمريكيين إلى مواخير الأوربيين، ويمارس السرقة والشرب وكل ما يخطر على بال من رذائل، إلى أن يدخل السجن ذات مرة وقد بلغ العشرين من عمره، وهناك يلتقي بشخص يدلُّه على أحد المدرسين في مدرسة العرائش بعد أن يكتشف أنه أميٌّ، وينصحه بالذهاب إليه ليتلقى تعليمه هناك، بعد أن يخرج من السجن يتوجَّه إلى المدرسة ورغم فارق العمر بينه وبين التلاميذ إلا أنه يتابع تعليمه ويتفوق ليخرجَ منها ويدخل في سلك التعليم وقد أصبح مدرسًا في إحدى المدراس هناك.[٤]

اقتباسات من رواية الخبز الحافي

رواية الخبز الحافي من الروايات الشهيرة والتي تتناول مأساة عالم كبير غائب عن معظم الناس، عالم مليء بالآلام والأوجاع، تسيطر عليه الرذيلة والقهر والبؤس، ورغم ردة الفعل السلبية عليها في العالم العربي، إلا أنَّ الرسالة التي كان شكري يحاول أن يوصلها لا بدَّ وأنها نالت قبولًا بشكل عام في سبيل إنقاذ البشر من أنياب الفقر والجهل والبؤس، وفيما يأتي بعض الاقتباسات من الرواية:[٥]

  • تظلُّ المقبرة أفضل مكان للجلوس، إذا يصبح فيها الناس أقل ازعاجًا لبعضهم البعض.
  • أنا أكلت من القمامة ونمت في الشوارع، فماذا تريدون أن أكتب عن الفراشات!.
  • أخي صارَ ملاكًا وأنا سأكون شيطانًا، هذا لا ريب فيه، الصغار إذا ماتوا يصيرون ملائكة والكبار شياطين، لقد فاتني أن أكون ملاكًا.
  • يضربني ويلعنني جهرًا، أضربه وألعنه في خيالي، لولا الخيال لانفجرت.
  • لا تنسوا أن لعبة الزمن أقوي منا، لعبة مميتةٌ هي، لا يمكن أن نواجهها إلا بأن نعيش الموت السابق لموتنا، لإماتتنا، أن نرقص علي حبال المخاطرة نشدانا للحياة.
  • الحب دائمًا يجعلني أفكر في الموت، أحس نفسي سارقًا ومسروقًا.
  • مزاج المرأة صعب الفهم، حين يعتقد الواحد في امرأة أنَّها ستسبب له مصيبة إذا بها تنقذه، حين يعتقد أنها ستنقذه ربما تقوده إلى مصيبة.
  • أعتقد أن الناس يحترمون أنفسهم أمواتًا أكثر مما يحترمون أنفسهم أحياءً.

المراجع

  1. "أدب مغربي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019. بتصرّف.
  2. "محمد شكري"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019. بتصرّف.
  3. "رواية الخبز الحافي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "الخبز الحافي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019. بتصرّف.
  5. "الخبز الحافي"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019. بتصرّف.
4962 مشاهدة
للأعلى للسفل
×