نبذة عن رواية زمن الخيول البيضاء

كتابة:
نبذة عن رواية زمن الخيول البيضاء

إبراهيم نصر الله

أديب وشاعر كبير من أصل فلسطينيّ، ولدَ إبراهيم نصر الله في الأردن عام 1954م، ودرس في مدارس وكالة الغوث، وبعد إكمال الثانوية حصل على الدبلوم في علم النفس، سافر إلى المملكة العربية السعودية بعد عام 1976م ثمَّ عاد إلى عمَّان وعمل في الصحافة، ثمَّ مستشارًا ثقافيًا في مؤسسة عبد الحميد شومان فمديرًا للنشاطات الأردنية إلى أن تفرغ للكاتبة عام 2006م، حصل على العديد من الجوائز الأدبية أهمها: الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر، جائزة العويس للشعر العربي، جائزة القدس وغيرها، ويعدُّ حاليًا من أهم الروائيين العرب، ومن أهم مؤلفاته: حرب الكلب الثانية، قناديل ملك الجليل، زمن الخيول البيضاء التي سيدور عنها الحديث في هذا المقال.[١]

الملهاة الفلسطينية

تعدُّ مجموعة الملهاة الفلسطينية إحدى أهم الأعمال الروائية الفلسطينية في العصر الحديث، فهي عبارة عن ملحمة أدبية تاريخية روائية صاغها الروائي إبراهيم نصر الله بشكل درامي، نشرَ الكاتب هذه السلسلة قبل وبالتوازي مع نشر سلسلته الروائية الثانية التي تحمل عنوان الشرفات، تتألف الملهاة من إحدى عشرة رواية لكل منها قيمتها الأدبية الخاصة، تدور أحداث روايات الملهاة خلال أكثر من 250 سنة من تاريخ فلسطين الحديث، تناولت العديد من المواضيع مثل الوطنية والإنسانية والروحية، ولكن رغم تسلسلها تاريخيًّا إلا أنَّ كل رواية مستقلة عن البقية، تمَّت ترجمت بعض الروايات منها إلى أكثر من لغة مثل: الإنجليزية والتركية والإيطالية وغيرها، كما دخل بعض منها في القائمة النهائية لجائزة البوكر وهي الجائزة العالمية للرواية العربية، وفيما يأتي أجزاء الملهاة وفق تاريخ صدورها: مجرد 2 في عام 1992م، طيور الحذر في عام 1996م، رواية طفل الممحاة في عام 2000م، زيتون الشوارع في عام 2002م، أعراس آمنة في عام 2004م، تحت شمس الضحى في عام 2004م، زمن الخيول البيضاء في عام 2007م، قناديل ملك الجليل في عام 2011م.[٢]

رواية زمن الخيول البيضاء

رواية زمن الخيول البيضاء إحدى روايات سلسلة الملهاة الفلسطينية للكاتب الفلسطيني إبراهيم نصر الله، صدَرت الرواية في عام 2007م أول مرة عن الدار العربية للعلوم والنشر، ودخلت الرواية في قائمة الجائزة العالمية للرواية العربية النهائية والتي تسمى جائزة البوكر أيضًا في عام 2009م، تُرجمت الرواية إلى اللغة الإنجليزية والى اللغة الدنماركية[٣]، وُصِفت الرواية من قبل الأديبة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي بأنَّها تمثل الإلياذة الفلسطينية، وقد قالت عنها: "إنها بحق الرواية التي كانت النكبة الفلسطينية تنتظرها ولم تحظ بها من قبل، تأريخ دقيق غاية في الحساسية والتصوير المبدع للوضع الفلسطيني منذ زمن العثمانيين إلى سنة 1948م، كبيرة الأهمية لأنها تكشف بوضوح أسباب النكبة وملابساتها وظروفها الطاغية التي قادت شعبنا إلى عذاب مقيم، كما أنها تصل غاية التشويق الروائي المثير"، وكأحداث زمنية تأتي أحداث الرواية بعد رواية قناديل ملك الجليل وقبل رواية طفل الممحاة.[٤]

