نبذة عن زيد بن ثابت

كتابة:
نبذة عن زيد بن ثابت

زيد بن ثابت

الصحابي زيد بن ثابت واسمه زيد بن ثابت بن الضّحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار بن ثعلبة، أسلم مع من أسلم من أهل المدينة يوم قدم النبي -عليه الصلاة والسلام- إليها، وقد كان ما يزال في سنِّ الصِّبا وقتها، صحابيٌّ جليل حفظ القرآن وكتب الوحي للنبي -عليه الصلاة والسلام- ولم يُشارك في غزوتي بدر وأحد؛ لصغر سنِّه، وقد كان على علمٍ كبيرٍ بعلم المواريث والفرائض، اشتُهِر بعباداته الكثيرة وزهده في الحياة الدنيا وتعلّقه بالله؛ ولذلك كان لا بدَّ من مقالٍ يقف بالحديث عن زيد بن ثابت، وفيما يأتي سيكون ذلك.[١]

مولد ونشأة زيد بن ثابت

بعد أن تمَّ التعريف بزيد بن ثابت لا بدَّ من أن يأتي المقال على ذكر اسمه وأصله ونشأته -رضي الله عنه- وهو واحدٌ من الأنصار من بني النجار وهم أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، زيدٌ بن ثابت بن الضحاك الذي توفي والده يوم بُعاث فقدم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد كان يتيمًا فأسلم بين يديه، ولم يتجاوز من العمر بعد أحدَ عشرَ عامًا، وقد دعا له النبي -عليه الصلاة والسلام- فكان من خيار الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، أحبَّ الجهاد في سبيل الله وعرض نفسه مجاهدًا يوم غزوة بدر ولكنَّه -عليه الصلاة والسام- ردَّه لصغر سنّه، ومن ثم أعاد الكرَّة في غزوة أحد وهو يرجو النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يقبله في صفوف المجاهدين، ولكن من رحمة النبي -عليه الصلاة والسلام- به لم يقبل ووعده مع أترابه من الصحابة الصغار أن يُشاركوا في الغزوة المقبلة، فكانت بداية حياة زيد بن ثابت الجهادية في غزوة الخندق وقد كان ذلك في السنة الخامسة من الهجرة، وبعد أن تمَّ ذكر ومضات في نشأة زيد بن ثابت لا بدَّ من أن يقف المقال في حديثٍ عن حياته، وفيما يأتي سيكون ذلك.[٢]

حياة زيد بن ثابت

بدأت حياة زيد بن ثابت بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد فتح عينيه على الإسلام وحفظ القرآن في صباه وتفقّه في الدِّين، وطلب العلم وعلَّمه وعكف على تعليم الشَّباب في كبره ليحملوا عنه الرسالة في الفتيا في الدين، واشتُهر بذكائه واستثماره لذلك الذكاء في طلب العلم والتفقه في الدين ولم يكن ذلك ليمنعه من الجهاد في سبيل الله؛ فقد شارك في غزوة الخندق وكان عمره أربعة عشر عامًا، وقد ضبط الفقه وعلم المواريث إلى جانب القرآن وقد قال فيه الزهري رحمه الله: "لَوْلاَ أَنَّ زَيْدَ بنَ ثَابِتٍ كَتَبَ الفَرَائِضَ، لَرَأَيْتُ أَنَّهَا سَتَذْهَبُ مِنَ النَّاسِ"، وكان له موقف طيب يوم حاصر الخوارج عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال له: "هَذِهِ الأَنْصَارُ بِالْبَابِ، يَقُولُونَ: إِنْ شِئْتَ كُنَّا أَنْصَارًا للهِ مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: أَمَّا الْقِتَالُ فَلاَ"، واشتُهر بابتعاده عن الفتن فلم يتلطَّخ سيفه بدم أيٍّ من المسلمين[٣] وقد كان موضع ثقة من الصحابة فكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يستخلفه على المدينة عند خروجه إلى الحج، وقد وُليَّ على قسمة الغنائم عقب معركة اليرموك، وقد تعلَّم الخطَّ اليهودي بأمرٍ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليقرأ له كتبهم فكانت حياته حافلةً بخدمة الإسلام والمسلمين، وستقف الفقرة القادمة للحديث عن علم زيد بن ثابت وفضله.[٤]

