نبذة عن زبيدة زوجة هارون الرشيد

كتابة:
نبذة عن زبيدة زوجة هارون الرشيد

النساء في العصر العباسي

أثرت النساء في البيت العباسي على صنع القرار السياسي، حيث وجدت العديد من الشخصيات النسائية ذات التأثير القوي في الواقع الاجتماعي والسياسي، وشهد لهن التاريخ بصنع أثر كبير في التطورات التاريخية في تلك الفترة، لما مثله دورهن من استجابة لنبض وحاجات المجتمع، حيث شاركن في تفاعلاته على صعيد الأسرة العباسية والمجتمع ككلّ، ويُعدّ البحث في دور المرأة في هذا العصر من أهم الجوانب لدارسة التاريخ لتلك الحقبة، ولا سيّما على صعيد الحياة السياسية في العصر العباسي، وفي هذا المقال نبذة عن زبيدة زوجة هارون الرشيد إحدى النساء المؤثرات في تلك الحقبة.[١]

نبذة عن زبيدة زوجة هارون الرشيد

هي زبيدة بنت جعفر المنصور، ولدت في 149 هـ،[٢] واسمها الحقيقي العُزَيّز بنت جعفر، وزوجة الخليفة هارون الرشيد وهي ابنة عمه، وأمّ الخليفة المأمون، وقد لقبت "زبيدة" لأن جدها كان يناديها يا زبيدة من شدة بياضها ونضارتها، وقد كانت في حياتها رفيعة الجاه والمال، حيث قال عنها المؤرخين بأنها من أعظم النساء في عصرها دينًا وحسبًا وجمالاً وخيرًا، حيث اشتهرت بإحسانها، فمن أهم أعمالها الجليلة تمهيد طريق بغداد إلى مكة للحجاج، فقد رصفته في الأماكن الوعرة، كما أقامت في هذا الطريق المرافق والخدمات والمنافع التي ظلت لفائدة الحجاج منذ عصرها وإلى وقت قريب، وكما تنسب إليها إقامة عين زبيدة العذبة في مكة، والتي أحضرت ماءها من أقاصي الوديان في شرق مكة، وقد توفيت ودفنت في بغداد سنة 216 هـ.[٣]

صفات زبيدة زوجة هارون الرشيد

كانت زبيدة كما نقلت عنها كتب التاريخ امرأة ذات جمال، وهي فصيحة الحديث ورزينة العقل وذات رأي وبلاغة، وقد كانت تنظِم بعضًا من الشعر، وتناقش الرجال في بعض نواحي العلم، وقد أحبّها زوجها الرشيد وأعطاها مكانة رفيعة وجعل لها نفوذًا كبيرًا، فكانت السيدة الأولى في قصره، حيث كانت تقترح على زوجها الآراء الصائبة، كما كانت تمسك بزمام الأمور في غياب زوجها، كما عُرف عنها اهتمامها الجم بالآداب والعلوم، فأنفقت الكثير بهدف حشد مئات العلماء والأدباء في بغداد، وعملت على توفير وسائل البحث والعلم لهم، واشتهر في زمنها عدد من أشهر الشعراء مثل الأحنف وأبو العتاهية، والجاحظ، وعلماء اللغة مثل سيبويه، ومن علماء الفقه أبو حنيفة، وغيرهم الكثير من الأطباء والعلماء في شتى التخصصات، وقد فتحت لهم خزائن بيت المال لتحويل بغداد إلى قبلة للعلماء.[٢]

دور زبيدة في الخلاف على ولاية العهد

تدخلت زبيدة بأمور السياسة في البلاط العباسي بعد الخيزران والدة الرشيد، حيث استطاعت بنفوذها تولية الأمين وهو الابن البكر لها، حيث إن هدفها كان منصبًا في مصلحة الدولة، وذلك خوفًا من إعطاء الخلافة للمأمون، إذ قد يكون السبب في رغبتها بأن يخلف العرش خليفة عربي الأصل والنشأة، فالمأمون أمه فارسية، فتدخلت بشدة وضغطت على الرشيد لأجل ذلك، وأخبرت الرشيد بمؤامرة البرامكة عليه فتخلص منهم جميعًا في ما عرف بنكبة البرامكة.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب أ.م.د.عادل إسماعيل خليل، سارة عبد الحسين طه ، أثر نساء البيت العباسي في صنع القرار السياسي، صفحة 1-7. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "زبيدة بنت جعفر"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-02-2020. بتصرّف.
  3. "زبيدة بنت جعفر"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 19-02-2020. بتصرّف.
3311 مشاهدة
للأعلى للسفل
×