تلخيص رواية زمن الخيول البيضاء

تتناول رواية زمن الخيول البيضاء قصة الشعب الفلسطيني الذي قُتل وهُجِّرَ وتمَّ تشريده ومطاردته في كل بقاع الأرض، توسَّع فيها إبراهيم نصر الله بشكل كبير لم يسبق لكاتبٍ أن تناول تاريخ القضية الفلسطينية بتلك الشمولية، وعرضَ فيها سردية مضادة لسردية الصهاينة التي تنص على أنَّ فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، تحكي الرواية لما للفلسطينيين من تراث وثقافة وأحداث وجِدت على أرض فلسطين، وعمل الكاتب على إيجاد ذاكرة جديدة مأخوذة من الذاكرة الجماعية نفسها لكنها تختلف عنها اختلافًا كبيرًا، تبدأ أحداثها تقريبًا منذ أوائل القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين على فترة تمتد على 129 سنة تقريبًا، وهي الفترة التي تبدأ بآخر عصر العثمانيين وتنتهي بانسحاب بريطانيا من فلسطين وتسليمها لإسرائيل.[٥]

وقد حاول نصر الله أن يشرح سلسلة الأحداث الصاخبة التي وقعت في تلك الفترة، حيث كانت أحداث شديدة التعقيد وعنيفة غيرت ملامح المنطقة بالكامل، وتناول صراع الفلاحين الأليم في فلسطين مع الزعامات في الأرياف والمدن ومع الإنجليز والأتراك واليهود بالإضافة إلى القيادات العربية، مشيرًا إلى خيانة الحكومات العربية، حيثُ قامت بإعداد جيش للمقاومة قمع الثورة في فلسطين ثمَّ سلم فلسطين لليهود على طبق من ذهب كما أشار الكاتب، وقد يَحسَب القارئ أحيانًا أنه يقرأ وثائق تاريخية نظرًا لكثرة الهوامش والتوثيقات التاريخية التي طغت على روح الرواية بالكامل إلا من بعض الأحداث التي كانت تربط فيما بينها حسب بعض النقاد.[٥]

اقتباسات من رواية زمن الخيول البيضاء

حملت رواية زمن الخيول البيضاء بين صفحاتها كلمات عظيمة؛ لأنها تناولت قضية عظيمة لشعب عظيم فتردَّد صداها بين قرَّاء العربية، لامست واقعًا تاريخيًّا بدقة، وأرخت لفترة مهمة من تاريخ الفلسطينيين والعرب جميعًا، وفيما يأتي بعض الاقتباسات من الرواية:[٦]

  • لم يخلق الله وحشًا كالإنسان، ولم يخلق الإنسان وحشًا كالحرب.
  • المرء لايستطيع أن يفقد شيئًا هو في الأصل لغيره، وإلا سوف يعذب نفسه مرتين، مرة بجهله ومرة بفقدان ماليس له.
  • كنت أعتقد أنك قد بدأت تصدأ، وأنت تعرف ليس هناك أكثر حزنًا من أن يصدأ الرجل وهو في ريعان شبابه.
  • خيِّل إليَّ أن الأرض ليست أكثر من هوَّة عميقة لهذا الكون، هوَّة من الصعب علينا نحن البشر أن نتسلقها.
  • في أزمنة سوداء كهذه لا يرى طريقه أحد أفضل من الأعمى.
  • نحن في الهوة في قعر هذا الكون، وعلينا أن نتخذ تلك القرارات التي نحس من خلالها أننا أصبحنا أعلى من الطائرة وأسرع من الحصان والعربة، إننا على وشك بلوغ الحافة والصعود إلى حيث الهواء.
  • لأننا أبناء بلد واحد، ونحن لا نتذكر أننا مسلمون ومسيحيون إلا حين تذكروننا وتذكرونهم بهذا.
  • إذا خسر اليهود فإنهم سيعودون إلى البلاد التي أتوا منها، أما إذا خسرنا نحن، فسنخسر كل شيء.

المراجع

  1. "إبراهيم نصر الله"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2019. بتصرّف.
  2. "الملهاة الفلسطينية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2019. بتصرّف.
  3. "إبراهيم نصر الله"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2019. بتصرّف.
  4. "زمن الخيول البيضاء"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2019. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "زمن الخيول البيضاء"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2019. بتصرّف.
  6. "زمن الخيول البيضاء"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2019. بتصرّف.
3567 مشاهدة
للأعلى للسفل
×