نبذة عن شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن

كتابة:
نبذة عن شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن

ما هو شهر رمضان؟

يعدُّ شهر رمضان الكريم أحد الأشهر العربية المعروفة بالقمرية أو الهلالية، وهو الشهر التاسع من شهور السنة بحسب التقويم الهجري، وقد اختلف العلماء في اشتقاق اسم رمضان على عدة وجوه، وقبل ذكر أقوالهم في ذلك لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ تسمية الأشهر العربية تعود إلى الأزمنة التي كانت فيها، وفيما يأتي أقوال العلماء في اشتقاق اسم رمضان:[١]


  • القول الأول: إنَّ شهر رمضان وافق زمن الحرِّ وشدته وقساوته على النَّاس، فسمي بذلك لارتماض العرب حرَّ الجوع وشدته، وبناءً على ذلك فيكون اشتقاق اسم رمضان من الرمض، والذي يعني حرَّ الحجارة بسبب حرارة الشمس.
  • القول الثاني: أنَّ رمضان مشتقٌ من الرمضاء، والرمضاء هو المطر الذي يأتي قبيل الخريف ويطهر وجه الأرض من الغبار، واللطيفة في ذلك أنَّ شهر رمضان يطهر المسلمين من الذنوب كما يطهر المطر وجه الأرض من الغبار.


هل هناك أسماء أخرى لشهر رمضان؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: لماذا سمي شهر رمضان بهذا الاسم


متى يجيء شهر رمضان؟

يأتي شهر رمضان الكريم بعد شهر شعبان مباشرةً، ثم يليه شهر شوال،[٢] ويتمُّ إثبات دخول شهر رمضان بإكمال شهر شعبان ثلاثين يومًا، أوبرؤية الهلال.[٣]


متى أنزل القرآن في شهر رمضان؟

استدلَّ العلماء على أنَّ القرآن الكريم نزل في شهر رمضان من قوله تعالى في سورة البقرة: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ}،[٤] وأنَّه نزل في التحديد في ليلة القدر من شهر رمضان بدليل قوله تعالى في سورة القدر: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}،[٥] لكن كيف كان نزول القرآن الكريم في شهر رمضان الكريم رغم أنَّه معلومٌ أنَّه نزل مفرقًا على مدى عشرين عامًا؟ فيما يأتي بيان ذلك:[٦]


  • إمَّا أن يكون ابتداء نزول القرآن الكريم كان في ليلة القدر من شهر رمضان، ثمَّ بعد ذلك اكتمل نزوله بشكلٍ مفرق على مدى عشرين عامًا.
  • إمَّا أن يكون القرآن الكريم نزل كلَّه إلى السماء الدنيا في ليلة القدر فكان في بيت العزة وفي الصحف المكرمة التي رفعها الله -تعالى- فطهرها، ثمَّ بدأ بعد ذلك بنزوله على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحسب الأحداث.


كيف يؤثر شهر رمضان على صحة الفرد ونفسيته؟ لمعرفة ذلك ثم بالاطلاع على هذا المقال: فضل شهر رمضان


هل اتفق العلماء على أن القرآن نزل في شهر رمضان؟

لم يتفق جميع الفقهاء على أنَّ نزول القرآن الكريم كان في شهر رمضان المبارك، بل اختلفوا على ثلاثة أقوال، وفيما يأتي ذلك:


نزول القرآن في شهر رمضان

إنَّ القول الأول في وقت نزول القرآن الكريم أنَّه كان في شهر رمضان المبارك،[٧] ودليل أصحاب هذا القول هو قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ}،[٤] وهذا هو القول المشهور، واختلف أصحاب هذا القول في اليوم الذي نزل به فقيل أنَّه نزل في اليوم السابع منه وقيل كان نزوله في اليوم الرابع عشر منه، وقيل كان نزوله في اليوم السابع عشر من شهر رمضان.[٨]


نزول القرآن في شهر ربيع الأول

وقيل إنَّ نزول القرآن الكريم كان في شهر ربيع الأول من السنة الحادية والأربعون من عام الفيل، وقد حصل خلاف بين أصحاب هذا القول في اليوم الذي نزل فيه فقيل في أول ربيع الأول وقيل في الثامن منه، وقيل في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول.[٧]