علم وفضل زيد بن ثابت

إنَّ علم زيد بن ثابت وفضله هو من أكثر ما اشتُهر به، خاصَّةً أنَّه أتقن لغة اليهود في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، فقد ورد عنه في تخريج المسند: "قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تُحسِنُ السُّرْيانيَّةَ؟ إنَّها تَأْتيني كُتُبٌ، قال: قُلْتُ: لا، قال: فتَعلَّمْها، فتَعلَّمْتُها في سَبعةَ عَشَرَ يومًا"،[٥] وقد جمع القرآن في زمن أبي بكرٍ الصديق -رضي الله عنه- وقد قال فيه مسروق: "قدمت المدينة فوجدت زيد بن ثابت من الراسخين في العلم"،[٦] وقد قال فيه سليمان بن يسار: "مَا كَانَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ يُقَدِّمَانِ عَلَى زَيْدٍ أَحَدًا فِي الفَرَائِضِ وَالفَتْوَى وَالقِرَاءةِ وَالقَضَاءِ"، فكان أحد كبار الصحابة الذين يُوقف عندهم في الفتوى، وقد قال زيد عند تكليفه بمهمة جمع القرآن في زمن أبي بكر: "فَوَاللهِ لَوْ كَلَّفَنِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ"، ولما كان عهد عثمان وأراد جمع الناس على مصحف واحدٍ ليقطع اختلاف النَّاس في القراءة كان واحدًا من اللجنة التي انتُدبت لذلك،[٧] وقد روى سعيد بن عامر عن حميد بن الأسود قال: قال مالك: "كان إمام الناس عندنا بعد عمر زيد بن ثابت، وكان إمام الناس عندنا بعد زيد ابن عمر"، وقد قال فيه ابن عباس: "لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- أن زيد بن ثابت من الراسخين في العلم"، وفي ذلك تبيينٌ لفضل قامةٍ من قامات الإسلام العظيمة، وستقف الفقرة القادمة في الحديث عن وفاته رضي الله عنه وأرضاه.[٨]

وفاة زيد بن ثابت

بعد أن تمَّ الوقوف على سيرة حياة زيد بن ثابت وفضله وعلمه ومنزلته بين الصَّحابة لا بدَّ من ذكر وفاته -رضي الله عنه- وقد اختُلف في سنة الوفاة فقال أبو عبيدة إنَّه توفي سنة خمسٍ وأربعين، ثم قال بعد ذلك: بل سنة ستٍّ وخمسين أثبت، وعقَّب أحمد بن حنبل أنَّه توفي سنة إحدى وخمسين وقال المدائني والهيثم ويحيى بن معين: سنة خمس وخمسين وقال أبو الزناد: سنة خمس وأربعين، وقد قال أبو هريرة في موته: "مات حَبر الأمة، ولعلّ الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفًا"، وبذلك ينتهي الحديث عن واحدٍ من أجلِّ صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.[٩]

المراجع

  1. "زيد بن ثابت رضي الله عنه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-07. بتصرّف.
  2. "زيد بن ثابت"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-07. بتصرّف.
  3. "من أخبار الشباب (1) زيد بن ثابت رضي الله عنه "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-07. بتصرّف.
  4. " زيد بن ثابت"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-07. بتصرّف.
  5. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم:21587، إسناده صحيح إن كان ثابت بن عبيد سمع من مولاه زيد بن ثابت.
  6. "كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (نسخة منقحة)"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-07. بتصرّف.
  7. "زيد بن ثابت"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-07. بتصرّف.
  8. "زيد بن ثابت"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-07. بتصرّف.
  9. "زيد بن ثابت"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-07. بتصرّف.
7128 مشاهدة
للأعلى للسفل
×