نزول القرآن في شهر رجب

وقيل إنَّ نزول القرآن الكريم كان في السابع عشر من شهر رجب، وهذا القول مذكورٌ في الكتب لكنَّه غير مشهور.[٧]


أين نزل القرآن في شهر رمضان عند القائلين بذلك؟

نزل القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك جملةً واحدةً من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، وهذا هو النزول الأول،[٩] وبقي هذا القرآن محفوظًا في صحفٍ مطهرة إلى أن أذن الله -عزَّ وجلَّ- لهذا النور أن يسطع في أرجاء الأرض، وليكون هدايةً للنَّاس كافة، فيخرجهم من ظلمات الكفر إلى النور الإيمان، فأنزله على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليكون شاهدًا على صدقه، بواسطة جبريل -عليه السلام- وهذا هو النزول الثاني للقرآن الكريم.[١٠]


هل هناك علاقة بين نزول القرآن والصيام؟

ليس هناك أي علاقة بين نزول القرآن الكريم وفريضة الصوم، فقد بدأ نزول القرآن الكريم منذ بعثة رسول الله -عليه الصلاة والسلام- لما نزلت سورة العلق،[١١] أمّا الصيام فلم يفرض على المسلمين حتى السنة الثانية للهجرة.[١٢]


ما أهمية شهر رمضان عند المسلمين؟

إنَّ شهر رمضان له مكانةٌ عظيمة في قلوب المسلمين، وهو عندهم أفضل شهور العام،[١٣] وسيتمُّ فيما يأتي ذكر أهمية شهر رمضان عند المسلمين:[١٤]


  • أنَّ الصيام والقيام في شهر رمضان سبب لكفارة ما مضى من ذنوب المسلم.
  • أنَّ ليلة القدر والتي هي خيرٌ من ألف شهر تعدُّ ليلة من ليالي شهر رمضان.
  • أنَّ نزول القرآن الكريم وهو خير الكلام كان في شهر رمضان المبارك.
  • أنَّ أبواب الجنة تُفتح في شهر رمضان، وكذلك تُغلق أبواب النيران فيه.
  • أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- يضاعف أجر المسلمين فيه، حتى أنَّ النافلة فيه يكون أجرها كأجر الفريضة.
  • أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- يسقي المسلم الذي أشبع صائمًا في شهر رمضان من حوض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شربة لا يظمأ بعدها أبدًا.
  • أنَّ الصائم يكون عند ربه في منزلةٍ عالية، حتَّى أن ريحة فمه تكون عند الله أحب من ريحة المسك.
  • أنَّ الله سبحانه وتعالى يُزيّن جنّته للصائ في كل ليلة، وذلك لرحمة الله أولًا ثم بسبب ما يبذله الصائم من جهدٍ عظيمٍ في الصيام والقيام.


لمعرفة فضل الصيام من السنة النبوية والأحاديث الشريفة، يُرجى الاطِّلاع على المقال الآتي: أحاديث عن فضل الصيام

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، ملتقى اهل اللغة العربية، صفحة 158. بتصرّف.
  2. أحمد مختار عمر، معجم اللغة العربية المعاصرة، صفحة 943. بتصرّف.
  3. محمد صالح المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 12. بتصرّف.
  4. ^ أ ب سورة البقرة، آية:185
  5. سورة القدر، آية:1
  6. السهيلي، الروض الأنف، صفحة 419. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت محمد بن عبد الرحمن الشايع، كتاب نزول القرآن الكريم والعناية به في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، صفحة 47. بتصرّف.
  8. محمد بن عبد الرحمن الشايع، كتاب نزول القرآن الكريم والعناية به في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، صفحة 48. بتصرّف.
  9. محمد أبو شهبة، كتاب المدخل لدراسة القرآن الكريم، صفحة 50. بتصرّف.
  10. محمد أبو شهبة، كتاب المدخل لدراسة القرآن الكريم، صفحة 55. بتصرّف.
  11. غانم قدوري، كتاب محاضرات في علوم القرآن، صفحة 18. بتصرّف.
  12. بحرق اليمني، حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار، صفحة 517. بتصرّف.
  13. عبدالله بن مانع الروقي، كتاب الصوم من صحيح البخاري، صفحة 32. بتصرّف.
  14. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 625. بتصرّف.
5094 مشاهدة
للأعلى للسفل
×